أكد الشيخ عدنان عصفور الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية أن الحركة ملتزمة بالهدنة لكنها سترد على الخروقات الإسرائيلية في المكان والقدر المناسبين. وقال عصفور المقيم في مدينة نابلس إن إسرائيل تحاول جر فصائل المقاومة الفلسطينية ودفعها إلى إلغاء الهدنة من خلال خروقاتها اليومية. ونفى عصفور في حديث خاص ب"التجديد" أن تكون الحركة تعمل على تطوير أسلحة من نوع خاص كما تروج الحكومة الإسرائيلية مشيرا إلى أن الأسلحة الموجودة بيد الحركة هي أسلحة تقليدية عادية تكون موجودة عادة بيد أي حركة تحرر في العالم. وشدد عصفور على موقف الحركة الثابت في دعم قضية الأسر وضرورة الإفراج عنهم جميعا دون قيد أو استثناء، مؤكدا رفض الحركة لأية مساومات لنع أسلحتها مقابل إطلاق سراحهم. وفيما يلي نص الحديث كاملا مع الشيخ عصفور الذي تطرق أيضا إلى طبيعة الخروقات الإسرائيلية للهدنة وطبيعة علاقة حركة حماس مع حركة الجهاد الإسلامي خلال فترة الهدنة. عملية نابلس · بداية ما هو تعليق حركة حماس على عملية الاغتيال التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في مدينة نابلس يوم الجمعة؟ هذه عملية إجرامية تضاف لمسلسل الإجرام الصهيوني المتواصل ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وهذه العملية الإجرامية وسقوط الشهداء الأربعة في مدينة نابلس تثبت للعالم صحة توقعات حركة حماس بأن هذا العدو ليس مهيئا لشيء سواء عملية سلمية أو أية محاولات للتهدئة في المنطقة. رد حماس · وهل سترد حماس على هذه العملية؟ يتحمل هذا العدو وحدة مسؤولية وتداعيات كل ما يحدث في المنطقة خاصة أن حركة حماس ظلت ملتزمة منذ إعلان مبادرة الهدنة، وترى أن عليها أن تستجيب لضغوط أبناء المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وترد العدوان وتستأنف عمليتاها الجهادية التحريرية حتى تحرير فلسطين. · ما هي طبيعة الرد المتوقع من قبل حماس؟ الرد سيكون مدروسا ومتوازنا ومناسبا للخروقات الإسرائيلية في المكان والزمان المناسبين، وهذا الأمر متروك أولا للجناح العسكري كتائب عز الدين القسام، وثانيا ببقاء حماس ملتزمة بالهدنة، وسيكون الرد مقدرا وبحجم الخروقات و حسب قانون الفعل ورد الفعل. · لكن ألا تتوقعون تصعيدا من الطرف الآخر (الإسرائيلي) واستمرار عمليات الاعتقال واستئناف الاغتيالات؟ التصعيد الإسرائيلي ليس متوقعا، بل إنه قائم ولم يتوقف رغم أن وتيرته خفت بعض الشيء، ونحن نتوقع أيضا خلال المستقبل كل شيء من الاحتلال الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية. الهدنة وتمديدها · هل لا زالت حركة حماس ملتزمة بالهدنة؟ وما هي القابلية عند الحركة لتمديدها؟ أتوقع الالتزام بالهدنة، وهو غاية ما يمكن أن يطلب من حركة حماس في ظل الخروقات الإسرائيلية، أما أن تمدد فهذا مستبعد، ونحن نرى والعالم كله يرى والجهات المعنية والرسمية والراعية ترى وتتابع ما يقوم به الاحتلال من خروقات دون أن يحرك ذلك ساكنا، وقدمت حماس منذ اليوم الأول للهدنة لكافة الأطراف ذات الصلة سجلا بالخروقات التي يمارسها الاحتلال. زيارة الوفد المصري * هناك حديث عن قرب وصول وفد مصري للأراضي الفلسطينية لتمديد الهدنة، ما حقيقة ذلك؟ نحن نحترم ونقدر أي جهد عربي وأي طرف عربي يسعى من أجل المصلحة الفلسطينية ونحن نقدر ونحرتم الجهد والإخلاص المصري، ونتوقع من الوفد القارئ الجيد لفصول القضية الفلسطينية والخبير في المنطقة أن يوافق الحركة على ردود أفعالها وألا يطلب منها تمديد الهدنة، بل أن يتوجه للخارج ويطالب بضغوط أوروبية وأمريكية على إسرائيل لوقف اعتداءاتها. الخروقات اإسرائيية * ما هو حجم وطبيعة الخروقات الإسرائيلية التي رصدتها حركة حماس؟ سقط منذ إعلان الهدنة 20 شهيدا واعتقل 270 مواطنا، وتمت مصادرة آلاف الدنمات من الأراضي لإقامة الجدار الصهيوني العازل، كما أن بناء المستوطنات مستمر والاعتداءات الإسرائيلية متواصلة والحواجز العسكرية والترابية جاثمة في الشوارع الفلسطينية ولا زال المواطنون يعانون من مآسي التنقلات بين القرى والمدن المختلفة. قضية الأسرى * وما تعليقكم على الإفراج عن عدد قليل من الأسرى، وهل نقل إليكم من أي طرف أن إسرائيل ستفرج عن آخرين؟ هذه الخطو مخادعة ومضللة قامت بها قوات الاحتلال لخداع العالم، خاصة إذا علمنا أن جميع المفرج عنهم انتهت مدة حكمهم وحالات معودة بقي لها شهور لا تتجاوز 5 حالات، هذه حملة علاقات عامة لا أكثر، وحماس لم تنخدع بهذه الخطوة، وتعتقد أن تحرير الأسرى لن يتم إلا بالطريقة المناسبة، ونحن لم نعلم بخطوات خطوات أخرى للإفراج عن أسرى آخرين. العرض الأمريكي * ما حقيقة العرض الأمريكي لحماس بالإفراج عن كافة الأسرى مقابل تفكيك الجناح العسكري للحركة؟ نحن ندد بهذا العرض ونرفضه رفضا قاطعا، ونعتبر نزع سلاح المقاومة مطلب صهيوني تقدمت به الإدارة الأمريكية المتوحلة في مستنقع الحرب في العراق، ونعتبر هذا المطلب مقدمة لنزع سلاح الدول العربية والبقاء على تفوق إسرائيل في المنطقة وتفوقها على الدول المجاورة. · من أبلغكم بالقرار؟ هذا ما سمعناه من وسائل الإعلام دون أن نبلغ به رسميا. تطوير الأسلحة * اتهمت إسرائيل حماس بالسعي لتطوير أسلحة بعيدة المدى تصل مختلف المدن في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948م، ما حقيقة ذلك؟ هذا الوصف المبالغ فيه هدفه إيجاد مبررات لضرب الحركة، وما يجري ترويجه في وسائل الإعلام هو تصوير حماس على أنها قوة عظمى تسعى لتدمير دولة إسرائيل، علما أن ما تستخدمه الحركة هو مجرد أدوات محلية متواضعة كباقي حركات التحرر في التاريخ، ومكوناتها عبارة عن أدوات عادية من الأسواق الشعبية والمحلية. تفكيك البنية التحتية * وما تعليقكم على المدة المحددة للسلطة الفلسطينية وهي شهر أيلول المقبل لحل البنية التحتية "للإرهاب"؟ نحن نتوقع أن يكون هناك ضغوطات من الجانب الأمريكي والإسرائيلي على السلطة الفلسطينية، لكن نحن في ذات الوقت نأمل ألا تقوم السلطة بأية خطوة تضر بالمصلحة والوحدة الوطنية. حقيقة الكل يعرف أن السلطة الفلسطينية أخفقت وفشلت في أن تحقق شيئا للشعب الفلسطيني حتى على مستوى المعتقلين وما جرى من إفراج عن الأسرى كان إهانة للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، نطلب أن تعيد النظر بالمفاوضات العبثية وحسن الظن. * ما هي طبيعة التنسيق في المواقف بينكم وبين حركة الجهاد الإسلامي؟ نتيجة العلاقات الوثيقة بيننا قمنا بإعلان بيان مشترك للهدنة، وهناك الكثير من اللقاءات بيننا لتنسيق المواقف لتعزيز الانسجام والتناغم في المواقف السياسية. الاتصالات مع السلطة * هل من لقاءات حديثة بينكم وبين قيادة السلطة الفلسطينية؟ منذ يومين كان هناك لقاء بين الاخوة في غزة والأخ أبو مازن وتناول اللقاء تقييما للوضع والخروقات الإسرائيلية، كما تم وضع الأخ أبو مازن في صورة الوضع وتحدثنا عن إعادة النظر في الهدنة. وكيف تنظرون إلى جولة محمود عباس في الدلو العربية؟ نحرص كل الحرص أن تكون العلاقة بين الفصائل والشعب من جهة، وبين الدول العربية وحكامها من جهة أخرى علاقة تضامن ووحدة ودعم لنضال الشعب الفلسطيني ومساندته. * هل من إضافة أخيرة؟ نعتقد أن الجانب الصهيوني بخروقاته معني أن يدفع بالفصائل الفلسطينية حتى تعود الحالة إلى يسابق عهدها من التوتر تؤكد على الطبيعية الدموية. فلسطين-عوض الرجوب