يسجل عدة مختصون أن مجالي الثقافة والإعلام بمغرب اليم يطرحان أكثر من تحدي حول على القائمين الجدد على تدبير القطاعين، وقد لخص أولئك المختصون هذه التحديات في ملفات أساسية يعتبرون أنه من الضرورة بمكان أن تحظى بالأولوية والعناية والاهتمام اللازمين، فعلى المستوى الإعلامي يعتبرون أنه يواجه تحدي مغربة هذا المجال والرفع من مهنيته وتثبيت مكتسب تحرره وتنمية روح المبادرة فيه وأيضا الإسراع بإخراج قانون صحافة جديد يحقق المصالحة مع المواطن ويستأنس بتوصيات الكتاب الأبيض وبالتشاور مع فيدرالية الناشرين ونقابة الصحافيين فضلا عن مطلب إصلاح الأعطاب التي تراكمت مع الإعلام الأجنبي. أما في مجال الثقافة والفن فيرى المختصون أيضا أن المطلوب حياله وقفة تأمل لإعادة النظر في العديد من المشاكل التي بات واضحا تخبط هذا المجال فيها سواء ما تعلق منها بالمهرجانات أو بالمسرح أو بموضوع الدعم والميزانية المخصصة لهذا القطاع أو ما هم عزوف الجمهور عن هذه المنتوجات وما تعرفه بعض جوانبه من معالم تغريب واستيلاب وهي عناصر تحيل في المجمل حسب المهتمين إلى ضرورة صياغة أستراتيجية متكاملة وضابطة لحركية هذا المجال. ضمن هذا السياق يرى لحسن لعسيبي، الإعلامي والأستاذ بالمعهد العالي للصحافة والإعلام، من خلال حديثه ل«التجديد» أن هناك راهنية لثلاث ملفات اعتبرها أساسية للنهوض بالمشهد الإعلامي بالمغرب، مصدرا إياها، بضرورة عصرنته بما يجعله إعلاما مغربيا مائة بالمائة، وإعداد إستراتيجية يمكن أن تحدد لهذا الإعلام ماذا يريد وإلى أين يريد أن نصل به، فعلى الرغم من كون الحرية أحد المكتسبات، يقول لعسيبي، يبقى الإشكال في تقنيات الاشتغال وروح المبادرة التي ما تزال تتسم بالضعف، معتبرا أن الإعلام العمومي بالمغرب يعد من بين المجالات التي لم تعرف حتى اليوم تحولا نوعيا أو مهما بشكل يقارب أو يوازي التحول الدستوري أو تجربة الإنصاف والمصالحة أو مدونة الأسرة. أما الملف الثاني في مجال الإعلام، يقول لحسن لعسيبي، فهو المرتبط بضرورة مصالحة الجسم الصحفي مع المغاربة وذلك وفق شروط حداثية في ممارسة المهنة وهذا كله يرتبط بالإسراع في خروج قانون الصحافة إلى الوجود وذلك بالاستعانة بالكتاب الأبيض الذي كان نتيجة لحوار وطني انطلق من البرلمان وأيضا بمشاركة مع فيدرالية الناشرين والنقابة الوطنية للصحافة المغربية. أما الملف الثالث في نظر الإعلامي لعسيبي، فهو تصليح ما حدث من أعطاب على مستوى علاقة وزارة الاتصال بالإعلام الأجنبي في الفترة السابقة مما يتطلب إعادة تدبير هذه العلاقة مع الإعلام الأجنبي خاصة العربي منه وضمنه الجرزية وما يتعلق بالصحافة الإسبانية والمراسلين الدوليين عموما لأن أولئك من يساهمون بشكل رئيسي في تشكيل صورة المغرب في الخارج. من جهته قال الفنان والمشخص كمال كاظيمي المعروف ب«احديدان» في اتصال ل«التجديد» به إن الشأن الثقافي بالمغرب يمر من مرحلة عصيبة وهي إشاكالات مختلفة الأسباب منها ضعف الميزانية المخصصة لهذه الوزارة وما بات يثيره موضوع الدعم من إشكالات أدت إلى الإجهاز على المسرح بالمغرب على الرغم من نبل فكرة الدعم، فالمسرحي اليوم لم يعد قادرا على إنتاج مسرحية لأنه يعرف مسبقا المسار الذي ستعرفه، والخلاصة أن المسرح اليوم في تراجع كلما تقدم الزمن، كما أن موضوع المهرجانات حسب «احديدان» هي قليلة ولا تخدم في عمومها المسرح، كما أكد الفنان كاظيمي، أن مجال الثقافة في حاجة إلى وقفة للمراجعة كل سنة أو سنتين من أجل التقييم والتطوير مؤكدا أن مجال الثقافة في حاجة إلى منهجية تراعي المتطلبات الوطنية. وعن المرحلة المنتهية قال كاظيمي، إن وزير الثقافة كان يوصد الأبواب في وجه الجميع إذن «نحن في حاجة إلى وقفة للتأمل في الإشكالات المختلفة للمشهد. وخلص كمال كاظيمي، إلى أن العقليات أيضا ينبغي أن تتغير وليس فقط السياسات المرتبطة بهذا المجال. إلى ذلك يعتبر خبراء مختلفون في مجال السينما والإعلام أنه من المطلوب إعادة الاعتبار للهوية الوطنية من خلال الإعلام بكل أصنافه لأن جزء يسير منه يسبح ضد مصلحة المواطن، كما سجلوا أن الصورة التي تروج عن المغرب في الخارج وفي مناسبات فنية مختلفة لا تليق بالمغاربة. أمل ما يهم مجال الإعلام وخاصة منه التلفزيون فأكدوا على ضرورة التوقف على التخريب والتحول إلى البناء حتى يخدم الإعلام الأهداف النبيلة التي وجد من أجلها.