كنتُ دوماً أقول : « هذا مُشاع… ففي الطِّباع، مُنذ وُجدَتِ الكلمة وُجد الخِداع… هي حكاية خرقاء، يحكيها أهلُ قريتي مُنذ زمن بعيد، كلّما حلّت بهم نِقمة أو شِدّة… ». لكنْ، هذه المرّة، حيّرني طَبعٌ غريبٌ مِن الطِّباع؛ فداهَمني شعور مُلتهب…
تحت جُنح (...)
جاء جدّي عندنا يوما، وسمعني أقرأ فقال:
أيمكن أن يُستنبت البجع في المزارع…!؟
قلت طبعا، أرى هذا ممكنا…
قال: وهل فوق أعناقه يمكن رفع المضارع…!؟
قلت قطعا، وكنت مُوقنا…
اٍتّسعت عيناه وأسرع نحو الباب وهو يُتمتم:
خلل، خلل، خللٌ ما وقع في المطابع… !
إنّي (...)
في ركن من أركان المقهى… جلست أرتشف الشاي وأتابع حركة المارة… أنظر إلى الهاتف وأقلّب أوراق صحيفة، حملت لي بشارة سارّة… كان ذهني يسبح في فُلك مشحون… ونفسي تمرح بين ثبات وجنون… فجأة، وقف بمدخل الباب صبي نحيف البنية… وجّه إليّ بصره… وعرض عليّ خدمته… (...)