ابن عاشر هو أبو مالك عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاري الفاسي، أحد القرَّاء والفقهاء المشاهير، ولد بفاس( سنة 990) وقرأ على الجِلَّة من علماء عصره، وكان أستاذا عارفا بالقراءات وتوجيهها وبالضبط والرسم وجميع ما هو من وظيفة المقرئ فقيها مشاركا في الأصلين والحديث والتفسير والتصوف والنحو، والعروض، والبيان، والمنطق، والطب، والهيئة، والحساب.. على قدم السلف في الزهد والورع والقيام بوظائف الدين حتى الغزو والرباط في سبيل الله، نزيها متواضعا شديد الإنصاف يأخذ العلم عمن هو دونه، ويتولى جميع أموره بنفسه. له النظم المعروف "بالمرشد المعين على الضروري من علوم الدين"، جمع فيه بين العقائد والفقهيات والتصوف هو من الكتب التعليمية النافعة قال ابن الطيب القادري: "وسمعنا أنه ابتدأ نظمه حين أحرم بالحج فنظم أفعال الحج مرتبة بقوله: وإن تُرد ترتيب حجِّك أسمعا بيانه والذَّهْنَ منك استجمعا ثم لما انفصل عن حجِّه كمَّل ما يتعلق بالقواعد الخمس من الضروري الذي لا يسع المكلف جهله، وله شرح مورد الظمآن للخراز في الرسم، ونظم في العمل بالربع المجيب وغير ذلك، وتوفي رحمه الله (عام 1040ه). يتبع في العدد المقبل.. عن كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي تأليف العلامة عبد الله كنون الجزء الأول، ص: 248-249 دار الثقافة .