سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعيد خالد الحسن (الأمين العام لمؤتمر نصرة القدس):يجب الانتقال من أسلوب ردود الأفعال إلى مسار آخر يبني حركته على أساس فهمه للواقع السياسي العام عربيا ودوليا
قال الدكتور سعيد خالد الحسن الأمين العام لمؤتمر نصرة القدس، إن فعاليات الحملة الدولية لكسر حصار القدس، تسعى إلى تعزيز صمود أهلنا في الداخل، مؤكدا في حوار مع «التجديد»، أن هذا الجزء يهدف إلى ضرب المخطط الصهيوني، الذي يرمي إلى فرض العزلة عليهم، وجعلهم في مواجهة الاحتلال وكأنهم لوحدهم، ومن هنا أهمية التضامن معهم. وأوضح سعيد الحسن، أن من يقف مع التطبيع يقف بالضرورة ضد التحرر الوطني الفلسطيني، مشيرا إلى أنه يريد أن يكرس المشروعية الدولية الجائرة القائمة الأن، وموكدا في هذا السياق أن من رفض قرارات الشرعية الدولية، وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني، بل رفض حتى القرارات التي تشكل شهادة ميلاده، لأن شهادة ازدياده هي قرارات التقسيم، لا يمكن أن يفي بأي قرار أخر. ● حاوره: محمد بلقاسم ● أطلقتم الحملة الدولية لكسر حصار القدس في أي إطار تأتي هذه الحملة ؟ ●● بداية لابد من التأكيد على أن هذه الحملة هي محصلة لسنوات طويلة من العمل الدؤوب على امتداد الساحة الدولية وخاصة الوطن العربي والعالم الإسلامي، وقد تبناها المؤتمر العام لنصرة القدس، كما أن هذه الجهود بدأت بقناعة؛ أنه لابد من تغيير أسلوب العمل من أجل قضايانا الكبرى وبشكل خاص قضية فلسطين بمعنى؛ أنه يجب الانتقال من أسلوب ردود الأفعال إلى مسار آخر يبني حركته على أساس فهمه للواقع السياسي العام عربيا ودوليا. وأن هذا الفهم يجب أن يستثمر ويوظف ضمن رؤية مبرمجة تضع في حسبانه من هي القوة التي من مصلحتها إنجاز التحرر على المستوى العربي ومن هي القوة التي من مصلحتها أن تغير المعادلة القائمة على الساحة الدولية، والتي تجعل من العالم الثالث بصفة عامة والوطن العربي بصفة خاصة موضوعا للصراع الدولي بشكل يدفع حصيلة هذا الصراع من غير أن يأتي له إلا فواتير هذا الصراع، ولعل ما حدث في العراق أكبر مثال، هذا إذا لم نكن نريد أن نذهب في أعقاب الحرب العالمية الأولى التي تحت شعارات بناء دولة عربية والتحرر من الاستبداد العثماني كما كان يقال في ذلك الوقت انتهت المنطقة إلى أن تكون محميات للقوة الاستعمارية، وليس هذا فقط بل أن تقدم فلسطين للحركة الصهيونية وتوظف لتدفع ثمن السياسات العنصرية الأوربية اتجاه اليهود. ● بالنسبة لهذه المبادرة ما مضمونها كأفكار ومبادرات؟ ●● أولا هذه المبادرة تحمل اسم «الحملة الدولية لكسرحصار القدس» إذا أردنا أن نوضح هذا المعنى بهذا الشعار المقصود به، يكفي أن نقارن بين وضع غزة ووضع القدس، غزة محاصرة ويضيق على أهلها في خدماتهم المختلفة المعيشية سكنا وتعليما وتطبيبا وحركة من وإلى داخل غزة أو ما يسمى بقطاع غزة، لكن هناك في غزة أنفاق استطاعت المقاومة أن تجد لها منافذ إلى الخارج وطبعا يجب أن لا ننسى أن هذا ما كان ليتم لولا أن حدود غزة مع مصرقريبة، وما كان يمكن لهذه الأنفاق أن تتحقق لولا أن الطرف المصري وجد أن من المصلحة أن يغظ عنها الطرف بشكل أو بآخر. وما نجده في القدس الآن حصار من نفس هذا النوع. في القدس هناك ترسانة قانونية وإدارية تلاحق المقدسيين ، فالحصار ليس فقط من الخارج تقطيعا لأوصال المدينة وعزلا لأحيائها عن بعضها البعض، وليس فقط وضع حوالي نصف المقدسيين العرب أي حوالي 120 ألف من 130 ألف خارج أي ولاية قانونية بما فيها