بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وأشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
لقد تبين لنا بعد التجربة، وانطلاقا من الشعور بالواجب نحو الوطن (بعد الدين)، أن بلدنا المغرب، تعبث به أياد لا نعلم (...)
الصحابة بالمعنى الخاص، هم الطبقة من الناس الذين عاشوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأخذوا عنه ظاهرا وباطنا. وما نريد أن ننبه إليه هنا، هو أن أخذ العقول عن العقل الأكمل، لا يكون من طريق السماع وحده كما يتوهم ذلك جل المتأخرين؛ وإنما يكون من طريق (...)
إن ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة، ثم بعد ذلك نزول الوحي فيها، يدلان على أن مكة هي مركز الدعوة الإلهية بالأصالة. وقول الله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى (...)
يقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157]. فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، هو عقل العقول، لدلالة الكتب كلها عليه. وأميته لها (...)
نسمع كثيرا من الناس يذكرون في كلامهم "وجود الله"؛ وقد يكون ذلك في معرض الإثبات، كما هو الشأن مع المؤمنين؛ أو في معرض النفي، كما هو حال الملحدين. والحقيقة هي أنه لا يصح وصف الله بالوجود، لأن كل ما يتصف بالوجود بحيث نقول عنه إنه موجود، قد يتصف بالعدم، (...)
قرأت تدوينة لحسن الكتاني، تناقلتها المواقع الإلكترونية، يقول فيها: "كل حداد يؤدي لتعطيل شعائر الله تعالى، فهو من جنس التسخط على أقدار الله تعالى"؛ يريد منها الإنكار على أهل الريف امتناعهم عن نحر الأضاحي يوم العيد، ويعُد ذلك منهم تسخطا على قدر الله؛ (...)
إن تجاوزنا الفقه العملي -الذي ما عاد الناس يتعصبون له، كما كان يفعل بعض من سلف- فإننا سنجد الإسلام الفرعي الآن، يقوم على العقيدة والولاء السياسي. فأما العقيدة، فإننا نعني بها العقائد الكلامية، التي نشأت من نظر العقل، بخلاف ما تكون عليه عقائد (...)
مغاربة العالم، هم المهاجرون الذين يقطنون جميع بلدان العالم، بصفة دائمة أو بصفة وقتية، لأغراض عديدة، منها: الدراسة، والسياحة، والاستشفاء، والعمل، وغير ذلك... ولكن شطرا كبيرا من هؤلاء المهاجرين، هاجروا ضيقا من معاملة المخزن لهم ولأهليهم؛ وهذا لا يكابر (...)
نعني بالتعميم هنا، تعميم التفسير الجزئي؛ وهذا يجعل الوجه المحوري في التفسير، محورا وجوديا، وإن لم يُعرب المفسر عن ذلك صراحة. ومن هنا نجد من يُفني عمره في مجال من المجالات، يراه محورا أساسا، تدور كل المجالات الأخرى حوله. فمِن مهتم بالأدب والفن (...)
المخالف هو أصناف المخلوقات، من جماد ونبات وحيوان؛ وهو داخل الجنس البشري، الكافر والعاصي. سبق أن ذكرنا أن الإنسان جامع لحقيقة العالم بكل تفاصيله. وهذا يعني أن من عرف نفسه، لا بد أن يعرف أجزاء العالم ومراتبها، وما يليق بها من معاملة. وبالنظر إلى (...)
إن لب المسألة المعرفية، هو العلم بالنفس؛ به يتحدد موضعها من الوجود، ويُعلم ما يترتب على ذلك من الحقوق والواجبات. ولو نظرنا إلى اختلاف العقائد والأيديولوجيات، التي تنبني عليها حركة التاريخ، لوجدناه اختلافا في العلم بالنفس في الأساس. فمن الناس من يرى (...)
إن الإنسان من منطلق أصله العدمي، وافتقاره الأصلي، عابد لربه عبادة ذاتية، وإن كان عند نفسه وعند الآخرين، كافرا ملحدا. وهذه العبادة عامة، لا يشذ عنها أحد من المخلوقين؛ كل بحسب مرتبته. وحصْر العبادة، في العبادة الشرعية أو الوضعية، هو اختزال لمعنى (...)
يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15]، فعم سبحانه ولم يخص. فدل هذا على أن الناس كلهم متوجهون إلى الله، مؤمنهم وكافرهم؛ مطيعهم وعاصيهم. الفرق بينهم جميعا، ليس إلا (...)
