بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وأشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
لقد تبين لنا بعد التجربة، وانطلاقا من الشعور بالواجب نحو الوطن (بعد الدين)، أن بلدنا المغرب، تعبث به أياد لا نعلم (...)
نسمع كثيرا من الناس يذكرون في كلامهم "وجود الله"؛ وقد يكون ذلك في معرض الإثبات، كما هو الشأن مع المؤمنين؛ أو في معرض النفي، كما هو حال الملحدين. والحقيقة هي أنه لا يصح وصف الله بالوجود، لأن كل ما يتصف بالوجود بحيث نقول عنه إنه موجود، قد يتصف بالعدم، (...)
قرأت تدوينة لحسن الكتاني، تناقلتها المواقع الإلكترونية، يقول فيها: "كل حداد يؤدي لتعطيل شعائر الله تعالى، فهو من جنس التسخط على أقدار الله تعالى"؛ يريد منها الإنكار على أهل الريف امتناعهم عن نحر الأضاحي يوم العيد، ويعُد ذلك منهم تسخطا على قدر الله؛ (...)
إن الإسلاميين في البلاد العربية، عندما طلبوا الحكم، وهم يجهلون شروطه من حيث الظاهر والباطن، كانوا يفتحون بابا جديدا من أبواب الفتن المتلاحقة، من دون أن يشعروا. ولقد أعماهم إغفال ما ذكرنا، عن إدراك عدم أهليتهم، حتى توهموا أنهم سيتمكنون من "الإصلاح" (...)
الفصل السادس عشر
طلب الفقهاء للدنيا وأثره
إن الفقهاء، بحسب المهام الأصلية التي لهم، يكونون هم حرس سفينة الدين، وناصحي المتدينين لما فيه سلامتهم أجمعين، من أجل بلوغ بر الأمان في دار السلام، يوم لقاء رب العالمين. وحتى يقوموا بمهامهم على الوجه (...)
الفصل الخامس عشر
دخول منطق الكفر على الدين
لا يستغربن أحد من العنوان، أو يظن أننا نقصد تكفير المسلمين، كما يفعل الجاهلون؛ لكننا نريد أن نطرق موضوعا يغفل عنه الناس، ولا يتبيّنه إلا من حقق تدينه؛ ألا وهو الوقوع على منطق الإيمان. يتوهم كثيرون أن (...)
الفصل الثامن
الفقهاء والفتنة
لو عدنا إلى استشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتتبعنا الأسباب التي أدت إلى خروج فئة من السفهاء عليه، لوجدنا الفكر الخارجي يتأسس -على ما يبدو لأول وهلة في نظر الجاهلين- على أصول فقهية معتبرة، كإقامة (...)
الفصل التاسع
ضعف الفقه السياسي
كما أشرنا سابقا، فإن الفقه الإسلامي، لم يولِ جانب السياسة الشرعية ما تستحقه، لسببين رئيسين: الأول، لأن إدراك أبعاد هذا الفقه يتطلب جمعا بين علمي الظاهر والباطن، في أعلى الدرجات، وهذا فوق طور الفقهاء؛ والثاني، لأن (...)
الفصل العاشر
جهل الحركيين بالخلافة
قلنا سابقا، إن الجماعات الحركية -الإخوان المسلمون وحزب التحرير خصوصا- قد أسَّست لفقه سياسي بديل عن الجانب السياسي من فقه الفقهاء، الذين صاروا داعمين للحكام (ملوكا ورؤساء)، من غير اعتبار لأصول أو فروع؛ وإنما (...)
الفصل الحادي عشر
الخلافة والإمامة
إن الخلافة تكون عن الله من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهذه هي الخلافة الأصلية، التي لا تكون لأحد من الأنبياء -سوى محمد صلى الله عليه وآله وسلم- ولا الأولياء أبدا. وفي هذه الخلافة ظهرت الحقيقة المحمدية (...)
