أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذكرى الرابعة لاستشهاد أمينها العام أبو علي مصطفى ونظمت عددا من المهرجانات الحاشدة في رام الله ونابلس وجنين، حضرها وزراء ونواب وممثلون عن القوى والفصائل الوطنية والإسلامية. ففي رام الله اتهم احمد عبد الرحمن المستشار للرئيس محمود عباس سلطات الاحتلال بمحاولة أضعاف وإحباط الانتفاضة الجماهيرية باغتيالها القيادات التي تقف في الصفوف الأولى دفاعا عن الحرية. وقال عبد الرحمن إن حكومة شارون اغتالت أبو علي مصطفى وهو في بؤرة العمل والحدث يواصل الليل بالنهار لتعزيز وتعميق الانتفاضة. لكنه استدرك قائلا "إلا أن اغتياله لم يحقق مآرب الاحتلال الإسرائيلي، بل زادت الانتفاضة اشتعالا وتعاظم الرد الوطني على جرائم الاحتلال ووحشيته وأبدع شعبنا العظيم الأشكال النضالية". من جهته طالب الشيخ حسن يوسف القيادي في حركة حماس بالإفراج عن الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات وكافة الأسرى، مشددا على أهمية الوحدة ورص الصفوف في مواجهة أخطار المرحلة المقبلة وعبر عن قلقه إزاء مصير الضفة والقدس. مؤكدا أن المجازر الأخيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال هي رسالة لمن يطالب بنزع سلاح المقاومة. وفي نابلس أقامت الجبهة الشعبية مهرجانا حاشدا في ميدان الشهداء سبقته مسيرة جماهيرية انطلقت من شارع فلسطين بمشاركة ممثلي القوى والمؤسسات المختلفة إلى جانب عدد من المسلحين من كتائب أبو علي مصطفى الذين أطلقوا الرصاص في الهواء إكراما لروح الشهيد وكافة شهداء فلسطين. وعلقت في ساحة المهرجان الأعلام الفلسطينية والرايات الحمراء وصور الشهيد أبو علي مصطفى وشهداء آخرين إلى جانب صور مؤسس الجبهة الدكتور جورج حبش والأمين العام الحالي للجبهة احمد سعدات ونائبه عبد الرحيم ملوح، كما رفع المشاركون اللافتات ورددوا الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال والممجدة لأرواح الشهداء. من جهته أكد سعدات في كلمة له عبر الهاتف على تمسك الجبهة بالحقوق الوطنية الثابتة والراسخة للشعب الفلسطيني. وقال إن المقاومة هي التي أرغمت شارون على تفكيك المستوطنات في غزة، مشيرا إلى أن هذا الانسحاب له دلالات عميقة، محذرا من أن استمرار سيطرة إسرائيل على المعابر في غزة ومياهها الإقليمية سيحولها إلى سجن كبير وبالتالي لا يمكن الحديث في الوضع القانوني عن "تحرير". وشدد الأمين العام على ضرورة بناء البرنامج الوطني الموحد وتنفيذ ما اتفق عليه في القاهرة. وفيما يتعلق بالانتخابات قال سعدات انه ينبغي وضع كل الآليات التي تضمن نزاهة الانتخابات باعتبارها خيارنا لترتيب البيت الداخلي وطريقنا إلى التغيير الديمقراطي الحضاري. وألقى محافظ نابلس محمود العالول كلمة بالنيابة عن الرئيس محمود عباس حيث أشاد فيها بمواقف الشهيد أبو علي مصطفى وبفكره الذي شكل على الدوام مدرسة نضالية هامة. كما أشاد بصمود الشعب الفلسطيني وصلابة إرادته في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، وأضاف "أن استمرار الصمود يتطلب إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتمتين الوحدة الوطنية استعدادا لكل ما هو قادم خاصة في ظل مؤشرات تدل على استمرار الصراع مع الاحتلال". وقال إن الانسحاب الإسرائيلي من غزة ومن بعض المستوطنات في شمال الضفة لم يكن منة من إسرائيل وإنما هو جزء من الحق الفلسطيني المسلوب. وألقى احد قادة كتائب أبو علي مصطفى كلمة أكد فيها على خيار المقاومة مشيرا إلى أن البندقية هي التي أرغمت إسرائيل على الخروج من غزة، مشيرا إلى أن التزام الجناح العسكري للجبهة بالهدنة لا يعني التزام الصمت وعدم الرد على جرائم الاحتلال. وألقت ممثلة الجبهة الديمقراطية في لجنة التنسيق الفصائلي ماجدة المصري كلمة أشادت فيها بالفقيد الكبير ومواقفه النضالية ووصفت الانسحاب الإسرائيلي من غزة بالانجاز الكبير الذي يجب الحفاظ عليه بشكل حضاري وأكدت على الوحدة الوطنية ورص الصفوف ونبذ الاقتتال الداخلي. داعية السلطة الوطنية إلى الإفراج عن سعدات وكافة رفاقه المعتقلين في سجن أريحا وإغلاق ملف الاعتقال السياسي لصيانة الوحدة الوطنية. عرضا عسكريا، ومهرجانا تأبينا انطلق من أمام مستشفى الدكتور خليل سليمان، شارك به ممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية، وكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، حيث جاب المشاركون شوارع المدينة، ورددوا الهتافات المنددة باستمرار سياسة الاغتيالات والاعتقالات، مؤكدين على استمرار المقاومة حتى دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وألقى محمد كرم ممثل الجبهة الشعبية كلمة عدد فيها مناقب الشهيد أبو علي مصطفى، معاهدا الشهداء على استمرار الجبهة على مواصلة طريق المقاومة حتى دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، كما تطرق إلى مراحل المسيرة النضالية للجبهة الشعبية معددا مناقب قادتها، وطالب السلطة الوطنية بإطلاق سراح احمد سعدات الأمين العام للجبهة، مشددا على ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية والحفاظ على الوحدة الوطنية. للمزيد من المعلومات عن الشهيد أبو علي مصطفى: http://www.kataebabuali.net/sh_am/abuali.htm