عزيزي سركون بولص
لا أشعر أنني بخير، ولدي رغبة كبيرة في الاختباء. هكذا، كلما خسرت شيئا تتعاظم لدي الرغبة في التقوقع. لا أريد أن يلاحظ أحد بأنني أقضم أظافري حين أحزن. لأن عينين مشتعلتين ما زالتا تدوران داخل رأسي بنفس الغضب، حين ضبطتاني أقضم أظافري. (...)
رغمَ نَسبي لشجرةِ التين
وحليبِ أغصانها المُر تحت لساني.
أنا لا أكبر.
لكنَّ الماء في قلبي كان كافيا
لنمُوِّ أصابع تم نسيانها عمدا على جلدي
ومثلَ طفحٍ أسود يعرفُ كيفَ يَضمنُ عبورهُ إلي،
ظلتْ تحفرُ وتأكلُ لحمي وتكبر.
هذهِ الأصابعُ المنسية
التي تنخرُ (...)
وصلتُ المكان المنشود بعد نصف ساعة من المشي، الشارع خال كما اشتهيتهُ تماما والجو دافئ. نزعتُ حذائي لأريح قدميّ من قسوته وحشرته بحقيبة ظهري، بدا الشارع طويلا لا نهاية له، على أحد جانبيه سلسلة جروف صغيرة تهاوت بعض صخورها. وقفت. تلك الوقفة التي تلي مشيا (...)
هدأت الأغاني، توقف الرقص وشلت الألسن المزغردة، الكل يمسك قلبه بقلق، الكل ينتظر ويترقب بأعين خائفة، المراهقات يبتسمن في همس راغب ومرتعب من مثل هذا اليوم. بعد أن أدخلوهما إلى غرفة معطرة بماء الورد، تحت الرقص والتطبيل وكلمات أغان تحثهما على تبييض (...)
1
قبل سنوات..
أدركت أن هناك خطأ ما
كلما عاقبت الوسائد المرصوصة فوق الأريكة بالعصا
وطالبتها بتكرار ما أقول
ولا تفعل...
2
لابد أن الجدران تتألم
وصوتُ اصطدام الحديد بالإسمنت صراخها
أسمعه كلما فتحنا جروحا كبيرة
يحلو لنأ أن نسميها
نوافذ
3
هو (...)