عندما لا يتفاعل رئيس الحكومة مع استشهاد بائع السمك في مدينة الحسيمة، وعندما يدعو أتباعه إلى عدم التضامن مع أسرة الشهيد، ومع الشعب المغربي قاطبة، الذي يرى أنه هو المطحون في صورة محسن فكري، فإنه يكون قد أعلن عدم انتمائه إلى هذا الشعب إعلانا لا خفاء (...)
يقول الله عن قوم: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7]؛ وهذا يعني أن من لا يؤمن بالآخرة، لا يخلو من علم؛ ويعني أن العلم يكون بحسب مرتبة العالِم، لا مطلقا؛ لأنه لو كان مطلقا لاستوى الناس (...)
عندما لا يتفاعل رئيس الحكومة مع استشهاد بائع السمك في مدينة الحسيمة، وعندما يدعو أتباعه إلى عدم التضامن مع أسرة الشهيد، ومع الشعب المغربي قاطبة، الذي يرى أنه هو المطحون في صورة محسن فكري، فإنه يكون قد أعلن عدم انتمائه إلى هذا الشعب إعلانا لا خفاء (...)
عندما لا يتفاعل رئيس الحكومة مع استشهاد بائع السمك في مدينة الحسيمة، وعندما يدعو أتباعه إلى عدم التضامن مع أسرة الشهيد، ومع الشعب المغربي قاطبة، الذي يرى أنه هو المطحون في صورة محسن فكري، فإنه يكون قد أعلن عدم انتمائه إلى هذا الشعب إعلانا لا خفاء (...)
تفسير الوجود
إن كل إنسان يتوصل إلى تفسير للوجود، مناسب لطوره؛ وقد يتوقف هذا التفسير عند الشائع العام منه، كما قد يستمر تطوره مع الزمان، إن كان المرء من خواص العقلاء، أو من سالكي الطريق المشروع. ولا شك أن بداية معرفة الوجود تبدأ من أدنى مراتبه، (...)
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه.
أما بعد؛
لقد كنت أهم أن أعقب على البيان الختامي للمؤتمر الذي انعقد في غروزني يوم 21 ذي القعدة 1437 الموافق ل: 25-08-2016، من أجل التعريف ب "أهل السنة والجماعة"، لأذكر (...)
إن الإسلاميين في البلاد العربية، عندما طلبوا الحكم، وهم يجهلون شروطه من حيث الظاهر والباطن، كانوا يفتحون بابا جديدا من أبواب الفتن المتلاحقة، من دون أن يشعروا. ولقد أعماهم إغفال ما ذكرنا، عن إدراك عدم أهليتهم، حتى توهموا أنهم سيتمكنون من "الإصلاح" (...)
الفصل السادس عشر
طلب الفقهاء للدنيا وأثره
إن الفقهاء، بحسب المهام الأصلية التي لهم، يكونون هم حرس سفينة الدين، وناصحي المتدينين لما فيه سلامتهم أجمعين، من أجل بلوغ بر الأمان في دار السلام، يوم لقاء رب العالمين. وحتى يقوموا بمهامهم على الوجه (...)
الفصل الخامس عشر
دخول منطق الكفر على الدين
لا يستغربن أحد من العنوان، أو يظن أننا نقصد تكفير المسلمين، كما يفعل الجاهلون؛ لكننا نريد أن نطرق موضوعا يغفل عنه الناس، ولا يتبيّنه إلا من حقق تدينه؛ ألا وهو الوقوع على منطق الإيمان. يتوهم كثيرون أن (...)
الفصل الثامن
الفقهاء والفتنة
لو عدنا إلى استشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتتبعنا الأسباب التي أدت إلى خروج فئة من السفهاء عليه، لوجدنا الفكر الخارجي يتأسس -على ما يبدو لأول وهلة في نظر الجاهلين- على أصول فقهية معتبرة، كإقامة (...)
الفصل التاسع
ضعف الفقه السياسي
كما أشرنا سابقا، فإن الفقه الإسلامي، لم يولِ جانب السياسة الشرعية ما تستحقه، لسببين رئيسين: الأول، لأن إدراك أبعاد هذا الفقه يتطلب جمعا بين علمي الظاهر والباطن، في أعلى الدرجات، وهذا فوق طور الفقهاء؛ والثاني، لأن (...)
الفصل العاشر
جهل الحركيين بالخلافة
قلنا سابقا، إن الجماعات الحركية -الإخوان المسلمون وحزب التحرير خصوصا- قد أسَّست لفقه سياسي بديل عن الجانب السياسي من فقه الفقهاء، الذين صاروا داعمين للحكام (ملوكا ورؤساء)، من غير اعتبار لأصول أو فروع؛ وإنما (...)