قال عبد العزيز النويضي، المحامي والأستاذ الجامعي بكلية الحقوق بالرباط، إنه متفائل بشأن قانون الصحافة المقبل بالنظر إلى ما عبر عنه مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، من عزمه إلغاء كل العقوبات السالبة للحرية من هذا القانون، وأيضا بالنظر إلى المنهجية التشاركية والتواصلية التي ينهجها في علاقته بالفاعلين والخبراء والمهنيين في مجال الإعلام والاتصال. النويضي الذي كان يتحدث في موضوع "المتطلبات التشريعية لتعزيز التعددية الإعلامية بالمغرب" ضمن فعاليات الندوة الإقليمية، حول التشريعات الإعلامية بالعالم العربي في ظل تطور وسائل الاتصال الجديدة، المنظمة من طرف "الإيسيسكو"، أكد على ضرورة خلو هذا القانون أيضا من العبارات الفضفاضة والمبهمة، التي لا تعد مفاهيما قانونية دقيقة ولا تسعف في تحديد التهمة ولا العقوبة من قبيل المصلحة العامة والنظام العام. كما تعرض المتحدث، مساء أول أمس الإثنين بالرباط، في إطار محور "تجارب الدول العربية في مجال التعددية والتشريع لوسائل الاتصال الجديدة، إلى وجهة نظره في موضوع الحق في الوصول للمعلومة بين العرض والطلب، وهي التي شكلت إحدى محاور مداخلته إلى جانب عناصر التعددية وحرية الرأي والتعبير وتنظيم الصحافة. من جهته، تطرق محمد العربي المساري، الكاتب الصحفي والوزير الأسبق للاتصال، في ذات الندوة، إلى تعديل التشريعات الصحفية في المملكة المغربية على ضوء الدستور الجديد، معرجا على مختلف التعديلات القانونية التي طرأت على قانون الصحافة بالمغرب، منذ سنة 1958 إلى يوم الناس هذا، ليخلص المساري إلى القول، بأن المغرب في حاجة إلى جيل جديد من القوانين أمام هذا الجيل الجديد من الإشكاليات. وأكد المساري، خلال ندوة "الإيسيسكو" الإقليمية، أن المغرب مقبل على آفاق جديدة في عالم الصحافة، يطبعها موقف حكومي واضح يبشر ولأول مرة بأن القانون الجديد للصحافة سيكون متحررا من العقوبات السالبة للحرية، كما سجل أنه ولأول مرة نشهد نقاشا وطنيا حول دفاتر التحملات للسمعي البصري العمومي، كما قال بأنه لأول مرة في المغرب أصبح مسيروا القطب العمومي مطالبين بتقديم الحساب علانية أمام الرأي العام. وأكد المساري، أن المغرب مقبل على فتح ورشات عديدة، ستفضي إلى إقامة مشهد إعلامي متناغم مع الدستور الحداثي، الذي يبشر بإقامة مغرب جديد، بشرط تجاوز المزايدات السياسوية وإن حالف التوفيق الأطراف المعنية بالأجرأة من أجل نتائج ناجعة. هذا ويذكر أن الجلسة الافتتاحية لاحتفال "الإيسيسكو" بالذكرى الثلاثين لإنشائها أول أمس الإثنين، عرفت تلاوة رسالة من الملك محمد السادس للمجتمعين، كما عرفت كلمة لعبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة إلى جانب حضور عدة وزراء من حكومته، فضلا عن كلمة عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وأيضا حضور كبير لشخصيات مختلفة من عالم الثقافة والإعلام. يشار إلى أن "الإيسيسكو" تحتفل منذ الإثنين المنصرم إلى غاية اليوم الأربعاء، بالذكرى الثلاثين لإنشاء المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –ايسيسكو-، والتي أعلن في الثالث من ماي سنة 1982م، عن تأسيسها من طرف الدول الثماني والعشرين الأعضاء في المؤتمر التأسيسي، الذي عقد في مدينة فاس، العاصمة العلمية للمملكة المغربية، تحت الرعاية السامية للملك الحسن الثاني، رحمه الله.