أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ارتفاع عدد قتلى سوريا ليوم يوم الأربعاء 4 أبريل 2012 إلى 101، في وقت تواصل القصف العنيف لجيش النظام على حمص وإدلب. وقالت الهيئة في بيان: إن القوات السورية واصلت قصف أحياء مدينة حمص القديمة وبلدتي تلبيسة والرستن في ريف حمص وبلدة الزبداني في ريف دمشق. وأضافت أن إدلب وحدها شهدت سقوط 43 قتيلا على الأقل معظمهم في تفتناز، وأن هناك آخرين تحت الأنقاض بالمدينة لا يزال مصيرهم مجهولا. وفي حمص سقط 33 قتيلا بينهم سيدة وأربعة أطفال وعائلة في الرستن، كما سقط في ريف دمشق 15 شخصا بينهم ثلاث عائلات نتيجة سقوط بناء كليًّا إثر القصف في بيت سحم، وبين القتلى طفلان وامرأتان. في غضون ذلك، ذكر ناشطون أن الاتصالات الأرضية والجوال انقطعت في مناطق ريف حلب الشمالي فجر أمس الخميس وذلك تزامنا مع تحركات عسكرية كبيرة. وأضاف الناشطون أن طائرات النظام قصفت فجر أمس بلدات عندان وحريتان وحيان في ريف حلب. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أفادت في وقت سابق أول أمس، أن قوات النظام استخدمت الطائرات المروحية العسكرية الهجومية التي أقلعت من مطار تفتناز العسكري بإدلب الواقع جنوب البلدة، وجرت اشتباكات عنيفة وقتال شوارع ساعات طويلة بين تلك القوات ومجموعات من عناصر الجيش الحر المسيطرة على البلدة. «المنازل المحروقة».. وأدت الاشتباكات إلى سقوط العشرات وغالبيتهم من المدنيين، وإحراق عشرات المنازل، وتمكن عناصر الجيش الحر من إحراق عدة دبابات. في الأثناء، وجّه مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن اتهامات للميليشيات السورية النظامية باعتماد «سياسة المنازل المحروقة» في المناطق التي تشهد احتجاجات وانشقاقات. وفي حديث لوكالة «فرانس برس»، قال مدير المرصد: «لقد سجّلنا حالات حرق منازل لناشطين في الحراك الثوري أو لعناصر في المجموعات المسلحة المنشقة في درعا وحمص وريف حماة وجبل الزاوية في ريف إدلب». واستبعد عبد الرحمن أن تكون هذه التصرفات فرديّة لأنّها يوميّة وفي المناطق التي يجري اقتحامها كافة. وقال: «حالات حرق المنازل المسجّلة لدى المرصد بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر، وارتفعت وتيرتها في شهري فبراير ومارس». وأضاف مدير المرصد السوري: «هذه العمليات تترافق في كثير من الأحيان مع نهب محتويات المنازل وتحطيم محتويات المحال التجاريّة التي يملكها ناشطون». وأردف: «في بعض المناطق لم تسلم حتى الحيوانات العائدة لأصحاب هذه المنازل من الاستهداف والقتل». وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قد حملت المجتمع الدولي «المسؤولية الكاملة عن المجازر» التي ترتكبها قوات بشار الأسد في سوريا، داعية إلى «حظر جوي ومنطقة عازلة وتسليح الجيش الحر». وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين لوكالة فرانس برس: «نحمِّل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر بسبب تأخرهم في الضغط على النظام ومنع تسليح الجيش الحر حتى الآن». وقال سعد الدين ردًّا على سؤال حول المهلة التي أعطاها نظام بشار الأسد للمبعوث الغربي العربي المشترك إلى سوريا والمحددة في العشر من الشهر الجاري لسحب المعدات العسكرية من المدن التي تتعرض للقصف والتدمير والقتل: «إن خطة كوفي أنان إذا لم تطبق فورًا فإن ذلك سوف يعطي النظام فرصة جديدة في استمرار القتل». اتهام أمريكا .. دوليا، طالبت المندوبة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس، ليل الثلاثاء/الأربعاء، مجلس الأمن الدولي بالتحرك “السريع جداً والصارم”، إذا لم يف النظام السوري بوعوده بسحب قواته من المدن قبل العاشر من أبريل. وأكدت أن بلادها لا تزال تشكك في رغبة الرئيس بشار الأسد في تطبيق خطة الوسيط كوفي عنان. إلى ذلك، اتَّهمت ائتلافات ثورية سورية الولاياتالمتحدة بالعمل لمصلحة «إسرائيل»، حيث إنَّ لهجتها غير حاسمة في التعامل مع نظام بشار الأسد مثلما كان الوضع عليه من قبل في التعامل مع دول الربيع العربي الأخرى، مفسِّرة ذلك بأن الأسد كان يحمي «إسرائيل». ووصف إسماعيل الخالدي المتحدث باسم ائتلاف القبائل السورية، وهو أحد مكونات المجلس الوطني السوري، التحرك الأمريكي لما يجري في سوريا بأنه «غامض ومتذبذب». ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية عن الخالدي أنَّهم يشعرون بأنه ليس هناك خط معيّن لأمريكا في الأزمة السورية، كما أنَّ لهجتها لا تبدو حاسمة، بمثل ما كانت عليه في الأزمتين المصرية واليمنية على سبيل المثال. وأكَّد الخالدي، بأنَّ «إسرائيل» التي ترتبط مع نظام الأسد باتفاقية فكّ الاشتباك الموقعة في 31 ماي 1974، هي المحرك الأساسي للموقف الأمريكي والأوروبي كذلك. كما أشار إلى أنَّ تحركات واشنطن مرهونة بقرار صهيوني لا يزال غير مكتمل النضج، وفي انتظار تأمين «البديل» الذي يمكن أن يسير بالأمور مع الكيان الصهيوني كما كانت عليه أيام الأسد الذي وصفه بأنّه «الحامي الحقيقي» لها، مؤكدًا أنَّ واشنطن مستعدة لإسقاط الأسد، ولكنها تنتظر إشارة «إسرائيل».