ليس الوضع الاقتصادي عاملاً حاسماً، على ما يبدو، في توليد ارهابيين. إنه أحد العوامل، خصوصاً، في العالم العربي، أما في المَهاجر الغربية، فهناك عوامل إضافية قد تسبقه، في مقدمتها "المعازل" التي يجد المهاجرون / اللاجئون القادمون من بلدان العالم الثالث (...)
في السنين العشر التي تلت حرب الخليج الثانية، كان يصعب أن تجلس في مقهى في وسط عمَّان القديم، ولا تجد أديباً أو فناناً تشكيلياً عراقياً هناك، كما كان يصعب أن تختلف إلى الندوات الثقافية العَمَّانية ولا تجد عراقيين على المنبر، أو بين الجمهور. أنا، (...)
نصحتنا دراسةٌ طبية أميركية بقراءة الروايات، بسبب تأثيرها القوي، أكثر من أي عمل أدبي آخر على نفسية المتلقي. ويبدو أن الدراسة أدرجت صنوفاً أدبية وفنية عدة، في إطار معاينتها التأثيرات الأدبية والفنية على مزاج من يتلقاها، فوجدتْ أن تأثير الرواية يدوم في (...)
لو قدِّر لشاعر إسبانيا العظيم، غارسيا لوركا، أن يعيش في زمن المكارثية، لما دخل الولايات المتحدة الأميركية، حتى قبل أن يكتب كتابه الشعري الشهير (شاعر في نيويورك)، والذي أصبح منصَّةً لازمةً لكل الشعراء الذين جاءوا بعده، كي يسددوا منها "قصائدهم (...)
تذكرُ نازك الملائكة، في سيرتها، أنها، عندما فرغت من كتابة قصيدة «الكوليرا»، يوم الجمعة 27/10/1947، قالت لأهلها الذين لم تعجبهم قصيدتها الجديدة: هذه القصيدة ستغيّر خارطة الشعر العربي!
كم كان عمرها يومذاك؟
نحو أربع وعشرين سنة.
أصدّق أن يقول شاب، أو (...)
كم كان عمرها يومذاك؟
نحو أربع وعشرين سنة.
أصدّق أن يقول شاب، أو شابة، في الرابعة والعشرين من العمر كلاما متهوّرا كذاك. تلك هي السنُّ التي يقول فيها الشبّانُ إنهم يريدون تغيير الشعر، تغيير العالم، تفجير المبنى والمعنى!
ذلك هو نَزَق الشباب الرائع، (...)
لا أتذكر الآن انطباعي عما قرأته أول مرة للكاتب المغربي محمد شكري، الذي تحتفل الأوساط الأدبية المغربية والعربية هذا العام بالذكرى السنوية العاشرة لرحليه. كان ذلك مع صدور مجموعته القصصية "مجنون الورد" عن "دار الآداب" في بيروت أواخر سبعينيات القرن (...)
كل ما حصل في سوريا مختلف عما عرفته بلدان "الربيع العربي".. كل شيء: عنف النظام، سهولة القتل، تمترس الإعلام الرسمي العنيد والاستفزازي وراء رواية واحدة للأحداث مملّة، مضجرة، ولكنها ترشح دما، انقسام المعارضة إلى معارضات وتشرذمها بلا إحساس عميق بخطورة (...)
كلمة 'فتنة'، بحد ذاتها، مثيرة للقراءة بما تحمل من معان ودلالات عديدة تبدأ بمعنى 'الحرق' لتمييز معدن عن معدن وتنتهي بالفضيحة والبلاء، مروراً بالتوّله حبَّاً حتى زوغان العقل. فالفتنة، لغوياً، تعني: الابتلاء والامتحان والاختبار.وأصلها مأخوذٌ من القول: (...)
لم يواجه أدونيس امتحاناً له كشاعر ومثقف، بل ك»مواطن»، مثلما يواجه اليوم ما يجري في بلاده سورية. كل الامتحانات السابقة لتمرده، انشقاقه، خروجه عن التماثل والامتثال، كانت جزئية ولم تصل حد الدراما أو المحنة، بل قل الامتحان. فالأمس خمرٌ واليوم أمرٌ على (...)
يبدو أن تاريخ الكتابة ووسائطها (= تاريخ الانسان) أمام نقلة لم يكن ممكناً تخيلها قبل عشرين سنة فقط. عشرون سنة تتحدى عشرين قرناً. عشرون سنة تهدد بارسال عشرين قرنا إلى المتحف! من كان يتخيل أن الورق والقلم والحبر،
هذه الأدوات النبيلة التي رافقت الانسان (...)
ينقل الشاعر امجد ناصر في كتابه « طريق الشعر والسفر» القارىء أو ينقل إليه رحلته أو قدرا منها بدءا بعوامل وسمات تتعلق بالتكون الشخصي في مرحلة العمر الاولى ومن ثم الانطلاق في العالم وتاثير كل ذلك في التكّون الثقافي للشاعر والكاتب والناقد (...)