قدمت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر صباح أمس الثلاثاء بالرباط برنامج الملتقى التواصلي حول إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية برسم الدخول المدرسي المقبل 2004 - ,2005 وهو البرنامج الذي تضمن ركنين أساسين هما الدليل البيداغوجي ودليل التكوين. وفي هذا السياق قال حبيب المالكي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، إن هذا الحدث يعتبر تحولا حقيقيا في مجال تثبيت أركان المشروع الاجتماعي المغربي، كما أعلن عنه جلالة الملك في خطابه أمام افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان المغربي يوم 10 أكتوبر ,2003 والذي اعتبر مبادئ مدونة الأسرة جزء لا يتجزأ من السياسة العامة للمغرب، وبالتالي من السياسة التعليمية. وحول الأصول التي استمدت منها عملية الإدماج هذه مشروعيتها، قال المالكي إن هذه الأصول هي المرجعية الإسلامية بقيمها الإنسانية والأخلاقية القائمة على مرتكز الاجتهاد وفضائله، ومبدأي الاعتدال والوسطية في اتجاه الإصلاح. مضيفا أن المقاربة المنهجية التي اعتمدتها الوزارة في هذا السياق هي مقاربة مندمجة تبلورت في إجرائين أساسين، يتعلق أولهما باستنطاق المتن من خلال إشراك قاعدة عريضة من الفاعلين التربويين ومن علماء الشريعة في مرحلتي الإعداد والإنجاز، ثم التتبع لاحقا، فضلا عن اعتماد قاعدة الاستشارة المزدوجة القائمة على أصول الشريعة الإسلامية ومتحكمات المنظومة التربوية. بينما يتمثل الثاني في تحليل المناهج الجديدة للوقوف على العناصر المشتركة بينها وبين مستجدات مدونة الأسرة وإدخالها على البرامج والكتب المدرسية المرتقبة. وفي تصريح لالتجديد، أكد خالد الصمدي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية الإسلامية بتطوان، دور المقاربة التربوية التي أصبح كل المسؤولين التربويين يدركون أهميتها، مع أن هذه المقاربة لا تلغي دور المقاربة القانونية، وقال إن المقاربة التربوية أصبحت الآن تهم أكثر من ستة ملايين تلميذ مجموع التلاميذ المسجلين بالتعليم على الصعيد الوطني، علما أن هذه المرحلة الأولى من تعليم الأطفال تمثل بداية مرحلة تشكل المفاهيم والقناعات والتصورات، ولذلك فإن مشروع إدماج مبادئ مدونة الأسرة في المناهج التربوية يعتبر هاما جدا. وأضاف أن هذه العملية ترتكز على ثلاث قضايا أساسية هي المرجعية العلمية والتي تستمد كما أثبت ذلك الدليل البيداغوجي من أحكام الشريعة الإسلامية، وخاصة تلك التي تستند إلى نصوص قطعية، ثم تستند إلى الاجتهاد المقاصدي الذي يستجيب لكل التطورات والمتغيرات والمستجدات. بالإضافة إلى المرجعية التربوية، بما يقتضيه ذلك من تدرج من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية إلى الثانوية. وأكد الصمدي قبيل تقديمه الدليل البيداغوجي بقاعة الندوات التربوية للاعائشة صباح أمس أن الخيط الناظم لكل هذه المرجعيات هو ما تحدث عنه صاحب الجلالة حين قال: لا يمكنني بصفتي أميرا للمؤمنين أن أحل حراما، أو أحرم حلالا. جدير بالذكر أن اللقاء التواصلي الذي نظمته وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي صباح أمس بالرباط قد تم بتعاون مع منظمة اليونيسيف بالمغرب، وعرف مشاركة وزير العدل المغربي محمد بوزوبع، وياسمينة بادو، كاتبة الدولة المكلفة بالأسرة والطفولة والأشخاص المعاقين، وممثلة اليونيسيف بالمغرب، وعددا هاما من المفتشين ورؤساء أكاديميات التربية والتكوين، وعددا من الخبراء التربويين ومن ممثلي مؤسسات المجتمع المدني. عبد الرحمان الخالدي