أثار قرار السلطة الفلسطينية تعليق تنفيذ قرار المحكمة الفلسطينية الاثنين، بالإفراج عن أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، المعتقل في سجن فلسطيني في مدينة أريحا تحت حراسة أمريكية وبريطانية ، اسنكارا واسعا وخيبة أمل لدى عدد من الفصائل الفلسطينية، ورأى بعضها أن القرار الفلسطيني تم بضغوطات أمريكية وإسرائيلية، مطالبين بحق سعدات في الحرية والأمان. وفي الوقت ذاته رأى فلسطينيون مقربون من حركة فتح أن القرار داخلي، وجاء حفاظا على حياة سعدات. الجبهة الشعبية: ضغوطات أمريكية فقد انتقد "عبد العليم دعنا" أحد قيادي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مدينة الخليل، قرار القيادة الفلسطينية متهما إياها بتلبية مطالب أمريكية وإسرائيلية. وقال ل (التجديد): أعتقد أن ضغوطات أمريكية وإسرائيلية هائلة مورست على القيادة الفلسطينية لإجبارها على عدم تنفيذ قرار المحكمة الفلسطينية بالإفراج عن الأمين العام أحمد سعدات. ومعروف أنه من وجهة النظر الأمريكية يعتبر سعدات إرهابي وقاتل ويجب سجنه. ووصف دعنا دعوات وخطوات الإصلاح التي تقوم بها السلطة بأنها "مجر ذر للرماد في العيون"، وقال: أعتقد أن السلطة الفلسطينية تعرض الإصلاحات لمجرد ذر الرماد في العيون، وليس من المعقول أن تبقى شخصيات مسؤولة عن الفساد في مرحلة الإصلاح، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، يجب أن يشمل الإصلاح أعلى هرم السلطة وحتى القاعدة وأصغر موظف وتابع: أعتقد أن سجن سعدات تم بصفقة أفضت إلى فك الحصار عن الرئيس ياسر عرفات، أما رواية الحفاظ على حياة سعدات بعدم الإفراج عنه فهذه رواية لا يصدقها أحد، لان الجبهة الشعبية قادرة على حماية أمينها العام، واستطاع قاتل زئيفي الإفلات من أيدي الاحتلال مدة طويلة، حتى اعتقلته السلطة وحاكمته. واعتبر دعنا أنه "ما دامت السلطة الفلسطينية موجودة، لا يمكن الفصل بين السلطات القضائية والتنفيذية والتشريعية". وأضاف: يجب أن يكون هناك فصل بين السلطات واحترام للقضاء. حماس: خيبة أمل ورفضت حركة حماس هي الأخرى قرار القيادة الفلسطينية معتبرة أيه "ترجمة للضغوطات". وقال الشيخ حسن يوسف أحد قياديي حركة حماس في الضفة الغربية أنه "لا شك في وجود ضغوطات كبيرة على السلطة ترجمت بردة فعل القيادة الفلسطينية على قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية، وهو عدم الإفراج عن سعدات". وتابع يوسف في حديث ل (التجديد): "شكل رفض قرار المحكمة خيبة أمل كبيرة في الشارع الفلسطيني الرافض لفكرة الاعتقال السياسي أو الاعتقال لمقاومة الاحتلال". وأضاف: قرار عدم التنفيذ يأتي نتيجة ضغوطات، ومتطابقا مع الرؤية الإسرائيلية المرفوضة، فلا يجوز في ظل الحديث عن الإصلاح، والمصادقة على استقلال القضاء ألا ينفذ قرار المحكمة العليا. وتساءل يوسف: إذا كانت السلطة التنفيذية هي التي هي تدعو لتنفيذ الإصلاحات، وفي الوقت ذاته لا تنفذ، فكيف ستكون الإصلاحات المزعومة؟ ومن سينفذها؟! وقال: هذا القرار وضع السلطة التنفيذية على المحك، ووضعها في اختبار صدق التزامها بالقرارات المتعلقة باستقلال القضاء. وحول إذا ما كان يتوقع صدور قرارات مماثلة مستقبلا، قال يوسف: لا أعتقد أن قرارا مماثلا سيصدر، وفيما يتعلق بقتلة زئيفي فقد حوكموا، وهنا من الصعب إعادة محاكمتهم. ولكن نود هنا أن نطالب بالإفراج عن ثلاثة عشر فلسطينيا من حركة حماس معتلقون لدى السلطة في غزة. أما عما إذا كان يعتقد بوجود صفقة تم بموجبها فك الحصار عن عرفات مقابل سجن سعدات قال يوسف: لا أريد أن أكون منجما، ولكن هناك مؤشرات وتقارير صحفية لا ندري مدى مصداقيتها تتحدث عن أشاء من هذا القبيل، وما يدل على أن شيئا ما يحدث هو الإملاءات والضغوطات المستمرة في ظل العدوان، ومجيء الوفود التي تركز على الأمن، وتريد حلا للجلاد على حساب الضحية.. كلهم يأتون في ظل العدوان..هذا مؤشر سلبي على مستقبل القضية الفلسطينية. دودين: الاعتقال كان خطيئة من جهته رأى أحمد شاكر دودين، المحسوب على حركة فتح رغم مخالفته لسياسة السلطة، وأحد الموقعين على وثيقة العشرين عام 1999، التي طالب الرئيس الفلسطيني بإنهاء الفساد قرار السلطة بأنه"صائب" رغم تأكيده على أن "اعتقال سعدات كان خطأ فادحا، بل خطيئة". وأضاف متحدثا ل(التجديد): الإفراج عن سعدات في هذه الظروف يعرض حياته للخطر، والموقف حرج جدا، وأرى أن السلطة حريصة على سلامتهم". وقال: حقيقة ليس هناك ضمانات لحياة سعدات، ويجب أن يكون هناك مساع وضمانات دولية للإفراج عنه وتنفيذ قرار المحكمة، يجب أن يتمتع سعدات بحرية التنقل والحركة. ولا يتوقع دودين أن يحدث للمعتقلين الأربعة من الجبهة الشعبية كما حدث لسعدات، موضحا أنهم "سينالون حكما باعتبار أنهم "إرهابيين" حسب الوصف الأمريكي، والسلطة اعتبرتهم كذلك وفقا لوجهة النظر الأمريكية والإسرائيلية ولا يمكن الإفراج عنهم. ويعتقد دودين أن اعتقال سعدات وأربعة آخرين في سجن فلسطيني بحراسة أمريكية بريطانية هو "عبارة عن صفقة مقابل فك الحصار عن عرفات". وتابع: الأصل أن تبذل السلطة جهودا لضمان أمن وسالمة سعدات والإفراج عنه، سواء عن طريق الولاياتالمتحدة أو عنان..أو غيرهم. فلسطين- عوض الرجوب