قالت بعض المصادر إن أهالي السعوديين الثلاثة، الثبيتي والعميري والغامدي، المدانين في قضية الخلية النائمة، فقدوا الاتصال بمعتقليهم منذ ليلة الجمعة الماضي، ليلة حدوث الانفجارات التي استهدفت عدة مواقع بمدينة الدارالبيضاء، ويتساءل الأهالي عن مصير السعوديين، وقاموا بعدة اتصالات بالسفارة السعودية لمعرفة ما يجري، ويحتمل أن تكون التحقيقات قد شملت هؤلاء المعتقلين، نظرا لأنه سبق للقضاء المغربي أن أدانهم بتهمة تكوين عصابة إجرامية، بناء على وجودهم بأفغانستان وارتباطاتهم بتنظيم القاعدة. ووعد وزير العدل المغربي الرأي العام بنشر التفاصيل والنتائج التي توصلت إليها الضابطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة، في ما يخص الجهات التي كانت وراء انفجارات الدارالبيضاء يوم الجمعة الماضي، وأوضح الوزير أن هناك خيوطا تدل على أن الانتحاريين لهم ارتباطات مع مجموعة تطلق على نفسها اسم "الصراط المستقيم"، وقال الوزير إن هذه المعلومات جاءت بناء على إلقاء القبض على أحد منفذي عمليات الدارالبيضاء، الذي كشف عن خلية تتكون من 14 شخصا، هي التي قامت بتنفيذ العمليات الانتحارية. وحسب التصريحات الرسمية فإن التحقيقات توصلت إلى معرفة هوية ثمانية أشخاص، وأنه تم العثور بمنزل أحد المشتبه فيهم على بقايا مواد تستعمل في تصنيع قنابل تقليدية بالإضافة إلى وجود عبوة ناسفة، وحسب بعض الصحف الصادرة أمس تحدثت عن إلقاء القبض على شخص يدعى أنه حاصل على الإجازة في الفيزياء والكيمياء، وقام بمساعدة الانتحاريين بوضع القنابل المتفجرة التقليدية. ولوحظ يوم الأحد الماضي أن فريقا من المحققين الفرنسيين والإسبانيين التحقوا بالأماكن التي حصلت فيها التفجيرات الأخيرة، وبدؤوا القيام بأعمال التفتيش وجمع المعطيات المادية عن تلك الأماكن، وحسب بعض المصادر فإن عمليات التحقيق تواجهها صعوبات كثيرة، منها صعوبة التعرف على جثث الانتحاريين ومواد صنع المتفجرات. وللتذكير فإن محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، بتاريخ 14 يناير الماضي، استبعدت فكرة وجود جماعة اسمها "الصراط المستقيم". وأدانت المتهمين بقتل المواطن المغربي "فؤاد القردودي: بناء على تهم مثل القتل العمد والضرب والجرح والنصب وغيرها من التهم، وقد سبق أن اعتقلت الشرطة القضائية 14 متهما بسيدي موسى بالدارالبيضاء، وقدمتهم للعدالة في إطار جماعة تدعى "الصراط المستقيم" تريد تغيير المنكر باستعمال العنف، قامت برجم "فؤاد القردودي" بناء على فتوى أصدرها زعيم الجماعة، المسمى "الميلودي زكرياء"، ويذكر أيضا أن ملفات ما يسمى ب "السلفية الجهادية" و"الهجرة والتكفير" معروضة الآن على القضاء المغربي، وأن بعضها ما زالت التحقيقات جارية بشأنه. مسلسل التحقيقات والمتابعات القضائية انطلق منذ شهر ماي الماضي، حينما تم اعتقال ما سمي "بالخلية النائمة" وإدانة عشرة متهمين فيها بالسجن ما بين عشر سنوات وستة أشهر، وينتظر بعد انتهاء أعمال الشرطة القضائية أن يعرض المشتبه في تنفيذ عمليات الدارالبيضاء، الأخيرة على النيابة العامة ومباشرة قضاء التحقيق تحقيقاته من أجل إحالة الملف على أنظار المحكمة. عمر قدور