شهدت ساحة الريكس بفاس، مساء الأحد 13 ماي 2012، توافد العشرات من الساكنة لبوا دعوة فيسبوكية للقراءة ساعة في الفضاء العام، وعرفت المبادرة تفاعلا كبيرا من فئات عمرية مختلفة، اختارت الساحة وسط المدينة لتحولها إلى "تجمع ثقافي بامتياز"، وتميزت التظاهرة بمشاركة شخصيات رياضية وجامعية وأطباء، إلى جانب الأطفال الذين رافقوا آباءهم وأمهاتهم وسجلوا حضورهم الوازن. وبمدينة الرباط، احتضنت الساحة المكتبة الوطنية، مساء أول أمس أيضا، فعاليات "ساعة للقراءة"، حضرها نحو 200 شخص، كما تميزت الفعاليات بتنظيم حفل ترفيهي وزعت خلاله كتب على الفائزين، كما نظمت عملية التبرع بالكتب، والتي ستسلم إلى جمعية من جمعيات المجتمع المدني بتمارة. وفي تصريح ل"التجديد"، ترى أسماء بنعدادة، الأستاذة الجامعية والباحثة في علم الاجتماع بكلية الآداب ظهر المهراز والمشارِكة في التظاهرة الثقافية بفاس، أن "القراءة ليست خاصة بفئة معينة، وكلما زرعتها في الأطفال كلما كان الأمل في المستقبل أكبر"، واعتبرت هذه المبادرة "إفرازا من إفرازات الربيع العربي والحراك الاجتماعي، وهي تفاعل غير تقليدي مع اليوم العالمي للكتاب، اكتسى صبغة ميدانية أخرجته من طابع الندوات والصالونات الثقافية المغلقة"، تقول بنعدادة. وحول اختيار فضاء عمومي أصبح قبلة للعاهرات والمنحرفين بفاس، لتنظيم فعاليات "نوض تقرى"، قالت الباحثة في علم الاجتماع، "إعطاء الفضاءات معاني جديدة أمر مهم، خاصة وأن هذا الفضاء رغم وجوده في وسط المدينة، إلا أن له تمثل سلبي في مخيلة الساكنة، واختيار الشباب لهذا المكان، كسر الأفكار الجاهزة والصورة النمطية حوله". من جهة أخرى، اعتبر الأستاذ المتقاعد الغندور عبد الرحمان، المبادرة جيدة وحسنة، وقال في حديث مع "التجديد"، "ما يقع من مبادرات من هذا النوع، سيدفع المسؤولين في القرار السياسي إلى تبني المبادرة النوعية وتطويرها، كما حدث الأسبوع الماضي، حين ساهمت مندوبية وزارة الثقافة بالمحمدية في إحياء نفس النشاط، بتوفيرها كتب متنوعة للمارة للإعارة الآنية أو البيع بأثمنة رمزية". ويعتبر هذا النشاط الذي أصبح أسبوعيا، الثالث من نوعه في ظرف ثلاث أسابيع بفاس، حيث دعت له مجموعتين فيسبوكيتية، الأولى اسمها "نوض تقرا" والثانية "أجي نقراو"، والذين انتقلوا من ساحة فلورانس إلى ساحة الركس خلال أسبوعهم الثالث، وسط تزايد عدد المشاركين أسبوعا بعد أسبوع.