قال خالد مشعل -رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رئيس مكتبها السياسي-: إن الأحداث الأخيرة التي وقعت في قطاع غزة لا يمكن التعامل معها بمعزل عن بُعدين: الصراع الداخلي على النفوذ داخل حركة فتح والسلطة، والضغوط الخارجية الأمريكية والإسرائيلية، معتبرا أن تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون بالانسحاب الأحادي من قطاع غزة أدى إلى الإسراع بتفجير الصراع داخل فتح والسلطة الفلسطينية. وتوقف مشعل عند توقيت الدعوة لإصلاح الشأن الفلسطيني، وأبدى تحفظه على أن يكون الإصلاح قرارا "فتحاويا" فقط، وقال: "لماذا فتح هي التي تقرر متى تسكت عن الفساد، ومتى تنتفض عليه؟". وطالب مشعل في مقابلة أجرتها معه "إسلام أون لاين نت" بأن يكون الإصلاح "شاملا يعالج فسادا شاملا لا جزئيا مقتصرا على الجوانب التي تهم بعض الأطراف الداخلية أو الخارجية؛ فيجب أن نطرح الإصلاح المالي والأمني والسياسي، ومنها وقف حالة التفرد بالقرار الفلسطيني". وعن تراجع وتيرة العمليات العسكرية لحركة حماس اعتبر مشعل أن هذا "جزء من طبيعة المقاومة"؛ فهي لا تخوض حرب جيوش؛ بل حرب عصابات تعتمد على الكرّ والفر، ولا يمكن الحكم على المقاومة في لحظة عابرة، بل على مسارها العام. كما رأى مشعل أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدم مشروعية الجدار ووجوب إزالته بمثابة "انتصار سياسي ومعنوي". وقال: إن جهودًا تبذل بالتنسيق مع فصائل فلسطينية في الداخل من أجل معالجة ظاهرة العملاء التي استفحل خطرها. واعتبر أن نتيجة الانتخابات الأمريكية لن تغير في تعامل الإدارة الرئيس جورج بوش مع الملف الفلسطيني. ورفض أن يجري التعاطي مع خروج إسرائيل من قطاع غزة -إن حصل- في إطار اتفاق تسوية. وفيما يلي نص المقابلة: - بعد مرور ثلاثة أشهر على اغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين والقائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وبعد حالة من الإحباط عاشها الشارع العربي والإسلامي نتيجة عدم التزام «حماس» بالوفاء بوعدها بردود مزلزلة.. كيف تصوّرون المشهد الداخلي لحركة حماس؟ * أعتقد أن الشارع العربي والإسلامي يتفهم مجريات المعركة المحتدمة بين الشعب الفلسطيني والعدو الصهيوني المدجج بكل السلاح الغربي والأمريكي، والإحباط الحقيقي ناشئ عن العجز العربي وخذلانه لشعبنا الفلسطيني، وحالة الانقسام الصارخة في الوضع الرسمي العربي والإسلامي. وهذا الظلم العالمي لا سابق له في ظل تفرد أمريكا بإدارة العالم. وأيضًا هناك إحباط من الحالة الداخلية الفلسطينية التي تطورت إلى حالة من الصراع الداخلي في إطار السلطة وحركة فتح كما حصل في الأيام الماضية. ورغم هذا أقول: لقد نُفذت أكثر من عملية ناجحة، وخاصة عملية النفق التي زلزلت الأرض من تحت أقدام المحتلين، والتي أخفى العدو فيها خسائره الحقيقية، فضلا عن عمليات أخرى. ونقول: لا شك أن استشهاد مؤسس حركة «حماس» ورمزها الأول الشيخ أحمد ياسين والقائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي شكّل خسارة كبيرة، ومع ذلك فهذا جزء من ضريبة الطريق. و«حماس» حركة