خرج سكان مجموعة من الأحياء الشعبية بمقاطعتي المدينة العتيقة وجنان الورد بفاس، صباح اليوم الخميس، في مسيرات احتجاجية ضد واقع الهشاشة والتهميش. ووقعت مناوشات منذ ليلة أمس بين رجال الشرطة والمحتجين الذين طالبوا بالتدخل العاجل لإيجاد حلول واقعية لوضعيتهم بعد تهاطل أمطار عاصفية على المدينة والتي أدت إلى إلحاق أضرار بمنازل السكان وبالبنية التحتية "الهشة" بهاته الأحياء التي توصف بأحزمة البؤس. وأرغم عمال شركة النظافة المكلفة بجمع النفايات بالمدينة العتيقة بفاس، شاحنة تابعة لمقاطعة جنان الورد على إفراغ حمولتها من الأزبال بمنطقة باب الخوخة، حيث تجمع عشرات المواطنين للاحتجاج على تراكم الأزبال بمختلف أزقة وشوارع المنطقة. ورغم حضور رئيس المقاطعة عبد السلام البقالي إلى عين المكان واشرافه على كنس الأزبال المتراكمة، فإن العمال المضربين أكثر من 4 أيام وضعوا حاجزا بشريا أمام الشاحنة للحيلولة دون تحركها إلى حين إفراغ حمولتها وسط الطريق المؤدية إلى المحطة الطرقية باب بوجلود. ويخوض عمال النظافة التابعين للشركة المكلفة بجمع الأزبال بالمنطقة، إضرابا متواصلا احتجاجا على عدم صرف رواتبهم لأكثر من شهرين، وطرد بعضهم بشكل تعسفي، وعدم تجديد عقد عمل البعض الآخر، وحمل العمال المحتجون المسؤولية لحميد شباط عمدة المدينة الذي يقولون "أنه هو الذي تكلف بتشغيلهم بالشركة المذكورة خلال الانتخابات الماضية، مقابل 1300 درهم شهريا". وبالإضافة إلى تراكم الأزبال، احتج سكان أحياء الجنانات وباب الخوخة وباب الفتوح وسيدي بوجيدة، على عدم تدخل السلطات المحلية والمنتخبون، للتخفيف من آلامهم التي خلفتها الفيضانات التي ضربت المنطقة مساء أمس الأربعاء. وقال بعضهم إن الفيضانات تسببت لهم في خسائر مادية جسيمة، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي منذ يومين، وتلوث الماء الصالح للشرب، في الوقت الذي تحولت دروب وأزقة تلك الأحياء إلى مستنقعات وبرك مائية، دون أن تحرك الجهات المسؤولة أي ساكن. ويشار، إلى عدة أحياء بما فيها الأحياء الراقية، عرفت حدوث فيضانات نتيجة الأمطار العاصفية التي تهاطلت مساء أمس على مدينة فاس، بما في ذلك شارع الحسن الثاني أحد أكبر شوارع المدينةالجديدة، والذي تحول إلى بحر عائم، وساحة الأطلس وأحياء بنسودة معقل شباط، وحي عوينات الحجاج، وأحياء الجنانات.