أعلن يوم الأحد الماضي في لندن عن تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ويضم نحو مائتي عالم ومفكر من مختلف البلدان الإسلامية بهدف إبراز الوجه الحضاري للإسلام من خلال اعتماد منهج الوسطية والحوار مع الآخر وتشكيل مرجعية دينية للمسلمين فقهيا وثقافيا في جميع أنحاء العالم. وقال المشاركون بهذه الاحتفالية إن الاتحاد لا يمثل أي جهة سياسية أو رسمية، ولا يخضع لأي وصاية من أي جهة، مؤكدين أن الهدف منه هو الوقوف أمام تيارات الغلو والتشدد. وذكرت مصادر إعلامية متعددة (إسلام أون لاين، بي بي سي...) أن الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ترأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، كما شارك في أعمال المؤتمر التأسيسي علماء (سنة وشيعة) ومفكرون ورؤساء هيئات من الدول العربية والإسلامية، والدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام الجديد لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وقال الدكتور يوسف القرضاوي في كلمة الافتتاح أمام المؤتمر التأسيسي إن سقوط الخلافة الإسلامية أدى إلى فراغ ذهب بمرجعية المسلمين الموحدة. وأضاف أن >هذا الجهد يهدف إلى إيجاد مرجعية عالمية إسلامية بديلة يلتقي حولها المسلمون في قضاياهم ومواقفهم من الأحداث عالميا وتعلو فوق كل التجمعات الفقهية الإقليمية<. واستعرض القرضاوي عددا من القواسم التي يلتقي حولها المنظمون، التي تتوخى البعد عن قضايا الخلاف، وتقديم صورة حضارية عن موقف الإسلام من المرأة والعنف والعلاقة مع الآخر. وأضاف أن >الاتحاد سوف يكون مستقلا ومنفتحا في توجهاته ورؤيته حتى يمكنه أن يجمع العلماء من كافة أنحاء العالم، وحتى يكون اتحادا في خدمة المسلمين في كافة أرجاء المعمورة<. من جهة أخرى ألقى الداعية يوسف القرضاوي محاضرة في العاصمة البريطانية أمس، تحاشى فيها الحديث عن الهجمة الإعلامية التي قادها اللوبي الصهيوني ببريطانيا أثناء مشاركته في المؤتمر الثالث عشر للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث ومؤتمر حماية الحجاب بأوروبا. وذكرت مصادر أمنية بريطانية أن الجهات الأمنية تتابع تصريحات الشيخ عن كثب للتأكد من خلوها من أي تحريض أو دعوة إلى العنف. وقد رافق التحضير لهذا المؤتمر جدل واسع وضجة أثارتها الصحافة البريطانية ضد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، الذي دعت أوساط يهودية إلى منعه من دخول بريطانيا على غرار ما فعلت الولاياتالمتحدة. وتتهم الأوساط اليهودية القرضاوي بالتحريض على ما تسميه العنف من خلال تأييده للعمليات الاستشهادية الفلسطينية. وقال طوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني، إن الأمر يجب أن يدرس بشكل دقيق قبل اتخاذ أي قرار، لكنه فوض الأمر إلى وزير الداخلية ديفيد بلانكيت. وأكد بلير أن بلانكيت سيَتخذ القرار الذي ينسجم مع القوانين البريطانية. كما شنت صحف اليمين حملة ضد الزيارة التي يقوم بها الشيخ القرضاوي بدعوة من رابطة المسلمين. ويحظى القرضاوي بالتوقير في كثير من بلدان العالم الإسلامي بسبب غزارة علمه وقدرته على تكييف تعاليم الإسلام الأساسية مع العالم الحديث، وانتهاجه لمنهج وسطي يسعى من خلاله لتوحيد كلمة المسلمين. يذكر أن هذا الاتحاد يضم علماء مسلمين من كافة البلدان العربية والإسلامية. ع.لخلافة