أوضح المتدخلون في يوم دراسي حول الخط العربي يوم الثلاثاء 10 يناير 2012، أن الخط العربي، فضلا عن قيمته الوظيفية، ينطوي على قيم مختلفة تتنوع بين الجمالية والتجريد والغنى والتنوع والانسجام. وقال نائب رئيس الجامعة حسن أبو عبد المجيد، في كلمة افتتاح هذا اليوم الدراسي المخلد للذكرى الخمسين لتأسيس معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، إن الخط العربي هو الفن الجميل للكتابة العربية التي ساعدت بنيتها وما تتمتع به من مرونة وطواعية على ارتقاء الخط العربي إلى فن إبداعي يتميز بقدرته على مسايرة التطور والتجديد. وأضاف أن الخط العربي يشد الناظر لما يتمتع به من جمالية خاصة وتجريد متميز، وكلها ميزات عرفها في طور مبكر وبصورة راقية مما جعل له مكانة خاصة بين الفنون التشكيلية. من جانبه، اعتبر مدير معهد الدراسات للتعريب محمد بن موسى أن الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس المعهد يقتضي وقفة علمية تأملية في موضوع الخط العربي لتفحص جوانبه اللغوية والفنية والجمالية واستشراف إمكاناته المستقبلية بوصفه أداة لنشر المعرفة في زمن العولمة وتكنولوجيات الاتصال الحديثة. وفي مداخلة حول "جمالية الخط العربي" أبرز محمد المغراوي، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أن الخطاط المعاصر يقدم فنا خطيا أكثر إتقانا وأعمق حضورا، وذلك بفضل التطويرات الكثيرة التي أدخلت على الحرف واللوحة على حد سواء. وأضاف مغراوي أنه رغم التطور الكبير الذي حصل للحرف العربي في الفن التشكيلي فإنه لم يزل يملك سحره داخل الكلمة والجملة ولم يزل يغري الكثير من الفنانين والخطاطين بالعمل من داخله للوصول إلى لمحات فنية تمتع المشاهد وتغني رؤيته البصرية. وأشار إلى أن الحروف العربية تتميز بقيمة جمالية عالية يعبر عنها أساس التناسق الهندسي بين الحروف المختلفة في كل خط، فضلا عن تناغمها وانسجامها التشكيلي الذي يزنه الخطاط بميزان فني مرهف يرتبط بالهوية الهندسية للحرف العربي، معتبرا أنه لا يمكن لأي خطاط مبدع إلا أن يترك لمساته التعبيرية وروحه الفنية على الحروف التي يخطها. ويتضمن برنامج اليوم الدراسي الذي نظمته جامعة محمد الخامس السويسي ومعهد الدراسات والأبحاث للتعريب بمناسبة يوم الاحتفاء بالخط العربي جلسات تناقش محاور تهم على الخصوص "جمالية الخط العربي" و"الخط المغربي بين التقليد والتقعيد" و"الحرف العربي بين التطوير والتطويع" و"القواعد العامة وكيفية توظيف المفاهيم"، فضلا عن تنظيم معرض للوحات الخطاط المغربي محمد بوخانة.