تميزت سنة 2011، بعدد من المحطات السياسية، التي شكلت تحديا للإسلاميين من أجل التعبير عن مواقفهم والدفاع عن خياراتهم، إذ شكل تاريخ 20 فبراير منعطفا مهما، تباينت فيه رؤى الإسلاميين بين مؤيد لمطالب الشباب وبين مشارك في مظاهرات الشارع، وبين من يطالب بحركة تصحيحية من داخل الشارع. وسلطت الأضواء أكثر على حزب العدالة والتنمية المعارض في البرلمان أكثر من القوى الإسلامية الأخرى، فكان تجاوبه سريعا حيث أعلن مشروعية المطالب الاجتماعية التي يرفعها الشباب، وقرر عدم النزول للشارع عكس العدل والإحسان التي دفعت بقطاعها الشبابي إلى التظاهر في الشارع إلى جانب اليسار الراديكالي الذي سارع منذ البداية إلى إعلانه المشاركة. وأطلق حزب المصباح إلى جانب حركة التوحيد والإصلاح وبعض الهيئات الأخرى، نداء الإصلاح الديمقراطي، الذي اعتبرته الهيئات الموقعة عليه (حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، الاتحاد الوطني للشغل في المغرب، منظمة التجديد الطلابي وشبيبة العدالة والتنمية) –اعتبرته- تفاعلا مع حركة المد الديمقراطي في المنطقة العربية، وتجسيدا لوعي تاريخي بضرورة تحمل المسؤولية لتدشين مرحلة ديموقراطية جديدة، تنطلق من التطلعات الشعبية والشبابية التواقة للكرامة والحرية والعدالة والمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية عميقة، تستند على المرتكزات التي أعلن عنها الخطاب الملكي لتاسع مارس 2011. وجاءت انتخابات ال25 نونبر، وتصدر الحزب نتائج الانتخابات وعين بن كيران رئيسا للحكومة، وفقا للتأويل الديمقراطي للفصل 47 من الدستور. وفي هذا الصدد، يؤكد ادريس الكريني أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش، أن نتائج الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة لم تكن اعتباطية، ويضيف في تصريح ل"التجديد"، أن ذلك يرجع إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بأداء الحزب، أجمعها في قيادة "المصباح" لمعارضة بناءة من ناحية الحضور والانضباط والتدبير القوي والجيد لمجموعة من الجماعات المحلية التي شاركت في تسييرها أو كانت على رأسها، إضافة إلى برنامجها الذي طرحته في الانتخابات، والذي ركز على مجموعة من القضايا في مقدمتها محاربة الفساد ومكافحة بعض ظواهر الاختلال في المشهد السياسي. ومن جهته، أبدى علي الشعباني أستاذ علم الاجتماع، رفضه لفكرة أن سنة 2011 كانت سنة تحول الحركة الإسلامية في المغرب، وشدد في تصريح ل"التجديد" على أن هذه السنة هي "بداية" جني ثمار التحولات التي بدأت منذ سنوات، وقال إن المجتمع المغربي جرب العديد من التيارات دون أن تؤدي دورها، فأصبحت تنادي بحقوقها واختارت الإسلاميين ممثلا لها. وقدم الشعباني مثالا للتدليل على فكرته بالقول "ما حصل هذه السنة يعد القطرة التي أفاضت الكأس"، وأضاف أن الإنسان العربي ومنه المغربي لم يعد له أي آفاق غير التغيير السياسي، لذلك التجأ إلى مزاحمة السلطة لتحقيق بعض الحقوق والامتيازات، وقال إن هذه العملية نزعت الخوف من قلوب الشعوب، وأكد أن التحول وقع عن طريق الثورات وعن طريق العمليات الهادئة كما حصل في الحالة المغربية، من خلال احتواء نبض الشعوب عن طريق الانتخابات والديمقراطية.