استنكرت الفصائل الفلسطينية وأجنحة المقاومة التابعة لها ما تقوم به الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله و حكومتها من اغتيالٍ لقادة كتائب القسام بشكلٍ خاصٍّ وملاحقةٍ للمجاهدين بشكلٍ عامٍّ في قلقيلية، والذي تصاعد وتيرته خلال هذا الأسبوع بشكل لافت، واعتبرت أن ذلك يندرج تحت تطبيق الشق الأمني لـ خارطة الطريق على حساب المشروع الوطني، مع ما يلحقه من صدام وانقسام بالساحة الفلسطينية. مطالبة بمحاكمة المتورطين ففي غضون أسبوع أقدمت أجهزة عباس - فياض على اغتيال القائدين في كتائب القسام محمد السمان ومحمد ياسين والمجاهد عبد الناصر الباشا بعد أن شددت عليهم الخناق في منزل في قلقيلية، تلا ذلك محاصرة المجاهدين محمد حسام عطية وإياد الأبتلي وعلاء دياب المطاردين من قِبل قوات الاحتلال منذ ست سنوات واغتيالهم وتصفيتهم بإطلاق النار عليهم يوم (4-6) في نفس المدينة، كما قامت باختطاف ثلاثة من عناصر الجهاد الإسلامي في مدينة جنين شمال الضفة في نفس التوقيت. وفي هذا الصدد حمَّلت خمسة من فصائل الممانعة الفلسطينية رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس ورئيس وزرائه غير الدستوري سلام فياض المسؤولية الكاملة عن الجريمة النكراء التي ارتكبتها أجهزة عباس - دايتون، والتي أعدمت خلالها ثلاثة من مجاهدي القسام في قلقيلية. وقالت الفصائل خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ عقدته في غزة بتاريخ (4-6): يتحمَّل رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس وفياض المسؤولية المباشرة عن الجرائم النكراء التي ارتكبت في قلقيلية ضد المقاومين . وأكدت الفصائل ضرورة محاكمة قادة أجهزة عباس المتورِّطين في الجريمة البشعة، مطالبين مصر بصفتها الراعية للحوار الفلسطيني بالوقوف عند مسؤولياتها، رافضةً ما يجري في الضفة الغربية من استئصالٍ للمقاومة ولحركة حماس . وضمَّت الفصائل المشاركة في المؤتمر كلاًّ من ألوية الناصر صلاح الدين و الجبهة الشعبية - القيادة العامة و جبهة النضال الشعبي و حركة الأحرار الفلسطينية و طلائع حرب التحرير . سكين التنسيق الأمني حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أكدت من جهتها أن الجرائم التي اقترفتها أجهزة عباس فياض - دايتون في الضفة الغربية استمرارٌ لسياسات تنتهجها السلطة منذ زمن بعيد، لافتة إلى أن هذه السياسة تطال كافة المقاومين في الضفة الغربيةالمحتلة. ولفتت إلى أن ما يتم إنما هو أحد وجوه استحقاقات التنسيق الأمني بما يمثله من خطورة على الإجماع الوطني. ووفقًا لتصريح القيادي في الحركة داوود شهاب الخميس (4-6) فإن الجريمة في قلقيلية دليلٌ على خطورة العقيدة التي بنيت عليها أجهزة أمن السلطة، والتي تتناقض مع المصلحة الوطنية والقومية ، مؤكدًا استمرار التعديات والقمع بهذا الشكل السافر بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ الأمر الذي يستدعي وقفة وطنية وجهدًا مسؤولاً لحماية الإجماع الوطني، وتحصين وحدته التي تذبح اليوم بسكين التنسيق الأمني . لا للتغطية على اغتيال المقاومين واستنكرت كتائب شهداء الأقصى زج بعض الجهات المتساوقة مع المشروع الصهيو - أمريكي باسمها في أحداث قلقيلية، والتي اغتالت فيها أجهزة عباس - دايتون ثلاثة من قادة القسام في المدينة، مشددة على وضوح هدفها المتمثل في كنس الاحتلال وإزالته عبر المقاومة. وشددت الكتائب في بيان صادر عنها على أن طلائعها انطلقت من أجل هدف واضح، وهو كنس الاحتلال وإزالته عبر المقاومة الرديفة للمفاوضات؛ لأن البندقية غير