خرجت أزيد من 200 جمعية في إطار «تنسيقية المجتمع المدني بجهة الدار البيبضاء ضد مقاهي الشيشيا والمخدرات» يوم الخميس 26 أبريل 2012 في وقفة احتجاجية بشارع محمد الخامس بالدار البيضاء، لتقول بكلمة واحدة «لا لاستعمال الشيشا في المقاهي والأماكن العمومية». ورفع المحتجون شعارات منددة بموقف أرباب المقاهي بشأن تنظيم ومحاولة تقنين آفة تعاطي الشيشة والمخدرات في الأماكن العمومية، ومستنكرة لكل «التحركات المفتعلة الرامية إلى تعريض الأسر للتخريب الاجتماعي وإفساد الشباب من خلال تشجيع تعاطي مخدر الشيشا بهدف تحقيق المصلحة الذاتية والحصول على الربح السريع».بالمقابل أشادت التنسيقية بالمجهودات الجبارة المبذولة من قبل السلطات الأمنية على مستوى الدارالبيضاء من خلال الحملات التمشيطية على مقاهي الشيشا. ودعت إلى تحريك أمن القرب لمحاربة الظاهرة. وطالب المتظاهرون الجهات المعنية، بتفعيل القانون المتعلق بمنع التدخين في الأماكن العمومية، وعدم إحداث قانون أو ماشابهه لترخيص استعمال الشيشا بالمقاهي وجميع الأماكن العمومية، مشددين على ضرورة استصدار قانون صريح يجرم كل أنواع المعسل، ويعاقب كل من يساعد على الترويج والتجارة واستعمال كل المواد المحدثة للتسميم (دخان، مخدر...). كما التمسوا عدم التساهل والتسامح مع أرباب المقاهي، التي تحول فضائها إلى أوكار لتعاطي الشيشة والمخدرات والتحرش الجنسي، مع حثهم على الالتزام سواء في إطار ميثاق شرف أو من خلال دفتر للتحملات يفرض عدم استغلال فضاءات المقاهي لممارسة الأنشطة المخلة للآداب وتعاطي الشيشا والمخدرات. مؤكدين على تفعيل الاتفاقية المشتركة بين السلطات الأمنية ووزارة التربية الوطنية وحماية فضاء المؤسسات التعليمية من خلال تمشيط جميع مقاهي الشيشا الموجودة بنواحي المدارس التعليمية والمهنية العمومية والخاصة. وعلى خلفية هذه الوقفة ، استنكرت عزيزة البقالي الأمينة العامة ل «منظمة تجديد الوعي النسائي» المواقف المستهزئة التي اتخذتها نقابة أرباب المقاهي ضد قرار إغلاق مقاهي الشيشة والزيادة في الضرائب على الخمور، مسجلة حجم الضرر الذي تقف عليه المنظمة من خلال الحالات التي ترد عليها بمركز الترشيد الأسري.وطالبت البقالي السلطات العمومية والحكومة أن تكون صارمة في تطبيق القانون وفي حماية القاصرين والقاصرات خصوصا، وأن لا ترضخ لأي ضغط من أجل التراجع في الحد من تفشي هذه الظواهر كيفما كان هذا الضغط والجهات التي تحميه. من جهتها، أكدت نبيلة منير رئيسة مؤسسة الجمعية المغربية لضحايا الإدمان والمخدرات، أن الوقفة تحمل صرخة جمعيات المجتمع المدني عبأت جهودها، لنقول بكلمة واحدة «لا للمخدرات بشكل عام وللشيشا بشكل خاص»، معتبرة أن الشيشا آلة لتمرير المخدرات للشباب، ومرتبطة بظواهر أخرى أكثر ضررا (الاغتصاب، والجريمة...). ووجهت نبيلة منير بالمناسبة نداء للحكومة ولكافة المسؤولين بوضع إستراتيجية عمل واضحة للتقليص من هذه الآفة، مضيفة على أن مساندة جمعيات المجتمع المدني للإرادة السياسية في هذا الموضوع. واعتبر نور الدين أديب رئيس جمعية الإشارات للتنمية البشرية المتخصصة في تنظيم القوافل التحسيسية لمكافحة المخدرات، أن الوقفة التي عرفت مشاركة ساكنة المنطقة إلى جانب فعاليات المجتمع المدني، جاءت ردا على اجتماع لأرباب المقاهي الأحد ما قبل الماضي، والاجتماع الذي عقد أمس الخميس ب «غرفة التجارة والصناعة والخدمات»، من أجل الضغط على الحكومة بشأن تنظيم ومحاولة تقنين آفة تعاطي الشيشة والمخدرات في الأماكن العمومية. وهو ما أكده عبد الوافي الحراق المنسق العام ل «تنسيقية المجتمع المدني لجهة الدار البيضاء الكبرى ضد مقاهي الشيشا»، في تصريح ل «التجديد» مشددا على أن الوقفة هي رسالة جوابية على تحركات أرباب مقاهي الشيشا الرامية إلى استصدار قانون تنظيمي يحمي مصالحهم الخاصة، بهدف الربح السريع على حساب صحة ومستقبل الشباب المغربي. واعتبر الحراق أن أرباب المقاهي يعملون خارج مقتضيات الدستور الذي أكد على الاهتمام بالشباب والحفاظ على مستقبلهم، في الوقت الذي يعملون على تدمير هذه الفئة العمرية خاصة وأن زبائنهم هم من القاصرين والقاصرات. وقال مؤكدا «نحن لسنا ضد فتح المقاهي ولكننا ضد الكيفية التي يجعلون منها أوكارا يمارس فيها الانحلال الخلقي».