في إطار فعاليات احتفاله بذكراه الخمسين ينظم معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، التابع لجامعة محمد الخامس السويسي، يوم غد الثلاثاء، يوما دراسيا من أجل الاحتفاء بالحرف العربي. من خلال وقفة علمية تأملية في هذا الموضوع لتفحص جوانبه اللغوية والفنية والجمالية، واستشراف إمكاناته المستقبلية بوصفه أداة لنشر المعرفة في زمن العولمة وتكنولوجيات الاتصال الحديثة. ويناقش اليوم الدراسي الموضوع عبر أربعة محاور تتناول :»نظرات في تاريخ الخط العربي؛ الخصائص التقنية للحرف العربي؛ دعاوى إصلاح الخط العربي وقابليته للتطويع والتطور»، «الحرف العربي وإشكالات التعليم والتعلم»، «الحرف العربي واندماجه في المعلوميات والتكنولوجيات الحديثة»، «الخط العربي والرسم القرآني». ويتأسس نقاش المشاركون في اليوم الدراسي، على خلفية أن الحرف العربي يعتبر على مر العصور رمزا حضاريا، ميز الأمة العربية الإسلامية، ونقش تاريخها برموز ذات دلالات ثقافية وجمالية وعلمية متميزة. كما اعتنى العلماء المسلمون به منذ القديم، وعملوا على تأهيله وتطويره وتفننوا في كتابته ورسمه. وخلال هذه الصيرورة التاريخية والحضارية خضع الحرف العربي عبر تاريخه الطويل لعمليات إصلاحية متعددة ومتواصلة. كما عرف إصلاحا في المضمون نتج عنه زيادة التنقيط والحركات لضبط اللغة العربية وتيسير اكتسابها وتعلمها وإصلاحا في الشكل، مما أدى إلى تقنين رسم الحرف العربي وتنسيق تركيبته وتوازنه الشكلي وضبطه، وهو ما يواصل المهتمون بهذا الحرف العربي العمل على تأهيله وتطويعه للطباعة وللتكنولوجيات الحديثة. يذكر، أن معهد الدراسات والأبحاث للتعريب منذ تأسيسه، على يد المرحوم الأخضر غزال، على العناية بالحرف العربي وبلورة مشاريع مهمة لتطويعه وتيسير تعليمه وإدماجه في المنظومة المعلوماتية، وكذا استثمار إمكاناته لصياغة ألف-باء صوتية دولية.