قالت وسائل إعلام بريطانية إن ضغوطا تمارس على عمدة العاصمة لندن من أجل فتح تحقيق معه، لعلاقته بالعالم الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي. وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن عمدة لندن كين لفينغستون، صاحب الشعبية الكبيرة بين سكان العاصمة، يتعرض لحملة كبيرة، بسبب استضافته الداعية القرضاوي في شهر يونيو الماضي، لافتتاح اللقاء السنوي لمجلس الإفتاء الأوروبي في مقر بلدية لندن. وقالت الصحيفة إنه من غير المستبعد أن يكون لفينغستون عرضة لتحقيق رسمي. وقدرت الغارديان إن الأمر كان يمكن تجاوزه، غير أنه رفض الاتهامات التي وجهتها له مجموعة من الجمعيات الصغيرة، تضم يهودا وهنودا وشواذا وسيخا، تزعم أن الداعية القرضاوي يحرض على الكراهية، وله مواقف عدائية من قضايا مثل المرأة، والعمليات الاستشهادية، والشذوذ، وترى أنه كان من غير المقبول أن يحظى هذا العالم بما حظي به من ترحاب من قبل عمدة لندن. وكشفت الصحيفة عن أن هذه المجموعة المناوئة للشيخ القرضاوي، بعثت الخميس الماضي إلى الأعضاء ال 25 في السلطات المحلية في لندن بملف كامل، تزعم أنه يتضمن أدلة قاطعة تدين الداعية القرضاوي، وتكشف مواقفه، حسب قولهم، من مجموعة من القضايا. وترغب المجموعة، التي يعتقد أنها تتحرك أساسا بإيعاز من اللوبي المؤيد لإسرائيل، بأن تثبت أن عمدة لندن أخطأ عندما استضاف القرضاوي في سيتي هول. ونقلت الصحيفة أن الملف يتضمن، أحاديث وحوارات، ومواد من الإنترنت، وتعليقات على قضايا الشذوذ والعمليات الفدائية. وزعمت هذه المجموعة أنها حاولت تسليم نسخة من الملف إلى عمدة لندن ذاته، إلا أنه رفض لقاءهم، معتبرا أن الاتهامات التي يقدمها هؤلاء ضد الداعية القرضاوي غير صحيحة وغير عادلة. وفي رسالة تقول صحيفة الغارديان إن عمدة لندن وجهها لهذا التحالف، قال لفينغستون أنا لا يمكن ولست أتحدث نيابة عن الدكتور القرضاوي.. أنا أختلف معه في عدد من القضايا... ولكن أن أختلف معه أو أي زعيم ديني آخر حول بعض القضايا، لا يمنعني ذلك من مواصلة الحوار، أو الجلوس إليهم في القضايا التي نتفق حولها. من جهته قال الناطق باسم عمدة لندن، سيكون من غير المسؤول، ومضر بالعلاقات بين الأقليات في لندن، أن لا نقيم حوارا مع ممثلي وقادة أكثر من مليار مسلم في العالم. وقد شدد عمدة لندن على أنه يعمل على التضامن مع الأقليات التي تكون عرضة للمظالم. وقد حث الدولة العبرية على الانسحاب من الأرضي الفلسطينية المحتلة، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته. هذا وعلى الرغم من دعم بعض الأعضاء داخل المجلس المحلي، خصوصا من الأحزاب المنافسة، لفكرة فتح تحقيق حول الدعوة التي وجهها لفينغستون إلى الشيخ القرضاوي، فإن الكثيرين يرون أن الأمر لا يعدو أن يكون محاولة من الجهات اليهودية المتنفذة في بعض المواقع، من أجل تسجيل موقف ضد الداعية الإسلامي المعروف بمواقفه المعتدلة، الذي يصفه المجلس الإسلامي البريطاني بأنه صوت العقل، ويرفض بشدة ما يوجه للشيخ القرضاوي من اتهامات، القصد منها تشويه أحد أهم رموز الدعوة في العالم الإسلامي. وعبر المجلس الإسلامي البريطاني عن دعمه وتضامنه الكامل مع عمدة لندن ومع الشيخ القرضاوي، معربا عن أسفه للمحاولات المتواصلة لإعادة إثارة اتهامات لا صلة لها بالحقيقة أو الواقع. من جهة أخرى قال أنس التكريتي الناطق باسم الرابطة الإسلامية في بريطانيا، إن الإصرار على إثارة هذه الاتهامات ضد الشيخ القرضاوي، وعمدة لندن لا يخدم مصلحة أحد. قدس بريس