مع حلول الموسم الدراسي المقبل سيتلقى أبناء المغاربة مبادئ مدونة الأسرة من خلال المناهج التربوية. هذا ما تضمنه إعلان وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بالرباط يوم الثلاثاء 27 يوليوز المنصرم 2004، في الملتقى التواصلي حول إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية برسم الدخول المدرسي. وحسب الوزير فإن عملية الإدماج هذه استمدت مشروعيتها من المرجعية الإسلامية، بقيمها الإنسانية والأخلاقية القائمة على مرتكز الاجتهاد وفضائله، ومبدإ الاعتدال والوسطية، في اتجاه الإصلاح والتحديث. ويندرج إدماج مبادئ مدونة الأسرة في البرامج والمناهج التربوية في إطار قيام المؤسسة التربوية بدورها الفاعل عبر الانفتاح على محيطها من أجل التعريف بالمستجدات التي أتت بها المدونة من جهة، والعمل على ترسيخ مبادئها وقيمها في ثقافة وسلوك المجتمع المغربي من جهة ثانية. ويرى أحد المعنيين بالشأن التربوي أن هذا الإدماج هو اعتماد للمقاربة التربوية لمدونة الأسرة نظرا لكون المقاربة القانونية وحدها لا تكفي، ونظرا لكون المقاربة التربوية تعني مخاطبة ستة ملايين تلميذ على الصعيد الوطني من خلال الكتب المدرسية في الأنشطة التعليمية. ومما يجدر ذكره أن المقاربة التربوية داخل الأسرة تبقى أهم عنصر ضمن هذه المقاربة الشمولية، فالأسرة هي النواة الأولى التي تتشكل فيها معالم شخصيات أفرادها، وتتحدد فيها ملامح الدور المجتمعي الذي يضطلع به هؤلاء الأفراد. وقد حدد الأخصائي النفسي الدكتور أحمد جمال أبو العزائم العناصر التي تجعل مفاهيم الأسرة واضحة أمام أبنائها في: التحدث معهم دائما عن الأخلاق والقيم. التحدث معهم عن الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، وكيف أن هذه الأخلاق تساعد الأسرة في اتخاذ قراراتها الحيوية. تعليمهم كيف أن القرارات التي تعتمد على الأخلاق والقيم تجعل القرارات القادمة أكثر دقة وفائدة وأن قراراتنا الجيدة تجعل قراراتنا المستقبلية سهلة وواضحة. من هنا يمكن القول إنه إذا قامت مؤسسة الأسرة بتلقين الفرد قيم الأسرة المتوازنة، وأدت المؤسسة التربوية واجبها في إيصال مبادئ مدونة الأسرة، وسهرت مؤسسة القضاء على التنزيل السليم لمقتضيات مدونة الأسرة فإنه يحق للمواطن المغربي أن يتغنى بالريادة.