تدخلت قوى الأمن، أول أمس الأحد، لمنع مبادرة «ساعة للقراءة»، كانت تعتزم تنظيمَها مبادرة «نوض تْقرا» التي أطلِقت منذ أسابيع على الموقع الاجتماعي «فايسبوك»، بمشاركة نشطاء من «تنسيقية الحملة الوطنية لمناهضة مهرجان موازين»، في ساحة البريد، وسط العاصمة الرباط. ورغم أن قوات الأمن لم تستعمل العنف في تفريق المشاركين، فإنها قامت باحتلال الساحة التي كان يفترض فيها أن تحتضن النشاط وصادرت كتب العديد منهم، مستعملة أثناء ذلك عبارات السب والشتم في حق نشطاء المبادرة، على عكس مجموعة من المدن الأخرى، التي نجحت فيها المبادرة. وأكد رشيد البلغيثي، أحد أعضاء حملة «نوض تْقرا»، أن «المنع الذي تعرضت له مبادرة القراءة الجماعية التي دعت إليها التنسيقية، للمرة الثانية على التوالي، قد وصل إلى درجة «السوريالية» وأصبح خارج أي منطق، خاصة أنه جاء في عهد حكومة تقول إن مرجعيتها تنهل من الدين الإسلامي، والذي يحث في آياته على القراءة والتعلم». وأضاف البلغيثي أن منع جلسة قراءة جماعية يعتبر مؤشرا خطيرا جدا على التراجع الذي يشهده المغرب في ظل الدستور الجديد، «وهذا يعني أن بلادنا تسير في اتجاه ترسيخ المزيد من التخلف، لأنه حتى في سنوات الرصاص كان يسمح للمعتقلين بالقراءة والكتابة داخل المعتقلات». واستنكر البلغيثي المنع الذي تتعرض له مبادراتهم خارج القانون، لأنه «لا يوجد في الترسانة القانونية المغربية ما يمنع تنظيم الوقفات السلمية، ثم إننا لم ننظم أي مسيرات أو وقفات ولم نقم برفع أي شعارات، فلا نعرف لماذا يتم منعنا من القراءة في الشارع العام؟». يذكر أن العديد من المنظمات الحقوقية سبق أن وجّهت انتقادات لحكومة بنكيران، نتيجة ارتفاع حالات الاعتداء على المتظاهرين في الشارع العام في الأشهر الأولى لهذه الحكومة، خاصة منهم المعطلين حملة الشواهد العليا.