حسب تقرير لصندوق النقد الدولي صدر في26 يوليوز2004؛ فإن تحويلات المواطنين القاطنين بالخارج تلعب دورا أكثر فأكثر أهمية بالنسبة للدول السائرة في طريق النمو. فحجم هذه التحويلات يمكن مثلا أن يكون له تأثير ذو أهمية كبيرة على سيولة النظم البنكية كما لها انعكاسها الإيجابي على مالية هذه الدول وعلى حجم نظام الصرف مما يدعم وضعياتها تجاه الخارج. ومن أجل فهم أعمق للأثر الإيجابي للتحويلات على اقتصاديات الدول السائرة في طريق النمو؛ قام البروفسور جاك بوغا-هاجب من قسم آسيا الوسطى والشرق الأوسط في صندوق النقد الدولي، بإنجاز بحث حول تأثير تحويلات المواطنين المغاربة القاطنين بالخارج على اقتصاد بلادهم وحول آفاق ذلك على المدى البعيد. وهكذا أكد بأن المغرب يستقبل من تحويلات مواطنيه بالخارج ما بين ثلاث مليارات إلى أربع مليارات من الدولارات كل سنة. هذه التحويلات تمثل في الوقت الراهن حوالي تسعة في المائة من الناتج الداخلي الخام فيما بلغ أعلى متوسط سنوي لها 5 في المائة خلال العقد الأخير من القرن العشرين، أي مابين 1990 و.2000 وحوالي خمسة وعشرين في المائة من حجم مداخيل التصدير. وتلعب تحويلات المغاربة القاطنين في الخارج؛ وبالخصوص في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا دورا مهما في ميزان الأداءات بالمغرب. بل إن هذه التحويلات قد كان لها تقريبا الفضل في سد العجز التجاري. وللمساعدة على تحليل دوافع المغاربة المقيمين بالخارج لتحويل أموالهم إلى بلادهم الأصلية فإن الباحثبوغا-هاجب يرى أن هناك عدة عوامل لتفسير الظاهرة. أهمها روح الإثار والتضامن لدى المغاربة. وهناك عوامل أخرى منها الارتباط الوثيق بالوطن الذي يدفع هؤلاء إلى العمل على التوفر على ممتلكات أخرى غير مالية في بلادهم مثل العقارات وغيرها من الاستثمارات. ومما يشجع المواطنين القاطنين في الخارج على التحويل إلى بلادهم انخفاض الأثمنة مقارنة مع بلاد الإقامة وهو ما يجعلهم يفضلون تحويل أموالهم من أجل شراء عقارات وغيرها في بلادهم بحيث تصبح لها قيمة أكبر ويستفيدون منها في حال العودة في العيش ميسوري الحال. وعليه فإن هذا الباحث يخلص إلى كون عاملين أساسيين هما اللذان يدفعان المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج إلى تحويل أموالهم إلى بلادهم الأصلية وهما الإيثار والتضامن من جهة والارتباط بالوطن من جهة ثانية. وتشير المعطيات المتوفرة أنه في الوقت الذي يعرف فيه الناتج الداخلي الخام تراجعا فإن التحويلات تعرف ازديادا مضطردا. إبراهيم الخشباني