هاجمت صحيفة بريطانية شعبية، معروفة بعدائها للمهاجرين، وبقربها من اللوبي الصهيوني، عالم الدين المسلم المعتدل البارز، الشيخ يوسف القرضاوي، معتبرة إياه شرا حل ببريطانيا. وقالت صحيفة "الصن" الشعبية، التي يملكها رجل الأعمال الأسترالي الأصل، روبرت ميردوخ، المقرب من اللوبي الموالي لإسرائيل، أن الزيارة التي يقوم بها الشيخ القرضاوي إلى المملكة المتحدة، هي زيارة مرفوضة، واصفة وصول الشيخ القرضاوي إلى العاصمة البريطانية لندن بأنه "شر حل". وانتقدت الصحيفة، التي تروج كثيرا للإثارة، السماح للشيخ القرضاوي بدخول المملكة المتحدة، في الوقت الذي تمنعه الولاياتالمتحدةالأمريكية من ذلك، بدعوى علاقته بالإرهاب. واعتبرت صحيفة "الصن" أن الشيخ القرضاوي هو زعيم تنظيم الإخوان المسلمين، الذي وصفته بالمتطرف، وقالت إنه مسؤول في بنك التقوى، الذي تزعم الصحيفة أنه متهم بتمويل تنظيم القاعدة، رغم ما بين الشيخ القرضاوي وبين تنظيم القاعدة من اختلافات فكرية واسعة، تصل ببعض أعضاء القاعدة إلى حد تكفير الشيخ القرضاوي، لانتقاداته الواسعة لهذا المنهج العنيف. وفي محاولة لتشويه العلامة الإسلامي حاولت الصحيفة تقديم الشيخ يوسف القرضاوي باعتباره صاحب مواقف مثيرة وغير مقبولة، مثلما هو شأن مطالبته بمقاطعة البضائع الأمريكية، دون أن تذكر حتى سبب ذلك، وهو الدعم المالي والعسكري غير المشروط، الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، من أموال والضرائب، التي يدفعها الشعب الأمريكي. وتناست الصحيفة المعروفة بكثير من مواقفها المتطرفة والمثيرة للجدل، أن رجال سياسة وأكاديميين بريطانيين يدعون لمقاطعة إسرائيل نفسها لما تمارسه من جرائم قتل في حق الفلسطينيين. وفي مقال أشبه بلائحة اتهام مليئة بالافتراء والتلفيق، تحدث الصحيفة عن الشيخ القرضاوي باعتباره، مؤيدا للعمليات الاستشهادية، ومؤيدا لقتل الرهينة الأمريكي نكولاس بيرغ. وبسرعة تكشف الصحيفة المعروفة بنشرها لصور فاضحة، وتتميز بلغة سوقية في كثير من الأحيان، عن المحرك لهذه الحملة عندما اختتمت مقالها بتصريح لنائب المجلس العالمي اليهودي اللورد غنر، الذي يتمنى على رئيس بلدية لندن كين لفيغستون عدم استقبال الشيخ القرضاوي، لأنه حسب زعمه مؤيد "للعمليات الانتحارية". وعلى الرغم من المحاولات الفاشلة لتشويه وتلفيق التهم، ومحاولة إفشال الأنشطة العديدة، التي يعتزم الشيخ القرضاوي القيام بها على امتداد هذا الأسبوع في بريطانيا، يفتتح مجلس الإفتاء الأوروبي برئاسته جلساته اليوم في ضيافة عمدة لندن، كين لفينغستون، خصوصا وأن الشيخ القرضاوي معروف عليه دعواه المتكررة للحوار بين الأديان والحضارات، كما تصنفه العديد من الكتابات الغربية باعتباره زعيم تيار الوسطية، أو ما يعرف اليوم بالإسلاميين الجدد. ومن المنتظر أن تغطي وسائل إعلام بريطانية وغربية رصينة أنشطة العلامة القرضاوي، خصوصا وأنه سجل في العديد من زياراته السابقة حوارات مع أهم التلفزيونات والصحف والإذاعات البريطانية الشهيرة، على غرار "البي بي سي"، والقناة الرابعة. هذا ويتوقع أن يرد المسلمون بحملة قوية ضد ما ورد في صحيفة "الصن" من اتهامات، ومس من شخص الشيخ القرضاوي، خصوصا وأنهم استطاعوا منذ أشهر الضغط على قناة "بي بي سي" لطرد الوجه التلفزيوني الشهير كبل روي، المعروف بعدائه للمسلمين. قدس برس