تعيش ساكنة مدينة فاس «كارثة بيئية» بعد أن تحولت مختلف أزقتها وشوارعها إلى مطرح للنفايات، منذ أن دخل عمال النظافة في إضراب مفتوح مرفوق بأشكال احتجاجية لليوم الرابع على التوالي. وانتشرت الأزبال في كل الزوايا وأمام المنازل، في الدروب والأزقة بالمدينة العتيقة والمناطق الشعبية (سيدي بوجيدة واجنانات وعين النقبي وحي المصلى وصهريج كناوة وسهب الورد،..)، واضطرت السيارات إلى التوقف مرات عديدة خلال الأيام الماضية في شارع سيدي بوجيدة الرئيسي بعد أن تحول إلى مطرح للنفايات. وعمدت الساكنة إلى رمي الأزبال وسط الشارع بعد أن امتلأت الأزقة بالأزبال، وهو الشارع الحيوي الذي يربط بين وسط المدينة والمحطة الطرقية مرورا بباب الفتوح والمدينة القديمة، وعاينت «التجديد» احتجاج بعض الشباب في مناطق متفرقة من مقاطعة جنان الورد والمدينة العتيقة وقاموا برمي الأزبال في واجهات الشوارع والأزقة، ونقلت مصادر، حصول مشادات وشجار وتبادل الإتهامات بين الساكنة برمي الأزبال أمام المنازل. ويطالب عمال النظافة المضربين في مقاطعة فاسالمدينة ومقاطعة جنان الورد بالإدماج الكلي لجميع المستخدمين وترسيمهم والإستفادة من عقود الشغل، خاصة أن مجلس المدينة تعاقد مع شركة جديدة لتحل محل شركة «بنسعيد» التي تدير قطاع النظافة لمرحلة انتقالية فقط. وذكر مصدر، أن شركة النظافة التي كان من المفترض أن تبدأ تدبير القطاع منذ فاتح الشهر الجاري هي الشركة التي كانت تدير قطاع النظافة في مدينة تطوان. ونظم عمال النظافة بمقاطعة جنان الورد الاثنين الماضي، مسيرة جابت مختلف الشوارع والأزقة محاطين بعناصر من قوى الأمن، وأكد المتظاهرون الذين ينضوون تحت لواء نقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، التي يرأسها عمدة المدينة حميد شباط، استمرارهم في خوض الإضراب حتى تحقيق كافة مطالبهم، ورفعوا شعارات ضد العمدة حميد شباط، الأمر الذي أثار استغراب الفاعلين وساكنة المدينة، وأكد مصدر من داخل العمال، أن صراعا محتدما يقع بين العمال ويهدد غالبيتهم بتغيير الإطار النقابي الذي ينتمون إليه. من جهة أخرى، أكدت المصادر أن عمال النظافة التابعين لشركة نظافة «جي إم إف» التي تعمل في مقاطعات أكدال وسايس وبنسودة والمرينيين أعلنوا تضامنهم مع العمال المضربين، وتحولت بعض الشوراع بالمقاطعات إلى مطرح للنفايات، وذكرت مصادر، أن عمال النظافة يمنعون أي مبادرة للسكان لجمع الأزبال المطروحة في الشوارع والأزقة.