أكدت عدد من المصادر المتطابقة ل «التجديد» أن ساكنة مدينة زاكورة تعيش أزمة خانقة على مستوى الماء الصالح للشرب منذ مدة، بسبب تحوله إلى ماء مالح منذ أزيد من سنتين ثم إلى ماء برائحة كريهة تشبه رائحة قنوات الصرف الصحي خلال عدة أسابيع مضت، وهو الوضع الذي ما يزال مستمرا حتى كتابة هذه الأسطر. وأضافت المصادر ذاتها أنه على الرغم من سلسلة الاحتجاجات التي خاضتها الساكنة المحلية وكذا تحرك كل من الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني والنقابات في الموضوع فإن المشكل لم يجد طريقه للحل إلى حدود الساعة. كما كشفت الجهة نفسها، أن الماء أصبح يجلب من الضواحي ويباع في الصهاريج بالشوارع وبواسطة الدراجات العادية والنارية التي تطوف على المنازل، غير أن العديد من الفئات المعوزة تلجأ إلى تصفية الماء الملوث ومحاولة تطهيره ببعض المواد الكيماوية منها «ماء جافيل» في الوقت الذي يعتمد الميسورين منهم على الماء المعدني المعبأ في القنينات. في هذا الصدد قال عبد القادر هنداش، رئيس جمعية النخلة للثقافة والتربية والأعمال الاجتماعية، إن الوضع في زاكورة لم يعد يطاق أمام تفاقم أزمة المياه الصالحة للشرب والذي أصبحت رائحته تشبه مياه الصرف الصحي من جهة، وأمام تسويف السلطات المعنية دون تقديم أي حل عملي من جهة أخرى، وأضاف الفاعل الجمعوي، أن المندوب الجوهوي والإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والسلطات المحلية يقدمون الوعود تلو الوعود دون الوفاء بأي منها والتي كان آخرها يؤكد المتحدث ذاته، تعهدهم بحل مشكل الماء مباشرة بعد التصويت على دستور 2011 غير أن هذا الأمر لم يتم. وحسب رواية المندوب الجهوي والإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بزاكورة فإن المشكل يعود لأحد اللجن الحوارية للجوء المكتب إلى بئر يتوفر على ماء حلو ويبعد عن المصدر والمزود الرئيسي لمدينة زاكورة بالماء ب: 20 كيلومتر، غير أن المشكل تفاقم بعد أن جرب المكتب العملية وتوقف الأمر بعد التجريب لمدة طويلة وهو ما أدى إلى تحول الماء الذي بقي في قنوات الماء الصالح للشرب الرابطة بين البئر ذي الماء الحلو ومركز التزويد الرئيسي والتي تبلغ مسافتها 20 كيلومتر (تحول) إلى ماء برائحة كريهة وطعم غير طبيعي. .