دعا الخطاط المغربي جمال بنسعيد إلى ضرورة الحفاظ على فن الخط المغربي وإعطائه المكانة اللائقة به بين الفنون المغربية الأصيلة الأخرى. وأضاف جمال بنسعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة فوزه بالجائزة الأولى للمسابقة الدولية الثامنة لفن الخط العربي (صنف الخط المغربي)، التي نظمها بأبوظبي مركز الأبحاث والفنون والثقافة الإسلامية (ارسيكا) التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن الخط المغربي يتبوأ، إلى جانب الخطوط العربية الأخرى، مكانة متميزة، بعدما كان لعقود مضت حبيس الخزانات والمخطوطات. وأعرب الخطاط جمال بنسعيد عن سعادته بفوزه بالجائزة الأولى للمسابقة الدولية الثامنة لفن الخط العربي (صنف الخط المغربي)، والتي قيمتها 2000 دولار، وقال بهذا الخصوص إن هذه المسابقة الدولية تعد من أهم المسابقات الدولية البارزة في هذا الفن العريق من حيث إنها تستقطب مجموعة كبيرة من الخطاطين على الصعيد العالمي. وأبرز أن المشاركة المغربية في الدورة الثامنة لهذه المسابقة كانت مشرفة، مشيرا إلى أنه إلى جانب فوزه بالجائزة الأولى في الخط المغربي فاز كل من الخطاط محمد المعلمين بمكافأة في الخط الكوفي، والخطاط عبد الصمد محفاض بمكافأة في الخط الديواني، والخطاط محمد تافرنت بمكافأة في الخط المغربي (قيمة كل جائزة 1000 دولار). وأكد أن المدرسة الخطية المغربية قائمة بذاتها، وحاضرة بكل ثقلها في المحافل العربية والإسلامية سواء من خلال ما تزخر به من مخطوطات ووثائق نادرة، وكذا مشاركة نخبة من الخطاطين المغاربة في المباريات الدولية وحصول عدد منهم على إجازات خطية من شيوخ وأساتذة فن الخط باستطنبول، إضافة إلى تنظيم مهرجانات وتظاهرات على الصعيد الوطني وأهمها جائزة محمد السادس لفن الخط المغربي. وبخصوص مقومات الإبداع الفني في مجال الخط المغربي وعناصره وخصائصه الأساسية والجماليات التي تميزه، أوضح بنسعيد أن الخط المغربي ينفرد من حيث تعدد أنواع وأساليب حروفه وما يتمتع به من مرونة وطواعية وقدرة على التشكل، ويشترك مع عدد من الخطوط العربية الأخرى في كثير من الخصائص الفنية. فإلى جانب الجمالية في المخطوطات والنقوش واللوحات، يتميز الخط المغربي بالانسجام والتناغم، وبالتجريد، والغنى والتنوع، والليونة والانسيابية والحرية في التشكيل. وثمن الخطاط جمال بنسعيد الجهود المبذولة وطنيا من أجل تكريس نهضة فن الخط المغربي واستمراريته، من قبيل المسابقة الوطنية لنيل جائزة محمد السادس لفن الخط المغربي، والجهود الدؤوبة التي تقوم بها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إقامة الورشات وطبع الإصدارات ككتاب "الخط المغربي .. تاريخ وواقع وآفاق"، ومجموعة من المخطوطات في حلة جميلة وأنيقة، وكذا الدلائل المرجعية لجائزة محمد السادس لفن الخط المغربي وغير ذلك، وكذا الجهود التي تقوم بها وزارة الثقافة في هذا المجال. والخطاط جمال بنسعيد، وهو من مواليد الرباط سنة 1966، عضو مؤسس لجمعية الصنائع النفيسة لفنون الخط، وحاصل على الإجازة في خطي الديواني الجلي والديواني.