أكدت وزارة العدل والحريات، أنه «لا صحة مطلقا لأي اختطاف أو اختفاء قسري أو تعذيب، تعرض له الطالب سفيان أزمي»، وقدمت الوزارة في بلاغ لها نتائج التحقيق القضائي الذي فُتح بخصوص مزاعم تعذيب الطالب عقب اختفائه ل16 يوما، ليتم العثور أخيرا عليه في مستشفى الرازي للأمراض العقلية. وقالت الوزارة في البلاغ الذي توصلت «التجديد»، بنسخة منه، أنه «وبمجرد إشاعة خبر اختفاء الطالب المذكور قامت النيابة العامة بتكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء والمصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس بالبحث في الموضوع»، وتقول الوزارة أن الأبحاث بينت أن «المعني بالأمر أحيل على قسم المستعجلات بناء على تسخير من ضابط الشرطة القضائية العامل بالدائرة الخامسة بسلا، ونظرا للحالة المرضية للمعني بالأمر التي استعصى معها على معالجيه التوصل إلى معلومات حوله أو حول أسرته للتمكن من إشعارها، ارتأى الطبيب المعالج الاحتفاظ به من أجل العلاج». وقال البلاغ بأن «سفيان أحيل على مداومة الدائرة من طرف سيارة النجدة 30 بعد ضبطه بالمحطة الطرقية في حالة نفسية غير طبيعية». وتحدثت الوزارة أيضا عن معاينة سجل الأحداث اليومية المتعلقة بمركز الشرطة بمحطة الحافلات بسلا، حيث تبين أن «سفيان أزمي كان ضمن ركاب حافلة تربط مدينتي البيضاء ووجدة..، وبوصولها إلى المحطة الطرقية نزل سفيان حاملا بيده مصحفا وشرع يصيح بصوت عال بعبارات تشير إلى عدم اتزانه، وإثر محاولة الشرطي التدخل لاذ بالفرار بعد أن قفز عبر الحائط المسيج للمحطة إلى وجهة مجهولة، ليعود حوالي الساعة 10 و40 دقيقة من نفس الصباح وهو في حالة هستيريا دفعت عناصر الشرطة إلى إخبار قاعة المواصلات لمدينة سلا التي وجهت سيارة النجدة التي نقلته إلى الديمومة»، يقول البلاغ. وذكر البلاغ أنه تم الاستماع إلى الشرطي الذي كان يزاول عمله بالمحطة الطرقية وطاقم النجدة للشرطة 30 وثلاث شهود بمن فيهم سائق الحافلة، بالإضافة إلى الطبيبة التي استقبلت المعني بالأمر في أول الأمر وصرحت بأنه «كان يعاني ساعة استقباله من حالة هذيان حادة وتم وضعه بنفس التاريخ تحت المراقبة الطبية لتلقي العلاج بواسطة مضادات الهذيان والمسكنات». وأفاد البلاغ بإجراء خبرة طبية شرعية ثلاثية (ثلاثة أطباء)، مؤرخة في 26/05/2012، بأمر من النيابة العامة بفاس، أسفرت نتائجها عن أن المعني بالأمر يحمل رضوضا على مستوى معصميه وكوعيه نتيجة مقاومته للتكبيل الذي أمر به الطبيب المعالج بهدف إخضاعه لعلاجات مستعجلة.