وصف الأستاذ خالد السفياني، ناشط حقوقي، مستوى تضامن المغاربة، على المستوى الشعبي، إبان هذا العام مع الشعب الفلسطيني في محنته من الغطرسة الصهيونية بالمستوى "الجامد"، ومرد ذلك في نظره إلى أسباب عدة يجملها في حالة الإحباط التي دبت في روح المغاربة بعد سقوط بغداد، فضلا عن تأثيرات أحداث 16 ماي الإجرامية، وكذا تخلي البعض عن مناصرة القضية الفلسطينية، ووجود اللوبي المتصهين بالمغرب الذي يستغل جميع الفرص للتطبيع مع الكيان الصهيوني. فيما يلي نص الحوار: - البعض يعتبر أن هناك نوعا من التراخي أصاب المغاربة في دعمهم للقضية الفلسطينية هذا العام، هل تنظرون إلى الأمر من هذا الاتجاه أيضا؟ - أكيد أن هناك، ليس فقط تراخيا، وإنما نوعا من الجمود على المستوى الشعبي بالخصوص، ذلك أنه على المستوى الرسمي هناك سباق ضد الساعة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعندما نقول التطبيع نعني بذلك الانسياق وراء المشروع الصهيوني وما يهدف إليه من احتلال كل الأراضي العربية وتكوين ما يسمى بالدولة الكبرى للكيان الصهيوني. وبالعودة إلى المستوى الشعبي، الظاهر أن هناك نوعا من الإحباط الذي عم المغاربة بعد سقوط بغداد، مع العلم أن هناك آليات موجودة في الساحة المغربية يمكنها أن تعمل لدعم الانتفاضة، فهناك لجن عاملة في هذا المجال بالإضافة إلى الهيآت المعنية التي من الضروري أن تقوم بواجبها كاملا في هذا الشأن. واسمحوا لي أن أوجه عبر جريدتكم نداء حارا إلى كل أبناء هذا الوطن، ففلسطين تستنجد، والمقاومة صامدة، والانتفاضة صامدة، وأبناء فلسطين صامدون رغم القهر، والتجويع، والتنكيل، والهدم، والاعتقال، والترصد، بل أربكوا كل الحسابات، لكنهم في حاجة قوية إلينا، ومعركتنا يجب أن تستمر بكل أشكالها، سواء ما يتعلق بالدعم الإعلامي والسياسي، ومقاومة المتصهينين، وكل أشكال التطبيع: من مقاطعة البضائع والمؤسسات الأمريكية، أو ما يتعلق بدعم المؤسسات التي تعمل إلى جانب الشعب الفلسطيني مثل مؤسسة القدس، أو مؤسسة العون القانوني للفلسطينيين، والمؤسسات كثيرة في هذا المجال. فعلى الشعب المغربي وأبناء هذا الوطن أن يتحركوا، ويجب أن يكون هناك من يحرك. هناك جانب ثاني لا يمكن أن نغفله في هذا الظرف بالذات، وهو أن صدمة سقوط بغداد بدأت تتبخر مع تصاعد المقاومة في العراق. فالمواطن المغربي عليه مسؤولية دعم المقاومة الآن في العراق، والقيام بكل المبادرات ضد الاحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني وضد الجرائم التي ارتكبت أو ترتكب في حق أبنائنا في العراق، ودعما للمقاومة البطولية التي تتصاعد يوما بعد يوم والتي أجبرت أمريكا على تغيير خطابها إلى خطاب الاستنجاد بالآخر والتي ستكون سببا إن شاء الله في انحدار الامبراطورية الأمريكية، فواجبنا مستمر لدعم هذه المقاومة وفي دعم الشعب العراقي. - طيب الأستاذ السفياني ذكرتم من بين أسباب التراخي أو الجمود الذي طبع أخيرا دعم المغاربة للقضية الفلسطينية مسألة سقوط بغداد، هل هناك من أسباب أخرى؟ - هناك أسباب كثيرة جدا، أولها الإحباط الذي أصيب به المواطن العربي بصفة عامة وليس فقط المواطن المغربي على إثر سقوط بغداد، ثم كما قلت هناك تخلي البعض عن مناصرة القضية، وهناك أيضا قضية أحداث 16 ماي، وهناك اللوبي المتصهين الذي يعمل ليل نهار من أجل استغلال كل الفرص، والتشبث بكل ما يمكنه أن يخدم الصهاينة ويخدم مشروع الكيان الصهيوني، فأحيانا يخرج ورقة معاداة السامية وأحيانا يخرج ورقة الادعاء بأن المقاومة هي إرهاب. - إلى جانب هذه الأسباب هناك من يحمل المسؤولية للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني نظرا لضعف تعبئتها للشعب المغربي في تضامنه مع الفلسطينيين خصوصا خلال هذا العام؟ - أنا، كما قلت دائما، لا أريد أن أدخل في مهاترات من هذا القبيل، أنا فقط أحمل المسؤولية لكل من تخاذل ولكل من شارك مباشرة أو ضمنيا في التطبيع، ولكل من سكت طوال هذه المدة عن دعم الشعب الفلسطيني، طبعا فأيا كان في هذه الجمعية أو تلك يتحمل المسؤولية، ولكن من المؤكد أن هناك نوعا من التراجع الواضح في التعبئة لجماهيرنا المناهضة لكل الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني والمناهضة لكل مخططات العدو الصهيوني سواء في فلسطين أو بداخل قطرنا أو بالأقطار العربية الأخرى. - ختاما، كيف ترون الآفاق المستقبلية للدعم المغربي للقضية الفلسطينية؟ - ما أنا متيقن منه هو أنه تقريبا كل مواطن - وأقول تقريبا لأن هناك جماعة من المتصهينين والمتخاذلين - ما أنا متيقن منه هو أن قضية فلسطين تبقى محفورة في كل قلب مغربي، لذلك فلا يمكن إلا أن أكون متفائلا بشأن تضامن المغاربة مع الشعب الفلسطيني ومعه الشعب العراقي الذي يعاني الآن من ويلات الاحتلال الأمريكي له. أجرى الحوار: يونس البضيوي