ينتظر أن تختتم يوم الجمعة 29 يونيو 2012 أشغال الدورة العادية لمجلس أوربا المنعقدة منذ يوم 25 يونيو بستراسبورغ. وذلك بمشاركة وفد برلماني من المغرب، يترأسه محمد يتيم، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، كما تشارك في الوفد عن فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب النائبتين جميلة المصلي ونزهة الوافي. وحسب الوافي فالنقاش الذي دار في ثلاث لجن لمجلس أروربا، «لجنة الهجرة واللاجئين والأشخاص المتنقلين» و»لجنة المساواة وعدم التمييز» و»لجنة الثقافة والعلوم والتربية والإعلام»، كان على إثر تقديم تقرير حول العنصرية المتعددة الأوجه الممارسة ضد النساء المسلمات بأوروبا : من أجل تكافؤ الفرص الذي أعدته البرلمانيات Mme Kyriakidouو Mme Tulin ERKAL KARA. وتقارير أخرى في نفس الإتجاه. وأضافت الوافي في مراسلة خصت بها «التجديد» أن التقارير عرضت لأشكال العنصرية على عدة مستويات: الأصول الدينية، العرق، الجنس التقاليد والإنتماء الإجتماعي، الإسلاموفوبيا ، بالإضافة الى التشريعات التضييقية المعتمدة في سياسيات الهجرة انطلاقا من محددات لا تنسجم مع المبادئ المشتركة لأوروبا. وأكدت الدورة، حسب نفس المصدر، على حق لهؤلاء المواطنين في الولوج الحقيقي للمواطنة وما يترتب عليه من ضمان لاحترام الحق في الإختلاف. وأجمعت التدخلات على ما رصده التقرير من معاناة النساء المسلمات نتيجة الصورة السيئة للأجانب بأوروبا وخاصة ما يتعلق بالإسلام، الوعي بالإشكالات الحقيقية التي تواجهها النساء المسلمات بسبب اختلافهن، والتي تؤشر على وجودهن في وضعية صعبة وتقزيمهن في صورة كاريكاتورية، وحسب المصدر ذاته أكد النواب الأوروبيون على أهمية إستقلالية النساء المسلمات، منبهين إلى ما يواجه النساء المسلمات من مشاكل مما يؤثر على مسار اندماجهن. وإذا كان التقرير المقدم بلجنة المساواة ومكافحة كل أشكال التمييز بعد الربيع الديموقراطي، المقدم في الدورة السابقة حول المرأة تعرض لانتقادات عديدة لأنه لم يكن منصفا اتجاه الإصلاحات التي عرفها المغرب في مجال المرأة، فإن التقرير المقدم خلال هذه الدورة تميز حسب، الوافي، بطرحه الإيجابي لما تعانيه المرأة المسلمة من تمييز في اللجنة المختصة التي تشارك في عضويتها جميلة المصلي، وقد كانت مناسبة لإثارة الانتباه إلى ما تعانيه المرأة المسلمة في بلدان الإقامة بسبب الدين والحجاب والصورة النمطية التي يقدمها الإعلام الغربي عن المرأة المسلمة، وطالب التقرير بمزيد من الحقوق و بتيسيير اندماج المرأة المسلمة في الحياة العامة . كما ناقشت لجنة الشؤون السياسية التي يشارك في عضويتها محمد يتيم مشروع قرار يتعلق بالأوضاع في مصر، وهي اللجنة التي تلقت بارتياح نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر، وعبرت عن قلقها للتحديات التي تواجه الانتقال الديمقراطي في هذا البلد، المتمثل في التطورات الأخيرة في حل مجلس الشعب وتخويل العسكر لنفسه صلاحيات تشريعية وتنفيذية واسعة، ووافقت على توصية تتعلق بتمكين مقرر للجنة حول الموضوع المصري بزيارة مصر لمزيد من الاطلاع عن كثب عن التحولات الجارية. وتميزت مشاركة الوفد المغربي في الجمعية البرلمانية لمجلس أوربا حسب المصدر ذاته بالإضافة إلى المشاركة في الجلسات العامة ومختلف اللجن بعديد من اللقاءات على الهامش، منها لقاء بين أعضاء الوفد برئاسة محمد يتيم مع عدد من المسؤولين عن مؤتمر السلطات المحلية و الجهوية بمجلس أوربا، حيث تواصل التشاور بين الطرفين حول دعم العلاقات الثنائية خاصة في موضوع الجهوية الموسعة، وتم وضع الترتيبات المتعلقة بالزيارة التي سيقوم بها عدد من خبراء الطرف الأوربي إلى المغرب ومحاور اللقاءات التي ستنظم مع اللجن البرلمانية المعنية، وكذا الأطراف الحكومية المهتمة. ومن بين ما يفترض أن تكون قد ناقشته هذه الدورة تجربة الانتقال الديمقراطي بتونس، في إطار متابعة وتقييم انعكاسات الربيع الديموقراطي على عدد من الدول العربية، فبعد عرض تجربة الإصلاحات الديمقراطية بالمغرب في الدورة الأخيرة للمجلس، والتي قدمها وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، يستقبل المجلس رئيس المجلس التأسيسي التونسي مصطفى بنجعفر.