تم نقل في بداية الأسبوع الجاري السعوديين الثلاثة زهير الثبيتي وهلال العسيري وعبد الله الغامدي من سجن عكاشة بالدار البيضاء إلى السجن المركزي بالقنيطرة، وهو أول نقل يطال هؤلاء السعوديين منذ أن أدانتهم محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بعشر سنوات سجنا نافذا في قضية ما سمي ب"الخلية النائمة لتنظيم القاعدة بالمغرب". وحسب تصريح ل"التجديد" للأستاذ توفيق مساعف، محامي السجناء الثلاثة، فإن قرار نقلهم إلى القنيطرة جاء كنوع من العقاب على عدم استجابتهم لبعض الأجهزة المغربية التي تريد الحصول منهم على معلومات خاصة. وقال مساعف إن السعوديين الثلاثة سبق لهم أن طالبوا بنقلهم إلى السجن المدني بسلا لتقريبهم من أصهارهم وزوجاتهم المغربيات، وكذلك لفك العزلة عنهم وتخفيف معاناتهم داخل سجن عكاشة. وحول طبيعة هذه المعاناة صرح مساعف، أنه رغم صدور حكم الإدانة في حقهم، مازالوا محرومين من التغذية الملائمة والأفرشة المناسبة والشروط الصحية للتهوية والنظافة، بالإضافة إلى منعهم من استعمال وسائل الإعلام السمعية والبصرية والقراءة، وحبسهم في زنازن منفردة، مما يخالف القوانين المعمول بها في هذا المجال. وحسب مصادر مطلعة فإن كل من الثبيتي والعسيري والغامدي نقلوا إلى السجن المركزي بالقنيطرة، ونقلت معهم كذلك معاناتهم حيث تم وضعهم مرة أخرى داخل زنازن منفردة مع تضييق الخناق على زائريهم. وفي اتصال هاتفي بزوجة الثبيتي، بهيجة هيدور، أكدت أنها محرومة من رؤية زوجها بسجن القنيطرة، كما أن أخباره انقطعت عنها. وتضيف بهيجة أن إدارة السجن اشترطت عليها لزيارته أن تدلي بوثيقة زواجه منها، وهو الأمر الذي يتعذر عليها، لأن السلطات المغربية مازالت تحتجز بطاقتها الوطنية، كما أن السلطات المحلية ترفض منحها شهادة السكنى لإنجاز بطاقة جديدة. وهو الأمر نفسه الذي أكدته نعيمة هارون، زوجة هلال العسيري، حيث منعت من زيارة زوجها إلا بإدلائها بعقد الزواج. وتقول نعيمة هارون إن نسخة الحكم والبطاقة الوطنية وجواز السفر كلها مازالت محجوزة. وللإشارة فقد سبق لغرفة الجنايات بالدار البيضاء أن أصدرت حكما بضرورة إتمام إجراءات الزواج بين السعوديين المذكورين والمغربيتين، وفي 19 فبراير برأت ساحتهم من تهمة الفساد التي اتهموا من أجلها. وللتذكير فإن معاناة السجناء السعوديين استمرت من يوم اعتقالهم، حيث أعلنوا في وقت سابق عن إضرابهم عن الطعام احتجاجا عن المعاملة السيئة التي يتلقونها داخل سجن عكاشة. ومن جهة أخرى فقد اعتصمت أقرباء السجناء أمام سجن عكاشة قرابة 42 يوما، احتجاجا أيضا على منعهم من زيارة نزلاء السجن وتشديد إجراءات التفتيش على كل ما يودون إهداءه إلى ذويهم. وقد سبق أيضا لدفاع السعوديين أن بعثوا عدة شكايات إلى جهات رسمية ومنظمات حقوقية من أجل تمتيع السجناء بحقوقهم المشروعة. وللتذكير أيضا فقد أدين السعوديون بعشر سنوات سجنا لتكوينهم عصابة إجرامية، وبرأتهم المحكمة من تهمة محاولة تخريب إرهابي لبعض المصالح الأجنبية والمغربية، انطلاقا من انتمائهم لتنظيم "القاعدة العالمي". عمر العمري