قرأت مقالا على جريدة هسبريس الإلكترونية يوم السبت 16 أبريل 2016 تحت عنوان: "الريسوني يهاجم أساتذة الغد ويصفهم بالكسالى والخاملين"، فعجبت كيف يتحول من يزعمون أنفسهم أهلا للدين إلى مستبدين وقحين. وإن عجبي هذا، ليس من الاستبداد عينه الذي يكون عليه (...)
بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه.
لقد عودنا الوهابية كراهية الأولياء على التعميم، وعرفهم بذلك في البلاد الخاص من الناس والعام؛ ولكن الجديد، هو تطاول أحد تلاميذهم في الأيام الأخيرة، على شيخنا وعمدة (...)
إن زعم الفرنسيين أن المخابرات المغربية هي من زودت فرنسا بالمعلومات التي مكنتها من القضاء على مدبري تفجيرات باريس، بعد أيام معدودة، في سان دوني؛ وإنَّ طلب دولة بلجيكا مساعدة المخابرات المغربية، لمتابعة إرهابييها، يجعلنا نستغرب إعلان الأمر على (...)
بعد تفجيرات باريس في الأيام الماضية، أصبح الكلام عن الإرهاب أشد إلحاحا مما كان عليه في السابق؛ لأن في هذه المرة، قد وقع الاستهداف للمواطنين على غير تعيين، بدل أن يكون لمؤسسات الدولة، كما جرت العادة. وهذا يجعل المواجهة تتجاوز الاختلاف على السياسات، (...)
يكثر الكلام عن الخطاب الديني وعن ضرورة تجديده، دون تحديد معالم هذا الخطاب الأصلية. وهذا يجعل هذا الكلام كالبناء على غير أساس.
ويظن كثير من الوعاظ، وشطر كبير من الفقهاء، أن نوعية المواضيع المتناولة هي وحدها الحاكمة على الخطاب الديني إلى جانب طريقة (...)
منذ القرون الأولى لجأت فئات من المجتمع المسلم إلى الانتصار لآرائها بركوب أسلوب تحويل الخصومة السياسية أو المذهبية، إلى خصومة عقدية، تُفضي في النهاية إلى تكفير الخصم، بُغية تجريده من جميع حقوقه، وإضعافه إلى الحد الذي قد يبلغ الإلغاء حكما (معنويا)، أو (...)
منذ القرون الأولى لجأت فئات من المجتمع المسلم إلى الانتصار لآرائها بركوب أسلوب تحويل الخصومة السياسية أو المذهبية، إلى خصومة عقدية، تُفضي في النهاية إلى تكفير الخصم، بُغية تجريده من جميع حقوقه، وإضعافه إلى الحد الذي قد يبلغ الإلغاء حكما (معنويا)، أو (...)
ينبغي أن نفرق في البداية بين علوم الدنيا وعلوم الآخرة؛ ونعني بعلوم الدنيا ما يتعلق منها بالأكوان. وهي ما يشير إليه قول الله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7]. ويدخل ضمن هذه (...)
إن الإسلاميين قد استمالوا عموم الناس، عندما صاروا يعدونهم بالحكم بما أنزل الله. وبما أن الظلم بجميع صنوفه، قد تفشى حتى ملأ الأرض، فإن الناس صاروا يتطلعون إلى عدل الله الموعود في الدنيا، قبل الآخرة. غير أن أمر الحكم بالشريعة، صار هو أيضا، من أسباب (...)
لقد اعتاد الناس أن ينظروا إلى الإسلاميين، على أنهم يمثّلون الإسلام (توجها وأحكاما)، إلى الدرجة التي صاروا يبنون مواقفهم من الدين في كثير من الأحيان، على ما يرونه منهم؛ خصوصا إن هم وصلوا إلى الحكم وتدبير الشأن العام. ونحن نرى أن الأمر يحتاج تفصيلا، (...)
لقد اعتاد الناس أن ينظروا إلى الإسلاميين، على أنهم يمثّلون الإسلام (توجها وأحكاما)، إلى الدرجة التي صاروا يبنون مواقفهم من الدين في كثير من الأحيان، على ما يرونه منهم؛ خصوصا إن هم وصلوا إلى الحكم وتدبير الشأن العام. ونحن نرى أن الأمر يحتاج تفصيلا، (...)