أثارت نتائج الأيام الأولى لمشاركة الوفد المغربي الأولمبي في أولمبياد أثينا خيبة المشاهد الرياضي المغربي، وذلك بسبب الإقصاء المبكر وبالجملة لممثلي المغرب في عدد من الرياضات، فبعد مضي ثلاثة أيام على منافسات الدورة الثامنة والعشرين للألعاب، فإن ستة أنواع رياضية من أصل التسعة التي يشارك بها المغرب خرجت بلادنا منها بخفي حنين وفي وقت مبكر. فأغلب التعليقات الرياضية تجمع على أن أمل المنتخب الأولمبي لكرة القدم ضعيف جدا للتأهل إلى الدور الثاني، والسبب في ذلك راجع إلى الوجه الباهت الذي ظهر به أمام نظيره الكوستاريكي وتعادله معه، قبل أن ينهزم أمام نظيره البرتغالي بهدفين لواحد، وتنتظره اليوم الأربعاء مباراة أخيرة مع المنتخب العراقي المتألق، ويحتاج منتخبنا لكي يتأهل إلى الفوز على هذا الأخير، وخسارة البرتغال أمام كوستاريكا، وكلا المطلبين صعب المنال. وفي الرياضات الفردية، أٌقصي السباح المغربي عادل بلاز في الدور الأول لمسابقة 200 متر سباحة حرة، محتلا المركز السادس في المجموعة الإقصائية الثانية، والرتبة 55 في الترتيب العام، ولم تكن مشاركة المغرب في منافسات التنس أحسن حالا، إذ خرج هشام أرازي ويونس العيناوي في الدور الأول بهزيمة الأول أمام الإسباني خوان كارلوس فريرو بجولتين مقابل لا شيء، وخسارة الثاني أمام السلوفاكي دومنيك هرباتي بالحصة نفسها، والملاحظ أن الطريقة التي أقصي بها اللاعبان تدعو للاستغراب، فلم يبديا أية روح قتالية أمام منافسيهما لدرجة لم يكسب أي منهما ولو جولة واحدة. وفي رياضة الملاكمة، لم يحافظ الطاهر التمسماني على ما أحرز عليه في الدورة السابقة (دورة سيدني) من ميدالية نحاسية، وخسر نزاله مساء أمس أمام الأوغندي رانكوند سام بالنقط، والمصير نفسه عرفه الملاكم ميلود أيت حمي بهزيمته في وزن 69 كيلوغراما بالنقط أمام الروسي سايتو أوليغ، في حين تأهل الملاكم هشام نافيل، وهو الرياضي المغربي الوحيد الذي تأهل للدور المقبل. وباستثناء نافيل، فإن مشاركة المغرب في رياضات حمل الأثقال والجيدو توقفت عند الدور الأول من منافساتها، ويبقى الأمل معقودا على ما سيحققه الرياضيون المغاربة في ألعاب القوى التي سينطلق التباري فيها يوم الجمعة المقبل. وتعتبر النتائج المحصل عليها صيرورة حقيقية لغياب سياسة واضحة واستثمار بعيد المدى للنهوض بالقطاع الرياضي المغربي بشكل يتجاوز الابتهاج الظرفي بالإنجازات الطيبة التي تحققها بعض الرياضات في محافل قارية أو عالمية، وكان آخرها وصول المنتخب الأول لكرة القدم إلى المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم بتونس بداية السنة الجارية، وما واكبه من احتفالية ضخمة زاد منها دخول ملف المغرب لاحتضان كأس العالم 2010 أشواطه الأخيرة. محمد بنكاسم