عمّ الإضراب معظم أحياء العاصمة السورية دمشق، استجابة لدعوة العصيان المدني التي أطلقها ناشطو الثورة السورية، على الرغم من انتشار دوريات الشرطة وميليشيا «الشبيحة» في حي المزة، لمنع تكرار الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد، تزامناً مع سحب مصر سفيرها من دمشق احتجاجاً على حملة القمع التي يواصلها النظام السوري ضد شعبه. وقال ناشطون معارضون إن قوات الأمن كثفت وجودها لمنع تحول جنازة إلى تظاهرة مناهضة للأسد. وأضافوا أن 15 شاحنة خفيفة تقل قوات الأمن و«الشبيحة» طوقت الجنازة. ولقي عصيان مدينة دمشق الذي دعا له الناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي، استجابة كاملة في بعض الأحياء مثل جوبر وبرزة والقابون وكفرسوسة والقدم والعسالي، حيث فرغت الشوارع من المارة، وأغلقت المحال، وامتنع الطلاب عن الذهاب إلى المدارس والجامعات، فيما شهد حيا المزة والميدان إضراباً بنسبة تقارب 80 ٪. عربياً، تبادلت سوريا ومصر قرارات باستدعاء سفيريهما، واستدعت دمشق سفيرها يوسف أحمد، في رد سريع على قرار القاهرة سحب سفيرها شوقي إسماعيل، وإبقائه في مصر حتى إشعار آخر. وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية عمرو رشدي أن الحوار بين مصر والنظام السوري وصل إلى مرحلة عدم الثقة. وقال إن مصر ستواصل إجراءات الضغط تجاه سوريا، مشيراً إلى أن سحب السفير ترجمة لرد فعل الرأي العام المصري، واستجابة لنبض الشارع. على الأرض، قتل 24 شخصا برصاص الجيش والأمن في سوريا، أول أمس، معظمهم في إدلب وحمص. وقالت لجان التنسيق المحلية إنه قتل 23 شخصا، بينهم سيدتان، منهم تسعة في إدلب وعشرة في حمص, بينما قتل شخص واحد في كل من درعا ودير الزور وحماة وريف دمشق. وقدمت الهيئة العامة للثورة السورية حصيلة مقاربة للحصيلة التي أوردتها لجان التنسيق، بيد أنها قالت: إن عدد القتلى 24. وقالا: إن من بين القتلى في إدلب النائب العام في المحافظة نضال غزال والقاضي محمد زيادة ومحامياً وطبيباً, إضافة إلى ثلاثة أفراد من عائلة واحدة. وتبادل الناشطون والسلطات السورية الاتهامات بشأن المسؤول عن مقتل النائب العام والقاضي، ففي حين نسبت السلطات حادثتيْ الاغتيال إلى مجموعات مسلحة, اتهم ناشطون السلطات بتصفيتهما. وأكد ناشطون مساء أول أمس مقتل شخصين في قصف للقوات السورية على حيّيْ كرم والزيتون وباب السباع بحمص. وفي حمص أيضا, شهد حي بابا عمرو قصفا متقطعا, في حين قتلت سيدة برصاص الأمن في بلدة السخنة ببادية المحافظة. وتحدث ناشطون عن إطلاق نار في حي السكري بحلب أوقع جرحى. وتشهد دمشق حالة من الانتشار الأمني والعسكري الكثيف خشية الاحتجاجات والعصيان المدني.