حل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله وأيده ، بعد ظهرأول أمس (السبت) بمدينة الدارالبيضاء .وإثر وصول جلالته الى مقر إقامته ترأس ، حفظه الله، جلسة عمل خصصت لبحث تداعيات الأحداث الإرهابية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء مساء الجمعة الماضي . وخلال جلسة العمل هذه جدد صاحب الجلالة تعليماته السامية بتقديم المساعدات الضرورية للجرحى والمصابين ضحايا هذه العمليات الإجرامية وضمان الأمن والسكينة لمدينة الدارالبيضاء وساكنتها حتى تستأنف الحياة سيرها الطبيعي المعتاد. حضر هذه الجلسة السادة مصطفى الساهل وزير الداخلية وفوءاد علي الهمة وزير منتدب بالداخلية والجنرال حسني بنسليمان قائد الدرك الملكي وحفيظ بنهاشم المدير العام للأمن الوطني والجنرال حميدو العنيكري المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني والجنرال أحمد الحرشي المدير العام للمديرية العامة للدراسات والمستندات . وعلى صعيد ردود الفعل الدولية أدان الرئيس الأمريكي جورج بوش بشدة الأعمال الإرهابية التي حصدت حياة العديد من الأبرياء الجمعة بالدارالبيضاء مقدما باسم الشعب الأمريكي تعازيه لأسر الضحايا كما أعرب عن أمله في الشفاء العاجل للجرحى. وقال الرئيس بوش في بلاغ نشره البيت الأبيض مساء السبت الأخير إن هذه الاغتيالات تظهر مرة أخرى بأن الإرهاب ليست له حدود مذكرا بأن مدينة الدارالبيضاء معروفة بالتسامح الذي يسود طوائفها الدينية والإثنية المتنوعة. ولاحظ الرئيس بوش بأن هذه الأعمال تظهر بأن الحرب ضد الإرهاب يجب أن تتواصل ملاحظا بأن المغرب يعتبر صديقا مقربا من الولاياتالمتحدة معربا عن دعم الحكومه الأمريكية للمملكة المغربية من أجل المساعدة على تحديد المسوءولين عن هذه الاعتداءات لإحالتهم على العدالة . كما اعتبر كاتب الدولة الأمريكي المساعد في الدفاع بول وولفوويتز أول أمس السبت أن الاعتداءات التي استهدفت الدارالبيضاء لم تكن للأسف مفاجئة .ونقلت وكالةأسوشيت بريس تصريحا لوولفوتيز أدلى به لوسائل الإعلام المقدونية قال فيها إن تلك الاعتداءات تبرهن على أن الإرهابيين مايزالوا حاضرين بقوة وأنهم يشكلون خطرا. وعلى صعيد آخر صرحت السلطات الأمريكية بأنها ستساعد السلطات المغربية على وضع اليد على الذين يقفون وراء هذه الاعتداءات. وأشار كاتب الدولة الأمريكي المساعد في الدفاع إلى أن اليبت الأبيض كان قد أدان هذه الاعتداءات. وعلى صعيد آخر قال الناطق باسم وكالة التحقيقات الأمريكية إف بي آي إن هذه الأخيرة مستعدة لتقديم مساعدتها إذا طلبت السلطات المغربية منها ذلك. أما وزير الخارجية الإيراني السيد كمال خرازي فندد يوم السبت الأخير بالأعمال الإرهابية التي وقعت الليلة بالدارالبيضاء وقال إن مثل هذه الممارسات البغيضة واللإنسانية تتناقض مع جميع المبادىء البشرية ولا يمكن تبريرها وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي قد وصف قبل ذلك تلك التفجيرات بأنها ممارسات إرهابية تتنافى مع كافة التعاليم الإلهية وتتناقض مع جميع المبادىء البشرية وتعد ظاهرة بغيضة لا يمكن تبريرها أيا كان الذي قام بها ومهما كان السبب وراءها . وعلى الصعيد الوطني أكد السيد سيرج بيرديغو الكاتب العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب ووزير سابق أن الهجمات الارهابية التي نفذت ليلة الجمعة بالدارالبيضاء ركزت على أهداف كلاسيكية أراد من خلالها الإرهابيون إدخال المغرب في دوامة الإرهاب الدولي، وسجل السيد بيرديغو أنها المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذه الاعتداءات في المغرب، وهذا أمر غريب تماما عن الثقافة المغربية مشيرا إلى أن الإرهابيين لن تتاح لهم حرية التحرك، وهم داخل المجتمع المغربي وقال إن ذلك سيحدث رد فعل لدى جميع المغاربة من أجل ضبط منفذي هذه الهجمات، في وقت قريب، إذا كانوا مايزالون على قيد الحياة . وبالدارالبيضاء، وفي مبادرة إنسانية نبيلة قام مكتب منتدى الزهراء للمرأة المغربية رفقة وفد من منظمة تجديد الوعي النسائي بزيارة تفقدية لضحايا الاعتداءات الشنيعة الأخيرة في مستشفى ابن رشد. وتمت هذه الزيارة مباشرة بعد إعلان المنتدى عن تأجيل مائدته المستديرة التي كان مقررا عقدها بتنسيق مع شعبة الدراسات الإسلامية يوم السبت الأخير حول "وضعية المرأة المغربية بين المقاربة القانونية والمقاربة الشمولية". والزيارة المذكورة قدم المنتدى تعازيه الحارة لأهالي للمفقودين ودعائه بالشفاء العاجل للمجروحين.