[الهيئة العلمية وآثارها] 7. ابن الشاط أبو القاسم بن عبد الله بن محمد بن الشاط الأنصاري السبتي، والشاطُّ اسم لجده، وكان طوالاً فجرى عليه. كان نسيج وحده في أصالة النظر ونفوذ الفكر وجودة القريحة، وتسديد الفهم إلى حسن الشمائل وعلوِّ الهمة والعكوف على العلم والاقتصار على الآداب السنيَّة والتحلي بالوقار والسكينة، أقرأ بسبتة الأصول والفرائض، وكان مقدما فيهما موصوفا بإمامتهما، وكان موفور الحظ من الفقه حسن المشاركة في العربية كاتبا مرسلا ريان من الأدب وله نظر في العقليات. قرأ على الأستاذ ابن أبي الربيع وعلى الحافظ أبي يعقوب المحاسبي وغيرهما وأجاز له أبو القاسم بن البراء، وأبي محمد بن أبي الدنيا، وأبو العباس بن الغماز، وأبو جعفر الطباع، وأبو بكر بن فارس، وغيرهم وأخذ عنه الجلَّة من أهل الأندلس. كالأستاذ أبي زكرياء بن هُذيْل، وأبي الحسن بن الحُباب والقاضي أبي بكر بن شَبرين وغيرهم. وله تآليف منها أنوار البروق في تعقب مسائل القواعد والفروق، وغنية الرائض في علم الفرائض، وغيرهما وكان مجلسه مألفاً للصدور من الطلبة والنبلاء من الناس مولده عام 643ه بمدينة سبتة وتوفي بها عام 723ه. 8. ابن غازي هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي المكناسي، ثم الفاسي، شيخ الجماعة. بها نشأ بمكناس كما نشأ بها أسلافه، ثم ارتحل إلى فاس في طلب العلم، فأقام بها مدة، ولقي من مشايخها عدة ضمَّنهم ثبَته الذي سماه بالتعليل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل والنَّاد. ثم عاد إلى مكناس فأقام بها بين أهله وعشيرته زمنا، ثم انتقل نهائيا إلى فاس، فاستوطنها وبقي بها حتى توفي سنة 917ه. كان رحمه الله أستاذا ماهرا في القراءآت ووجوهها، مُبرَّزاً في علوم العربية والفقه والتفسير والحديث وعلم الرجال والسير والتاريخ والأدب. درس على القوري وغيره، وأخذ عنه الجماهير إذ قد تفرد برئاسة الهيئة العلمية في عصره، ولم ينازعه أحد في ذلك. له شفاء الغليل في حل مقفل خليل، بين فيه هفوات بهْرام والمواضع المشكلة من مختصر الشيخ خليل المالكي، أجاد فيه ما شاء، وهم من أحسن الموضوعات عليه وله تكميل التقييد وتحليل التعقيد، كمَّل به تقييد أبي الحسن الصُّغيِّر على المدونة، وحل مُشكل كلام ابن عرفة في مختصره في ثلاثة أسفار. وله غير ذلك مما يذكر في محله. 9. ابن برّي أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن التَّازي الشهير بإبن بَرّي، أحد المهرة في العلوم العربية والقراءات، وكان كاتبا بليغا لغويا عروضيا متفننا في كثير من العلوم، وله خطًّ بارع ونظمٌ جيِّد، وهو صاحب الدُّرر اللوامع في قراءة نافع وغيرها من الكتب النحوية والعروضية وتوفي سنة 721ه. 10. الخرَّاز أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الأموي المعروف بالخرَّاز كان إمامَ القُراء بفاس، وهو صاحب موْرِد الظَّمآن في علم الرسم، وكان يُعلِّم الصبيان وذلك سِرُّ نجاحِ أسلافنا، إذ كانوا يُسنِدون الأمور إلى أهلها فلا يظلمون، وتوفي رحمه الله سنة 717ه. 11. ابن آجُرُّوم أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي الفاسي، عرف بابن آجرُّوم النحوي المقرئ الشهير. مولده عام 672ه، ووفاته عام 723ه بفاس وأخذ عن أبي حيَّان وعنه محمد بن علي الغساني، وله من غير المقدمة شرح حرز الأماني في القراءات، ونظم في قراءة نافع سماه البارع.. يتبع في العدد المقبل.. النبوغ المغربي في الأدب العربي تأليف عبد الله كنون، العدد 1-3 دار الثقافة، ج: الأول، ص: 208-210.