خصص المركز الروسي للعلم والثقافة بالربط يوم أمس الثلاثاء لفن الخط العربي بتنظيمه عدد من الأنشطة منها على الخصوص معرض فني ضم عددا من اللوحات عن هذا الخط. وتتميز اللوحات (20 لوحة)، التي رسم معظمها الفنان محمد بوخانة فيما رسم خمسة منها الفنان الروسي فلاديمير بوبوف، باستعمال تقنيات خط متنوعة ما بين الكوفي والمغربي والتكعيبي والنسح (الرقعة) وغيرها، وكذا بالاشتغال على ألوان يطغى عليها الترابي والأصفر فضلا عن اختيار تقنيات مختلفة في تشكيل الخط العربي كالعمل على الأدوات المستعملة (خرق بالية...). وقال مدير المركز الروسي للعلم والثقافة نيكولاي سوخوف، إن فلاديمير بوبوف الذي يبلغ من العمر حاليا 87 سنة، فنان تشكيلي وخطاط روسي معروف، ولد في مدينة كازان، عاصمة تتارستان، إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية، وهي جمهورية ذات أغلبية مسلمة، لذلك فقد تأثر بمحيطه الفني العربي المسلم. وأضاف أن بوبوف يستعمل ثمانية أنواع من الخط العربي، وفي نفس الوقت يخط أسماء شخصيات بارزة، وهي العملية التي تسمى «توغرة»، مذكرا بأن الفنان شارك السنة الفارطة بحوالي 200 لوحة من الحجم الصغير، في معرض نظمه المعهد بالرباط وبالمركب الثقافي الحرية بفاس. من جهته تحدث الفنان محمد بوخانة عن هندسة الحروف انطلاقا من القواعد التي أرساها ابن مقلة (وهو وزير عباسي في القرن الثالث الهجري، كان خطاطا وأديبا وشاعرا وراويا). وأكد بوخانة أن ابن مقلة وضع منظومة شعرية ضمنها قواعد فن الخط العربي، وعلى عهده هندس الحروف بأن وضع دائرة تحيط بالألف، بحيث تشكل الألف قطر الدائرة، ثم تنسب جميع الحروف إلى هذه الدائرة. وأضاف أن تلامذة ابن مقلة غيروا القاعدة، ووضعوا النقط بدل الدائرة، بحيث ترسم النقط على شكل مربع بنفس القلم الذي يخط به الحرف؛ إذ يساوي طول حرف الألف، مثلا، ثمانية نقط، وهذه القاعدة مأخوذة عن قاعدة رسم جسم الإنسان، بحيث يساوي طول الجسم ثماني مرات مسافة الرأس. من جانب آخر قدمت الفنانة ماجدولين النهيبي في مداخلة لها حول «علاقة الخط العربي باللغة العربية، أو علاقة المنطوق بالمكتوب»، نبذة تاريخية عن بداية اللغة كصوت، قبل تطور الصوت إلى رمز خطي، وكذا التطور من الصورة والتعبير عن الأشياء والأفكار إلى الحروف الأبجدية. وركزت على خاصيات الخط العربي ومنها خاصية «الاختزال»، التي تجعله خطا اختزاليا في تأليف حروفه وفي تشكيلها، كما تطرقت إلى انسجام الشكل والمعنى في لوحات الخطاطين العرب.