عاشت مدينة الدارالبيضاء ليلة الجمعة 16/5/2003 على إيقاع عمليات إرهابية بشعة استهدفت استقرار المغرب وحصانته وتماسكه، وراح ضحيتها مجموعة من المواطنين الأبرياء الآمنين في بلدهم الآسن، الذي ليس من شيم أبنائه، بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية والمذهبية، التفكير في الإرهاب والتقتيل، والذين لا يدخل في ثقافتهم مثل هذه الأساليب الممقوتة، رغم أن الإرهاب الأمريكي البريطاني ضد الأمة العربية والإسلامية والعصف بكل القوانين الدولية، أدى إلى تداعيات خطيرة على مستوى العالم العربي والإسلامي، وإلى إيجاد تربية خصبة لمثل هذه الأعمال الجرمية. إن مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق، التي تعتز بتفاعل الشعب المغربي الحضاري والمسؤول مع المبادرات الكبرى، التي نظمتها انتصارا لقضايانا القومية في العراق وفلسطين، والتي لم تأل جهدا في مناهضة الإرهاب الدولي والعدوان والاحتلال الممارسين ضد الشعبين العراقي والفلسطيني، وفي دعم المقاومة في كل من فلسطين والعراق، تؤكد أن الاعتداءات الإجرامية التي استهدفت الدارالبيضاء، عمل إرهابي عدواني خطير يجب شجبه والوقوف في وجهه ووجه مرتكبيه. وفي هذا الإطار تدين مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق هذا العمل الوحشي بشدة، وتقدم أحر تعازيها ومواساتها للمغاربة ولعائلات ضحايا هذا الاعتداء الغادر، وتناشد الشعب المغربي التحلي بكل الحذر الضروري من محاولات زعزعة استقرار المغرب، كما تعتبر أن ما وقع بالبيضاء يجب أن يكون عامل تماسك وتمسك بكل مكتسبات الشعب المغربي في مجال الحريات والحقوق، وإصرار على دعمها وتوسيع مجال ممارستها، باعتبارها إحدى ما يستهدفه مرتكبو جرم الدارالبيضاء، ولأنها أحد السبل الأساسية لتعبئة كل المغاربة ضد ما يمكن أن يستهدف بلدنا وأمتنا العربية والإسلامية. السكرتارية الوطنية كما خص الأستاذ خالد السفياني قناة "العربية" أول أمس (الاثنين) بتصريح على هامش أحداث التفجيرات التي هزت الدارالبيضاء الجمعة الماضي، تطرق فيه للعلاقة بين أحداث الرياض الأخيرة وأحداث الدارالبيضاء، وعلاقة الولاياتالمتحدة بالموضوع، نافيا أن يكون اليهود المغاربة بالمغرب مستهدفين لمجرد أنهم يهود، بدليل أن مدافعين عن القضية الفلسطينين بالمغرب هم يهود. وداعا السفياني إلى عودة اليهود المغاربة من الكيان الصهيوني إلى وطنهم المغرب بدل الدفع بتهجير من تبقى منهم. >في نظري العلاقة بين التفجيرات التي وقعت في السعودية، وتلك التي وقعت في المغرب ليست قوية جدا، لأنه في السعودية استهدفت الجيوش الأمريكية (المارينز) بشكل واضح وأساسي، لكن في المغرب استهدف المواطن المغربي وليس الأجنبي.. ونحن نعرف أن بعض الأشياء في السياسة أحيانا لا تفهم، فالقيادة الأمريكية قد تضحي ببعض الأمريكيين إذا كان ذلك سيفسح المجال لها للسيطرة على منطقة معينة، والدليل هو أن عدة أمريكيين يموتون في العراق.. ولكنني لا أتهم الولاياتالمتحدة بشكل مباشر، بيد أني أقول بأن الأيادي الصهيونية واضحة، ويجب ألا نستبعد احتمال ضلوع أياد أمريكية، كما يجب ألا نستبعد أن الأمر مرتبط بتنظيم "القاعدة" لأننا لا نستطيع التحديد بدقة المخططين لهذه التفجيرات (...) المغاربة لا يكرهون إنسانا لأنه يهودي، صدقني ولا يمكن أن نقبل على الإطلاق بأن يكون مواطنون مغاربة مستهدفين لأنهم يهود، نحن في المغرب لدينا مناضلين من أجل القضية الفلسطينية ديانتهم يهودية، ولدينا أيضا مناضلين يهود سجنوا وحوكموا وعذبوا وتم نفيهم، لكن الحقد والكراهية تتنامى في المغرب ضد الصهيونية وليس ضد اليهود المغاربة بل على العكس نحن نرحب بعودة اليهود المغاربة من الكيان الصهيوني إلى وطنهم الأم المغرب، ولا يمكن أن نعمل أشياء تدفع بتهجير ما تبقى من يهود في المغرب.