ينظم معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، التابع لجامعة محمد الخامس السويسي، بمناسبة ذكراه الخمسين، يوما دراسيا من أجل الاحتفاء بالحرف العربي، يوم 10 يناير الجاري في الرباط. وأوضح بلاغ للجامعة أن معهد الدراسات والأبحاث للتعريب عمل، منذ تأسيسه على يد الراحل الأخضر غزال، على العناية بالحرف العربي وبلورة مشاريع لتطويعه وتيسير تعليمه وإدماجه في المنظومة المعلوماتية وكذا على استثمار إمكاناته لصياغة ألفباء صوتية دولية. وأضاف المصدر ذاته أن احتفال معهد الدراسات والأبحاث للتعريب بذكراه الخمسين تقتضي منه وقفة علمية تأملية في هذا الموضوع لتفحص جوانبه اللغوية والفنية والجمالية واستشراف إمكاناته المستقبلية بوصفه أداة لنشر المعرفة في زمن العولمة وتكنولوجيات الاتصال الحديثة. وأشار البلاغ إلى أن هذه الوقفة العلمية ستتناول مواضيع تتعلق ب»نظرات في تاريخ الخط العربي» و«الخصائص التقنية للحرف العربي» و«دعاوى إصلاح الخط العربي وقابليته للتطويع والتطور» و»الحرف العربي وإشكالات التعليم والتعلم» و«الحرف العربي واندماجه في المعلوميات والتكنولوجيات الحديثة» ثم «الخط العربي والرسم القرآني». وذكر البلاغ أن «الحرف العربي يملك من الخصائص الفنية ما لا يملكه حرف آخر، ولذلك بقي وفيا لتراثه ومرتبطا بأرضه وثقافته وبالمفاهيم الحضارية التي ينتمي إليها»، متباباعا أنه يعد أول أبجدية رمزت إلى الأصوات وجسّدتها بأشكال معلومة، كما أنها ابتكرت وطورت رسوما لأحرف هذه الأبجدية، تتسم بالوضوح والتميز. ومن تم فإن هذه الأبجدية عدت بذلك ابتكارا عربيا خالصا وجزءا أصيلا من الثقافة العربية الإسلامية وظّفته أحسن توظيف عندما جعلته ميدانا لفن الرسم والتصوير وميدانا لفن سيلبي الرغبة في التعبير الجمالي. ومن هذا المنظور، اعتُبر الحرف العربي رمزا حضاريا ميّز الأمة العربية الإسلامية ونقش تاريخها برموز ذات دلالات ثقافية وجمالية وعلمية متميزة.