ولاية الاحتلال، إنما هناك الجدار العازل في مقابل الأنفاق، فالحقيقة الحصار الموجود حول القدس هو حصار من الخارج وهو أيضا حصار من الداخل لأنه يريد أن يحاصر الهوية الوطنية للمقدسيين، ويريد أن يشعر المقدسيين أنهم وحدهم في هذا الصراع ضد الاحتلال الصهيوني، وأنا لا أقول هذا الكلام عن مجرد استنتاج، وإنما هذا ما تفصح عنه بكل جلاء وبكل تشفي كثير من دراسات مراكز الأبحاث الصهيونية، وبالخصوص مع القدس لأنهم تصوروا أن ما حدث في غزة من تغيير ومن تباعد بين القوة المهيمنة الفلسطينية عن تلك المهيمنة في الضفة وفي رام الله هو خطوة على هذا الطريق وهذا يمكن أن يصنع هويات فلسطينية؛ واحدة في غزة وأخرى بالضفة وهكذا وهذا يكون مقدمة حتى يشعر المقدسيين أن ليس لهم إلا أن يواجهوا قدرهم لوحدهم وبالتالي يتجهوا إلى المحافظة على بقائهم ضمن الكيان الصهيوني الذي يهيمن عليهم. وتستطيع أن تتصور أنهم كانوا يفكرون في إنجاز شيء مما حدث في الأندلس، كيف ذاب من بقى من مسلمين في الهوية غير الإسلامية في إسبانيا، فما المقصود بكسر الحصار؟ عندما يكون هناك حصار أنت عليك أولا أن تبقي المحاصرين على قيد الحياة وتكرس قدرتهم على الصمود، إلى أن تستطيع أن تكسر الحصار، من هنا جاءت هذه الحملة لتقف مع إخواننا في صمودهم بالقدس ومحاولة دعمهم بجميع السبل؛ دعم الخدمات -وبالخصوص العلاجية التطبيبية- الخدمات التعليمية، أيضا الحرفية الخاصة بالجانب الاقتصادي كانت سياحة أو حرف تقليدية أو كانت صناعات خفيفة أو حتى زراعية حول القدس، وفي غيرها... لكن القضية الأساسية في النهاية أن هذه مجرد مسكنات لا تكسر الحصار ولكن تبقي على القدرة على مقاومة الحصار والصمود أمامه، لأن الحصار ينجح عندما تستطيع أن تكسر أدوات الحصار وهي الجدار العازل الذي جعل الآن 120 ألف من 250 ألف مقدسي خارج أي ولاية قانونية متروكين بين الخط الأخضر والجدار العازل، ليس هناك ما يمكن أن يعول عليه في تسيير حياتهم المعيشية هذا وتستطيع أن تتصور ماذا يمكن أن يكون مصير هؤلاء إن استمرت الأمور على هذا الشكل، فأنت يجب أن تكسر هذا الجدار العازل ويجب أيضا أن تكسر الترسانة القانونية والإدارية التي تصنع الآن تلك الحواجز في القدس التي تقطع عرى التواصل بين الأحياء العربية في القدس، وتمنعهم من الخروج وتمنع المنفي في الخارج من الدخول هذا هو المقصود بكسرالحصار هو كسر آليات الحصار. ● ما هي أهداف الحملة؟ ●● الحملة لها ثلاثة جوانب أساسية، الجانب الأول والمهم هو جانب المبادرات ودعم الصمود الذي يتبنى شعار المؤاخاة من جهة وأيضا تمويل كثير من الأنشطة التي تنتظر التنفيذ سواء في القطاع الإقتصادي أو الإجتماعي، من جهة أو في جوانب أخرى كالجانب القانوني على سبيل المثال، هذا الجانب سيكون تحت شعار المؤاخاة والدعم، وهناك جانبان آخران أولهما التعبوي وله مسارات ثلاث أولها المسار التوعوي والثقافي، من هنا ستعمل فعاليات كسر الحصار على أخذ العديد من الأنشطة كمعارض الصور والمحاضرات والأيام الدراسية والدروس في الجامعات وفي المدارس، والجانب الآخر هو البرلماني الجمعوي بشكل عام كجلسة في البرلمان تخصص للقدس، ويمكن أن تؤخذ فيها إجراءات معينة كالتواصل مع المنظمات الدولية وغيرها لتأكيد المواقف سواء في المغرب أو خارج المغرب على امتداد العالم الإسلامي، فيما يتصل في القدس. والجانب الأخير وهو الجانب الجماهيري ليدخل في الأيام الفلسطينية التي تنظم والمهرجانات والمسيرات إلى آخره، ويظل هذا الجانب على قدر كبير من الأهمية لأنه مرتبط بالتعبئة الإعلامية بقنواته المتعددة؛ كالصحافة والإعلام المقروء والإعلام المرئي كالتلفاز وأيضا الانترنيت والإعلام الافتراضي الإجتماعي. ● الحملة ستنظلق يوم 9 ماي الجاري، ما هو برنامجكم؟ ●● هذه الحملة التي تقرر أن تبدأ في الأسبوع الثاني من شهر مايو الجاري وستبدأ في عدد من العواصم الدولية ومن العواصم التي تتصدر هذه الحملة أو الأقطار هي المغرب ومصر وأندونيسيا وماليزيا والجزائر هذه عواصم أساسية، إلى جانب عواصم أخرى لكن التركيز سيكون على هذه في المرحلة الأولى، ولا ننسى أن هذه الحملة ليست لمدة أسبوع هذه حملة يجب أن تستمر ولا يمكن لها أن تنجح إلا أن تصبح فعاليات كسر الحصار جزء من الحياة اليومية للمواطن العربي وأيضا للمسلم أينما كان بطبيعة الحال للمواطن العربي كان مسلما أو مسيحيا، كما أن جزءا من الحملة سيدشن في نونبر القادم. ● تتوقعون أن تستقطب هذه الحملة عددا كبيرا من المتعاطفين مع القضية ؟ ●● أنا في تصوري مئات الآلاف سينخرطوا في هذه الحملة، المهم أن نبدأ، إذا وجدت بلدا كأندونيسيا هناك مجلس للنصرة تقرر تشكيله فقط لهذه المهمة وهو يضم الجمعيات الأساس في أندونيسيا؛ كنهضة العلماء والجمعية المحمدية ومجلس العلماء ناهيك النقابات والأحزاب السياسية، فالجمعية المحمدية وحدها تفوق 20 مليون ولها أكثر من 70 جامعة وأكثر من 70 مستشفى على امتداد الجزر وقس على هذا. ● كيف ترى حجم التفاعل مع الحملة في المغرب؟ ●● الحقيقة الكل متجاوب لكن الملاحظ أن مجموعة من الأنشطة في هذا المجال تأخذ الطابع التضامني المعنوي فقط، ومن ثم نحن بحاجة الآن إلى أن نخرج من بوثقة الحديث مع أنفسنا فقط، صحيح أن هذا الجانب مهم ويوجه رسالة إلى الداخل الذي هو القدس لكن يجب أن لا تبقى هذه الدراسات مقتصرة، بل وجب الانتقال من الكلمة إلى العمل، وبالدعم والمؤاخاة على المستوى المعيشي، هذا الشيء لابد أن يتحقق وإن لم يتحقق فهذا يعني أننا لم ننتقل بعد من مجال التأييد والمناشدة إلى مجال الإنجاز والفعل. ● هل يمكن القول على أنه في هذا الإتجاه تأتي مبادرة تخصيص ساعة يوم الخميس المقبل في المؤسسات التعليمية المغربية؟ ●● نعم هذا يندرج ضمن الفعاليات على مستواها الثقافي، وهو تخصيص ساعة في المدارس المختلفة لإلقاء الضوء على طبيعة الحصار، الذي تعاني منه القدس وكيف يمكن لهذا الحصار أن يكسر، لكن هذا الجانب المعنوي يجب أن يتعزز بالجانب المادي. وفي هذا ستسعى إلى توعية التلاميذ بأحد أخطر قرارات سلطات الإحتلال بأن تفرض المناهج العبرية، على المؤسسات العربية كلها وهذا أمر خطير، وبالتالي نهدف الوقوف في وجه هذا الأمر حتى لا يحدث، وبالتالي توفير المؤسسات العربية من أجل الإستمرار. ● هل من رسائل للشعب المغربي في هذا الإتجاه؟ ●● الحملة تسعى في النهاية إلى تعزيز صمود أهلنا في الداخل، وهذا جزء يهدف إلى ضرب المخطط الصهيوني الذي يرمي إلى فرض العزلة عليهم، وجعلهم في مواجهة الاحتلال وكأنهم لوحدهم، ومن هنا أهمية التضامن معهم. وأهم شيء هو كيف نحول هذه العواطف، وهذه المشاعر إلى أفعال توظف على الأرض، عن طريق الدعم المادي والعيني لأهلنا في الداخل، للأسف نحن لحدود الساعة عاجزون عن دخول المعركة مع العدو الصهيوني في ساحة القدس. والرسالة أوجهها لنفسي أولا قبل أن أوجهها للشعب المغربي؛ هو كيف يمكن أن نوجه هذه المشاعر الطيبة النبيلة إلى جهد فاعل ومؤثر على القدس، إن لم ننجح في هذا يعني أننا عاجزون عن نصرة القدس، ومن هنا سنعلن يوم 9 ماي في بدأ الحملة عن المشاريع التي نتطلع إلى تحقيقها وتوفير الدعم لها، وسنعمل جهدنا في هذا المجال وبالتنسيق مع وكالة بيت مال القدس، لكن أحب أن أقول إن عنوان الحملة سيكون، هو حماية الوجود المقدسي العربي في القدس. ● كيف يمكن أن تستفيد قضية القدسوفلسطين من التحولات التي عرفها العالم العربي؟ ●● الربيع العربي بطبيعة الحال لم يأت بالصدفة في تصوري، الربيع العربي هو إرهاص لعقود طويلة من النضال ولا نستطيع أن نعزل حتى صراخة الكواكبي وإصلاحات محمد عبده واجتهادات رشيد رضى وكل هذا السياق وثورة 19 في مصر والثورة على الظهير البربري في المغرب ومقاومة عبد الكريم الخطابي والسنوسية وعمر المختار كل هذا لا نستطيع أن نعزله عن الربيع العربي، الذي في جوهره تأكيد إرادة التحرر على امتداد الوطن العربي وامتداداته في العالم الإسلامي هذا هو جوهر الربيع العربي، وفي رأيي بالأساس كان تعبير في القوى الحية للأمة لكن يمكن أن ندرك أن الربيع العربي هو عملية ستأخذ مدى غير قصير، الربيع العربي قد بدأ لكن هو سيستمر ويجب أن نضع في الاعتبار كيف تحاول القوى المختلفة المتربصة بمنطقتنا والتي لها أطماع ومصالح أن تتعرف عن مراميه ومن أسوأ ما يمكن أن نسمعه في هذا المجال المناداة بأن حلف الناتو أو غيره يستدعى لتكريس نجاحات هذا الربيع، أنا في تصوري لا يمكن أن يأتي من هذه الأطراف المعروفة بأطماعها الاستعمارية وبمعاداتها لمصالحنا لأنها هي التي تقف وراء الكيان الصهيوني في فلسطين لا يمكن أن نتوقع منها إلا أكبر الأخطار على هذا الذي تتغنى به كذبا ودجلا على أن الربيع العربي من المهم أن يؤكد حضور الإرادة الوطنية العربية في تقرير مصيرها وليس في أن تتخذ في مناشدة ساركوزي أو هيلاري كلينتون أو غيرها، بأن تأتي لتنقذ الربيع العربي ومن يتربص به يجب أن لا ننسى ما حدث في العراق من جرائم لا يمكن أن تقاس بما كان يجري قبل الاحتلال في العراق ولا يمكن ولا يصح أن نستجير من الرماد بالنار فالربيع العربي قيمته أن يكرس إرادة التحرر وأن تتحول هذه الإرادة من إرادة التحول إلى واقع حرية، لأن الحرية لا تكون إلا بتحرر الإرادة وتحرير الإرادة، هذه هي الأهمية الأساس للربيع العربي وأن الربيع العربي يكون ربيع يدرك ما هية أهدافه، وهي أهداف لا بد أن تتقاطع مع تجاوز التجزئة وتحقيق الوحدة في المواقف والوحدة في البرامج، وحول الأهداف المشتركة، وبغير ذلك نكون لم نصنع شيئا ونكون قد أجهضنا مرحلة جديدة من مراحل محاولاتنا في التحرر كما حدث عقب الحرب العالمية الأولى، وما سميت أيضا بالثورة العربية الكبرى وما حدث في الحرب العالمية الثانية وما حصل بعد الاستقلال أو ما سمي بالاستقلال. ● كيف ترون الحركة التطبيعية بعد كل هذه الأحداث؟ ●● التطبيع هو شكل من أشكال القبول بالاحتلال الصهيوني، ونصرة القدس تقتضي تجريم ممارسات هذا الكيان، من أجل نزع الشرعية عنه، وأكدت على الطابع الأخلاقي والإنساني لمعركة التحرر الوطني الإلسطيني. وأي تطبيع يسير في الاتجاه المعاكس وضد كل هذا التوجه، فمن يقف مع التطبيع فهو يقف ضد التحرر الوطني الفلسطيني، ويريد أن يكرس المشروعية الدولية الجائرة القائمة الآن، فيما يتصل بهذا الكيان الغاشم، الذي رفض قرارات الشرعية الدولية، وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني، بل رفض حتى القرارات التي تشكل شهادة ميلاده، لأن شهادة ازدياده هي قرارات التقسيم، وبالتالي ما بالك بأي قرار آخر. أي عمل تطبيعي في نظري هو ضد القضية العربية العادلة وضد التحرر، لأن من يطبع يقف ضد الحرية، والتي من ممارسات المطبعين التشدق بها.