الأسرة التعليمية مطالبة بأن تتحمل مسؤوليتها التاريخية وتشارك بكثافة في التصويت يوم 10 شتنبر الجاري تعتبر انتخابات اللجان الإدارية المتساوية الأعضاء، أو ما يصطلح عليها بانتخاب اللجان الثنائية، من أهم المراحل المرتبطة بحياة الموظف، إذ على رأس كل 6 سنوات، يعاد انتخاب ممثلي الموظفين في حظيرة هذه اللجان، فتكون الفرصة أمام كل موظف لاختيار من يمثله، وبالتالي ترجيح تمثيلية الهيئات النقابية المتنافسة. وما يميز انتخابات اللجان الثنائية ل 10 شتنبر 2003 أنها ستجرى على إيقاع انشقاق إحدى النقابات التقليدية، وهي النقابة الوطنية للتعليم، التي انشطرت إلى تابعة للكنفدرالية الديموقراطية للشغل وأخرى تابعة للفدرالية الديموقراطية للشغل، وكذلك في خضم التنسيق بين النقابات التعليمية الثلاث، كما أن هذه الانتخابات ستجرى على إيقاع تنامي انخراط وتعاطف الأسرة التعليمية مع الجامعة الوطنية لموظفي التعليم. وأمام الهيئات النقابية، التي فاق عددها 27 نقابة تعليمية، واجبات تقتضي استنفار طاقتها التنظيمية للقيام بدورها في تأطير وتوعية الأسرة التعليمية، والتعريف بمبادئها وبرامجها واستراتيجيتها في الحوار والنضال، كما أن أمام الإدارة واجبات توفير شروط المنافسة النزيهة وضمان تحقيق الشفافية المطلوبة. في حين ستكون أمام الأسرة التعليمية واجبات تقتضي الانخراط بوعي ومسؤولية لحسم وتجسيد التمثيلية الحقيقية للمنظمات النقابية الجادة. ومساهمة في رفع الوعي النقابي لدى الأسرة التعليمية، ولترشيد مشاركتها في انتخاب لجانها الثنائية، سنحاول في هذه السلسلة بحول الله ملامسة أهم الواجبات المرتبطة بمختلف المراحل الانتخابية. نختم الحديث في نهاية هذه السلسلة عن واجب من أهم واجبات الأسرة التعليمية، إنه واجب المشاركة المكثفة في التصويت خلال يوم الاقتراع، وهو رهان كبير تراهن عليه جميع الفعاليات المعنية بانتخابات اللجن الثنائية في قطاع التربية والتكوين، لكن يبدو أن أمام هذه الفعاليات إكراهات حقيقية تدل على أن كسب هذا الرهان لن يكون سهل المنال، نذكر من بين هذه الإكراهات: أولا: أن تاريخ الاقتراع حسب الجدولة المنظمة لانتخابات اللجن الثنائية في المؤسسات والقطاعات العمومية لم يراع خصوصية قطاع التعليم، إذ يأتي قبل الانطلاق الفعلي للموسم الدراسي الذي سيكون يوم 15 شتنبر .2003 ورغم محاولات الاستدراك من قبل وزارة التربية الوطنية بجعل يوم 5 شتنبر الجاري كتاريخ لتوقيع محاضر دخول رجال ونساء التعليم، فإن هذه الشريحة المعنية أكثر برفع نسبة المشاركة غير ملزمة بالحضور بالمؤسسات التعليمية والالتزام بأوقات العمل إلا مع بداية التحاق التلاميذ، وهذا ما يؤكده واقع المؤسسات، خصوصا منها المتواجدة بالوسط القروي، مما حدا بالهيئات النقابية التي تتوفر على لجان المؤسسات اغتنام فرصة يوم 5 شتنبر لضمان الاتصال مع أكبر عدد ممكن من المدرسين، ومن فاتتها الفرصة فعليها تقفي أثار رجال ونساء التعليم إما في أماكن تجمعاتهم كالنوادي والمقاهي، أو طرق أبواب منازلهم، وابتكار أساليب أخرى، بل الحال يؤكد بأن أغلب رجال ونساء التعليم لا علم لهم بتاريخ التصويت ولا بكيفيته، ولا بمكاتب التصويت التي سيصوتون فيها، مما أصبح معه مهمة تواصل الهيئات النقابية مع هيأة التدريس مهمة صعبة. وهذه الإكراهات ستؤثر حتما على نسبة المشاركة، خصوصا إذا ما استحضرنا أن نسبة المشاركة في انتخابات 26 نونبر ,1992 وانتخابات 3 أكتوبر 1997 لم تتعد 50% رغم أن تنظيمها جاء في عز الدخول المدرسي. ثانيا: تزامن تاريخ انتخابات اللجان الثنائية، مع الانتخابات السياسية الجماعية ليوم 12 شتنبر ,2003 هذه الأخيرة بحكم الحملة الإعلامية المرافقة لها، وانخراط كافة الطبقات الشعبية في تدبيرها، جعلها تستأثر باهتمام الرأي العام، وتجلب انشغاله، بل تحظى بالأولوية على حساب الانتخابات القطاعية، كما أن أغلب لوائح الهيئات السياسية ومنشطي الحملات الانتخابية هم من رجال ونساء التعليم، وهذا مؤشر آخر قد يكون له أثر على نسبة المشاركة في تصويت يوم 10 شتنبر. ثالثا: فقدان الأسرة التعليمية الثقة في العمل النقابي، وفي العديد من الهيئات التي تواطأت ضد قضايا الأسرة التعليمية، وحرصها على كسب الولاءات السياسية وتحقيق المصالح الحزبية، بالإضافة إلى الصراع والتجاذب بين مكونات الساحة النقابية، كلها عوامل ساهمت في العزوف عن الانتماء النقابي، والانخراط في البرامج التأطيرية والتكوينية، وستساهم بلا شك في العزوف عن الذهاب للتصويت لصالح هذه الهيئات النقابية. وبالتالي كل هذه الإكراهات تقتضي من النقابات التعليمية مضاعفة جهودها وإثبات حسن نيتها في تخليق العمل النقابي بالتواصل الميداني مع الأسرة التعليمية، والعمل على حث رجال ونساء التعليم للتصويت بكثافة، وتوفير التسهيلات الممكنة، كما أن الأسرة التعليمية مطالبة بأن تتحمل مسؤوليتها التاريخية وأن تكون في مستوى ما تتطلبه المرحلة بالقيام بواجب الاقتراع، فالامتناع عن التصويت تحت ضغط أي إكراه، سيعطي فرصة لضرب تمثيلية النقابات الفاعلة المخلصة وسيفسح المجال أمام الانتهازيين والمتلاعبين بشؤون وقضايا الأسرة التعليمية، فواجب المشاركة في التصويت يوم 10 شتنبر 2003 واجب مقدس.