تمتاز بالمؤسسية؛ فهي رغم أهمية القائد والرمز تبقى المؤسسة هي الحاضنة والقادرة على التكيف بعد أي ضربة مهما كانت مؤلمة. والحركة كما اختارت بسرعة قياسية قائدًا بعد اغتيال الشيخ ياسين؛ فهي أيضًا اختارت من خلال انتخابات حرة قائدًا جديدًا لها بعد اغتيال الدكتور الرنتيسي، وأكملت صفها القيادي بكل سلاسة وتوافق داخلي. أما أن تمرّ بعض الفترات التي يغيب فيها العمل العسكري القوي أو تتباعد العمليات؛ فهذا شيء طبيعي؛ لأن هذا جزء من طبيعة المقاومة؛ فنحن لا نخوض حرب جيوش بل حرب عصابات تعتمد على الكرّ والفر والصعود والهبوط. مقاومتنا تعتمد على خلايا ومجموعات تتشكل الخلية فتقاتل، ثم تعتقل أو تطارد، أو تبعد أو تغتال؛ لتنشأ بعدها مجموعات.. هذه طبيعة المعركة في فلسطين. - وماذا عن المشهد السياسي للحركة في الخارج؟ * حركة حماس حركة واحدة في إطارها التنظيمي، في علاقتها وفي إدارتها للصراع. لكننا في الوقت ذاته حركة تحكمها الجغرافيا والظروف الأمنية التي تفرض عليها صيغًا معقدة من العمل. فصعوبة التواصل المباشر بين قيادتي غزة والضفة حتم علينا أن نتكيف مع الظروف المستجدة، ومع ذلك نقول: رغم هذه الظروف بالغة الصعوبة التي لا تتيح لقيادة الحركة في الداخل والخارج أن تلتقي، خاصة إذا أضفت أن لدى «حماس» أكثر من ثلاثة آلاف معتقل، وفيهم عدد كبير من القيادات الهامة والمؤثرة.. هنا تشعر أنك أمام بانوراما حكمتها الظروف الأمنية. مع ذلك ف«حماس» تكيفت مع هذه الحالة من خلال صيغة معقدة فرضتها ظروف معقدة دون أن تغيب المؤسسية والشورى. - كنتم أعلنتم بعد اغتيال الشيخ ياسين والدكتور الرنتيسي أن العملاء في الداخل كانوا المساعد الأول للعدو الصهيوني في تنفيذ مثل هذه العمليات، وقلتم إنكم ستفتحون ملف العملاء وستلاحقونهم.. ماذا جرى في هذا الملف؟ * بعد أن استفحل خطر العملاء وأصاب الجميع كان لا بدّ من دفع القوى المناضلة من أجل أن تتوافق على خطة وطنية لمعالجة ظاهرة العملاء معالجة شاملة. والمقصود بالشاملة ليس فقط التصفية والتأديب؛ بل أيضًا التحذير والاستتابة والتأثير الفكري والنفسي والتربوي والمعالجة الاجتماعية، وهناك الجهد الأمني في رصد العملاء، إلى جانب التأديب. هذا الأمر مورس في انتفاضة عام 1987 وأدى إلى نتائج إيجابية رغم بعض الأخطاء التي وقعت. لكن وجود بعض الأخطاء في الممارسة لا يعطل المنهج. - هل يتم هذا الأمر بالتنسيق مع السلطة؟ * في الوضع الجديد ليس ثمة تنسيق مع السلطة، ولكن جرى في قطاع غزة تحديدًا تفاهم بين «حماس» وعدد من الفصائل والقوى الجادّة في التعامل مع ظاهرة العملاء. وهناك جهد يبذل الآن. نحن لا نريد أن نستفرد بالأمر، ولا نستطيع أن نؤجل معالجة هذه الظاهرة الخطيرة إلى حين الحصول على إجماع كامل؛ لأن ظاهرة العملاء باتت متفشية، وحين أمن العملاء العقوبة تفاقمت خطورتهم على الصف الوطني، وطبعًا يتم هذا العمل ضمن منهج وضوابط شرعية ووطنية متفق عليها. تساؤلات حول الدعوة للإصلاح - تقرير الأممالمتحدة منذ حوالي عشرة أيام عن فساد السلطة، ثم ما شهده قطاع غزة يوم 15 تموز من عمليات اختطاف وإقالات وتعيينات وهجوم على المراكز الأمنية.. كيف تقرأ حركة «حماس» هذه الأحداث؟ * هذه الأحداث ناشئة في ظروف متداخلة ومعقدة. هناك نوعان من العوامل التي أدت إلى هذه الحالة: النوع الداخلي المتعلق بالفساد ووجود رؤوس كبيرة للفساد، ووجود أزمة داخل حركة فتح في إدارة القرار. هناك حالة احتقان عام. هذه العوامل كان لها تأثيرها، أو وُظفت من قبل البعض في إشعال المعركة، ونقلها من حالة السكون إلى حالة الحركة. النوع الثاني هو توقيت هذه الدعوة للإصلاح؛ وهو ما لا يمكن عزله عن الجهد الأمريكي والصهيوني الذي يسعى لإحداث تغييرات في الوضع الفلسطيني الداخلي، تنسجم مع استحقاقات تطبيق خريطة الطريق ومبادرة شارون للانسحاب من غزة، من ذلك نقل مركز القرار من وضعه الراهن في السلطة الفلسطينية إلى مركز آخر للقرار في السلطة وحركة فتح، ونقل الصلاحيات الأمنية إلى رئيس الوزراء ووزير داخلية جديد، وتوحيد الأجهزة الأمنية، وأن تنضبط هذه الأجهزة لتؤدي دورها الأمني في وقف المقاومة وملاحقة المجاهدين واعتقالهم ونزع سلاح المقاومة. هذا هو الشرط الأمريكي الإسرائيلي. ولا شك أن تلويح شارون بالانسحاب من غزة ساعد على تسريع التفجير الداخلي بين السلطة وحركة فتح تحت عنوان: من الذي سيحكم غزة. هذا التوقيت أضرّ بنا؛ فقد جاء في اللحظة التي حققت القضية الفلسطينية بعض الإنجازات المحدودة على الصعيد الدولي، مثل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدم مشروعية بناء الجدار، ونشوب أزمة حقيقية في الداخل الصهيوني، وأيضًا أزمة في علاقة إسرائيل مع المجتمع الدولي. قد تكون نية البعض سليمة، لكن التوقيت يدخله في أجندات الآخرين. ثم لماذا الإصلاح هو قرار فتحاوي فقط؟ الفساد عمّ وآذى الجميع.. فلماذا فتح هي التي تقرر متى تسكت عن الفساد ومتى تنتفض عليه؟ لذلك لا نستطيع أن نتعامل مع الأحداث بمعزل عن بعدين: الصراع الداخلي على النفوذ داخل فتح والسلطة، والضغوط الخارجية الأمريكية والإسرائيلية. اتصال مع عرفات - إثر تلك الأحداث أجريتم اتصالا بالرئيس الفلسطيني.. ماذا دار في الاتصال؟ وأين هي حركة حماس من هذه الصراعات؟ * إدراكًا منا للأبعاد الحقيقية لما يجري على الأرض وللتداعيات التي يمكن أن تترتب على ما يجري بصرف النظر عن الدوافع، ولأننا ندرك أن الأزمة داخل فتح، وإن كانت خاصة في إطارها فإنها عامة في نتائجها. من هنا كان من الضروري أن نتحرك في غزة من خلال لقاءات للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، واتفقوا على عقد مؤتمر شعبي الأسبوع الماضي، يسهم في احتواء الأزمة ويمنع تمددها. كما عقدنا لقاءات للفصائل العشر في الخارج، واتفقنا على موقف سياسي وبرنامج تحرك. ومن ذلك أيضًا أجريت اتصالات مع الأخ أبو عمار، وحثثته على ضرورة وضع حد لهذه الأزمة والتعامل الحكيم معها، وعدم اللجوء إلى السلاح. أما عن موقفنا فقد اتخذنا خيار عدم الانحياز لطرف دون طرف حتى الآن، وفي المقابل لا نقف موقف المتفرج. - تحدثتم عن الإصلاح ومشاريعه.. ماذا عن مشروع حركة حماس للإصلاح؟ * رؤيتنا للإصلاح يمكن إجمالها في عدة نقاط: الأولى: أن الإصلاح ينبغي أن يكون إصلاحًا شاملا يعالج فسادًا شاملا لا جزئيًا مقتصرًا على الجوانب التي تهم بعض الأطراف الداخلية أو الخارجية؛ فيجب أن نطرح الإصلاح المالي والأمني والسياسي، ومنها وقف حالة التفرد والاستئثار بالقرار الفلسطيني. النقطة الثانية: أن يكون برنامج الإصلاح وطنيًا نابعًا من الحاجة الفلسطينية، وليس متأثرًا بالضغوط الخارجية، وحسب المفهوم الأمريكي والإسرائيلي. النقطة الثالثة: ما دام المتضرر من هذا الفساد هو الشعب بكامله بجميع فصائله؛ فينبغي أن يكون قرار الإصلاح قرارًا عامًا تشترك فيه جميع القوى. النقطة الرابعة: أن يتم الإصلاح بطريقة سلمية، بعيدًا عن العنف. النقطة الخامسة: ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة من مجموع القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية، تكون هي المرجعية في إدارة الصراع وإدارة القرار ووضع البرنامج السياسي، وتعتمد نهج الديمقراطية الحقيقية في كل جوانب حياتنا السياسية. النقطة الأخيرة: غير مسموح لأحد في الساحة الفلسطينية أن يعزف وفق الإيقاع الأمريكي والصهيوني. وبالتالي نرفض أن يتعاطى البعض مع خروج شارون من غزة -إن حصل- في إطار اتفاق تسوية. نحن نتعاطى معه باعتباره خطوة اضطرارية من طرف واحد أجبر عليها شارون؛ فليخرج دون قيد أو شرط، ودون دفع التزامات سياسية أو أمنية. - هل ما زلتم تطالبون بالمشاركة في إدارة قطاع غزة بعد انسحاب شارون؟ * في حال انسحاب العدو من غزة أو أي أرض فلسطينية نعتبر هذا إنجازًا للمقاومة وليس للتسوية، وبالتالي فإن من شارك في المقدمات له الحق أن يشارك في النتائج؛ لذلك رفعنا شعار: "شركاء في الدم شركاء في القرار". هذا حقنا الطبيعي وحق جميع قوى شعبنا، ولا نسمح لأحد أن يستفرد بإدارة القطاع أو أن يستفرد بالقرار الفلسطيني. - ألا تعتقد أن هذا الطرح كان يمكن أن يكون مقبولا قبل ثلاثة أشهر لكنه لم يعد مقبولا الآن بعد ضمور الأداء المقاوم؟ * لا يمكن أن يحكم على المقاومة في لحظة عابرة بل على مسارها العام. المقاومة في خطها العام قوية وفاعلة؛ بدليل أن كل مشاريع التآمر الأمريكية والإسرائيلية فشلت في وأدها. - البعض ينظر إليها انطلاقًا من تهديدات والتزامات؟ * ينبغي ألا نعطي هذا الجانب أكبر من حجمه؛ لأن هذه التهديدات ناتجة أحيانًا عن حماسة الشباب في الميدان؛ فعندما تتحدث عن ساحة ملتهبة وجرائم بشعة تدفع الفلسطينيين في لحظات ردة الفعل إلى مثل هذه التصريحات.. هذا أمر ينبغي ألا نتوقف عنده. المقاومة لم تضعف وبالتالي فصائل المقاومة لم تضعف، بدليل أن وزن المقاومة السياسي والشعبي متزايد حسب جميع استطلاعات الرأي. ونقطة أخرى: إن موقع حماس في المقاومة وقوتها التنظيمية والشعبية الجماهيرية أعطاها قوة سياسية في الداخل الفلسطيني وفي الإطار العربي والدولي رغم كل الضغوط الأمريكية على الأنظمة لعدم التعامل مع حماس. فالأوربيون وضعوا حماس على قائمة الإرهاب منذ شهور استجابة للضغط الأمريكي، ومع ذلك هناك العديد من الدول الأوربية لا تزال تجري اتصالات ولقاءات مع حركة حماس. - شهدت العلاقات بين الاتحاد الأوربي والكيان الصهيوني مؤخرًا توترًا لافتًا، ولا سيما خلال زيارة خافيير سولانا وإعلانه بصيغة تحدّ: سنلعب دورًا شئتم أم أبيتم. برأيكم: إلى أيّ حد يمكن أن يخدم هذا التوتر القضية الفلسطينية؟ * هذا يخدمنا كفلسطينيين وكعرب، وأعتقد أن صنّاع القرار في الوطن العربي ينبغي أن يلتفتوا إلى هذه المتغيرات ويستفيدوا منها. فالموقف الأوربي الذي عبّر عنه سولانا جديد وجريء أيضًا، وهو ناشئ عن عدة عوامل: العامل الأول هو التهميش الأمريكي للدور الأوروبي. الثاني: الوقاحة الإسرائيلية في رفض واستبعاد الدور الأوربي. الثالث: شعور الأوربيين أن استمرار الصراع في المنطقة وفشل كل المشاريع في حله يؤدي إلى مزيد من تأجيج المشاكل، وهذا من شأنه أن يولد ردود الفعل على المستوى العربي والإسلامي الذي تتضرر منه أوربا. وعامل أخير: أن فشل الجهود الأمريكية والمبادرات في حل الصراع يغري الأوربيين للعب هذا الدور. ونحن في حماس نرحب بدور أوربي، ونجاحه مرتبط بالتزام التوازن والعدالة وعدم الانحياز. انتصار "معنوي وسياسي" - ماذا بعد رفض شارون الالتزام بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بوجوب إزالة الجدار العازل؟ * القرار هو انتصار معنوي وسياسي، ويسهم في المزيد من عزلة الكيان الصهيوني دوليًا، ويرفع الغطاء عن بناء الجدار، ويعزز شرعية المقاومة. لكن في ظل عجز مجلس الأمن عن أخذ خطوات حقيقية ضد إسرائيل بسبب الفيتو الأمريكي الجاهز؛ فليس هناك مدى واسع يعوّل عليه. التعويل الأساسي هو على الأرض، على جهدنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين في إسقاط هذا الجدار عمليًا، من خلال تفعيل جهودنا العسكرية والسياسية والشعبية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني واستمرار الانتفاضة والمقاومة. - كيف ستتعامل حماس مع الدور المصري الجديد الذي يجري التحضير له في قطاع غزة؟ * ما زلنا في مرحلة حوار مع الإخوة في مصر ومع أطراف عربية أخرى، كما أننا ما زلنا في حوارات داخل الساحة الفلسطينية. والقاعدة التي نحاور الآخرين عليها نلخصها بمسألتين: إن أيّ انسحاب إسرائيلي من غزة أو من أيّ جزء من الأرض الفلسطينية هو انسحاب إجباري، وهو إنجاز للمقاومة، ولا يجوز أن ندفع ثمنًا أمنيًا أو سياسيًا مقابله. المسألة الثانية: نحرص على الدور العربي والإسلامي، لكننا نريده أن يكون لدعم صمودنا وتعزيز مقاومتنا والوقوف إلى جانب حقوقنا، وألا يأتينا من الزاوية الأمنية. لا فرق بين بوش وكيري - ختامًا: هل تعتقد أن نتيجة الانتخابات الأمريكية، سواء كانت لصالح بوش أو كيري، ستؤثر على أسلوب إدارة الولاياتالمتحدة للملف الفلسطيني؟ * كما هو واضح من برامج المرشحين المتنافسين أنه ليس هناك فروقات حقيقية في برنامج إدارة ملف الصراع العربي الإسرائيلي. نعم هناك فروقات معلنة في الملف العراقي، لكن هذا ليس موجودًا في الملف الفلسطيني. ونحن اكتوينا من الإدارتين معًا في الماضي. وبرأينا فإن مفتاح التغيير لا يبدأ من واشنطن بل من أرضنا الفلسطينية والعربية، من خلال استمرار المقاومة والصمود، وتوظيف المصالح الغربية -ولا سيما الأمريكية- لمصلحة حقوقنا إسلام أون لاين