لم تكن التصريحات المنددة بالأعمال الإجرامية التي هزت مدينة الدارالبيضاء لتقف عند حدود الأحزاب السياسية، بل إن الشعب المغربي كله يندد ويجرم الأحداث والقائمين بها مهما كانت هوياتهم وانتماءاتهم. بعد التصريحات التي نشرناها أمس والتي تخص الأحزاب السياسية والحركات الإسلامية بالمغرب، تصرح في هذا العدد الأستاذة خديجة مفيد إحدى الحاضرين في قلب الحدث، والأستاذ خالد الشرقاوي السموني رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، والدكتورة عائشة فضلي عن المكتب الإداري لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية. يجمعون كلهم على التنديد بالأعمال الإجرامية الأخيرة ويحذرون مع انعكاساتها السلبية في حالة عدم التعقل. خديجة مفيد (فعالية وطنية بحزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح تقطن بشارع لمعاني قرب الحادث):تنفيذ العملية بالدارالبيضاء له عدة دلالات. اهتزت المدينة على الساعة العاشرة إلا ربع ليلا من يوم الجمعة، على دوي كأنه زلزال مما دعا الساكنة إلى الخروج لمعرفة ما حدث. كان استغراب شديد من طرف جميع المواطنين لغرابة هذا الحدث على واقع المغرب عموما، وعلى تصرفات المواطن المغربي على وجه الخصوص، لأن هذه الأحداث لا تمت بصلة لما يعرفه المغرب من أمن واستقرار.. بل كانت صدمة كبيرة خاصة وأن الضحايا تعرضوا لتشتيت أعضائهم وكانت الجروح بليغة وخطيرة. وكان هناك التحام وتوحد بين رجال الأمن والمواطنين في مواجهة الحادث. وإن كان من تأويل أو تفسير يعزى إليه هذا الحدث فإنه يعزى إلى أيادي خفية تريد أن تنشر الذعر والصدام بين فئات المجتمع المغربي، الذي بدأ يرسي قواعد الديمقراطية والحرية والحوار الداخلي استثبابا لمزيد من الاستقرار وإسهاما في تطوير البلاد. يجب أن يطرح سؤال: من الذي يقف وعن كل ما يقع في البقاع الإسلامية؟ وإن كانت الأحداث من طرف أفراد مغاربة فإنهم مجرد موظفين من طرف جهات ولا يدرون أين مصلحة البلد. ولا يمكن أن نربط الأعمال بتنظيم القاعدة، هذا التنظيم يتنبأ له. والإشارة التي أشار إليها وزير الداخلية إشارة قوية وبليغة وهي "الإرهاب الدولي" ويمكن إعطاؤها عددا من التفسيرات. المغرب لم يعرف سابقة من مثل هذه الأحداث في إطار شبكة دولية تريد ضرب المكتسبات التي حصل عليها المغرب. ونحن كفعاليات في المجال الثقافي والسياسي نندد بقوة، بما حدث وندعو إلى التثبت من هوية القائمين بهذه الأعمال ومن يقف وراءها. وتنفيذ العملية بالدارالبيضاء له عدة دلالات. كما لا يفوتنا التعبير عن الحزن الذي نحس به ونعيشه منذ معاينتنا للحادث منذ بدايته على الضحايا الذين ذهبوا جراء الاعتداء، ونوجه شكرنا لرجال الأمن الذين وقفوا لطمأنة المواطنين ورفع الجزع الذي حل بهم جراء الحدث.كما أن من بين رجال الأمن من أصيب في هذه الأحداث. خالد الشرقاوي( رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان):هذه الأحداث قد تسرع بإخراج مشروع قانون مكافحة الإرهاب المركز المغربي لحقوق الإنسان ضد العمل الإرهابي، ويندد بما وقع في مدينة الدارالبيضاء من تفجيرات لأنها استهدفت الحياة الشخصية لمغاربة وأجانب وهو عمل مفاجئ لأنه الأول مننوعه بالمغرب، ومثل هذه الأعمال تهدد استقرار المغرب وتفسح مجالا واسعا للسلطات الأمنية لاتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها أن تمس بحقوق الإنسان في بعض الأحيان، من مثل اعتقالات ناتجة عن شكوك في تنظيمات لا علاقة لها بالعمل الإرهابي. ومن جهة أخرى قد تعطي هذه الأحداث للحكومة مصداقية أكبر للتسريع بإخراج مشروع قانون مكافحة الإرهاب المعروض على أنظار البرلمان، هذا المشروع الذي ما فتئنا نعارضه، لمخالفته لبعض المبادئالعامة للحقوق والحريات. بأي حال من الأحوال لا يحق لأي فرد أو تنظيم أن يقوم بهذا العمل الإرهابي لأنه يؤدي إلى إزهاق أرواح الأبرياء ويمس طمأنينة المغرب التي عرفت منذ تاريخ طويل نتيجة التساكن والتسامح والحوار. نحن ضد قتل اليهود الأبرياء سوا من الوجهة الشرعية أو الحقوقية. نتمنى أن لا تتكرر مثل هذه الأحداث لنها تنعكس بشكل سلبي على الاقتصاد المغربي. ونتمنى أن تتعقل الجهات الأمنية وتتصرف بحكمة حتى لا تنتهك حريات وحقوق المواطنين. تصريح الدكتورة عائشة فضلي عضو المكتب الإداري لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية:"اللهم رد كيدهم في نحورهم" إن ما حدث بالدارالبيضاء يعتبر مؤامرة على استقرار المغرب وأمنه للتحول به عن المسيرة الديمقراطية والتراجع عن مكتسباته في هذا المضمار. الذين قاموا بهذه الجريمة الشنعاء يريدون أن ينشروا الفتنة في هذا البلد الآمن، ولكن حكمة المغاربة وبعد نظرهم سوف تفشل مخططات كل من أإاد شرا بهذا البلد الآمن. أما الضحايا الأبرياء فإننا نسأل الله أن يتقبلهم عنده ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. وأما الذين أرادوا بهذا البلد الآمن شرا فإنا نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم. إعداد: حبيبة أوغانيم