المُسيَّسة قاطعة طريق، ونحن مع المقاومة، ولا علاقة لنا بما يجري من خلافات وملاحقات يتزعمها رئيس الحكومة سلام فياض ويزج باسمنا فيها . وأضافت قائلة: نحن لنا خلافات مع حركة حماس ، لكننا لا نسمح لأحد أن يقوم بتغطية قتل المقاومين في الضفة الغربية وملاحقتهم تحت غطاء اسم كتائب شهداء الأقصى ، وهي التي لا يزال أبناؤها مُغيَّبين في سجون فياض ووزير داخليته الذي باع الرئيس الشهيد ياسر عرفات للمحتل، وتخلى عنه في أصعب الظروف . سلاح شرعي وشريف واعتبرت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري لـ الجبهة الشعبية ما يحدث في قلقيلية إساءة إلى نضال الشعب الفلسطيني ولا يخدم مصلحته، وإنما يخدم الاحتلال الصهيوني ومخططاته، مؤكدة ضرورة وقف التنسيق الأمني المَعيب مع الاحتلال، والتوقف الفوري عن ملاحقة المناضلين. وأكدت الكتائب في بيانٍ لها أن سلاح المقاومة سلاح شرعيٌّ وشريفٌ وطاهرٌ موجَّهٌ إلى العدو الصهيوني، ويجب الحفاظ على قدسيته وعدم تدنيسه أو المساس به . ورأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أن أحداث قلقيلية هو آخر مسمار في نعش السلطة والحوار الذي تريد أن توهم الآخرين بحرصها عليه. فتح ومسؤولية تصحيح المسار وشدد أبو مجاهد الناطق الرسمي لـ لجان المقاومة الشعبية على أن الجريمة الآثمة باغتيال الأبطال المجاهدين برصاص مجموعة الأوباش من أجهزة أمن السلطة -والتي تكرَّرت للمرة الثانية خلال أيام- استخفافٌ بمشاعر الشعب الفلسطيني ومقاومته، وخيانة لله ولرسوله ولفلسطين. وطالب العقلاء في حركة فتح بتصحيح مسار هذه السلطة التي غاصت في وحل التنسيق الأمني حتى أصبح يشرف عليها جنرالٌ أمريكيًّ، وإلا فإن عليها تحديد موقفها من هذه الجرائم التي أصبحت واضحة المعالم والأهداف بالانغماس المشبوه في مخطط تصفية المقاومة في الضفة المحتلة. وكانت حركة حماس اعتبرت ما تقوم به قوات عباس وفياض في قلقيلية إنما هو عدوان بالوكالة . وفي تصريحٍ مكتوبٍ قال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة: إن ما يجري في الضفة الغربية عبارة عن عدوان بالوكالة على حركة حماس تنفذه قوات عباس وفياض؛ مما يُعبِّر عن قمة الانحطاط والانحدار الذي وصلت إليه حركة فتح ، وهذا الهجوم يوضح أن الاحتلال من جهة وقوات عباس وفياض من جهة أخرى وجهان لعملة واحدة؛ فلا فرق بين اليد الصهيونية التي تمعن قتلاً في أبنائنا واليد الفتحاوية التي تقوم بنفس المهمة . ملاحقة واختطاف 15 ألف كادر من حماس وحمَّلت الحركة رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس وحركة فتح تحديدًا مسؤولية جر الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى شلال دماء، مشددةً على أن استمرار العدوان الذي تقوم به أجهزة عباس وحركة فتح على حماس يقضي تمامًا على كل فرص استمرار الحوار أو إنجاحه، ويدمِّر كل ما تم إنجازه في حوارات القاهرة ويقطع كل أحبال التواصل ويُدخل الحوار في طريق مسدود . وكشفت مصادر الحركة في الضفة الغربية أن أجهزة رام الله التابعة لرئيس السلطة محمود عباس والمؤتمرة بإمرة الجنرال الأمريكي دايتون لاحقت قرابة 15 ألفًا من مؤيدي حركة حماس ومناصريها في الضفة الغربية. وذكر النائب محمود الرمحي في تصريح صادر عنه أنه منذ أحداث (14-6-2007) وحتى الآن تم استدعاء 15 ألفًا من المقرَّبين من حماس والتحقيق معهم واختطافهم. وكانت مؤسسات حقوقية أشارت إلى أن أكثر من 600 معتقل سياسي تابعين لحركة حماس موجودون في سجون عباس وموزَّعون على مراكز التحقيق التابعة للأجهزة الأمنية في الضفة الغربية.