يعاني المواطنون بفاس من غياب وسائل نقل كافية وتدني الخدمات ومن حالة الفوضى في القطاع، و نظمت تنسيقية فاس لقطاع سيارات الأجرة التي تضم عددا من الجمعيات والتعاونيات الخميس الماضي، وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية احتجاجا على «إهمال» ملفهم المطلبي من طرف والي الجهة عامل عمالة فاس، واستنكر المحتجون عدم استقبالهم من طرف الوالي رغم الخطوات النضالية التصعيدية التي انخرطوا فيها منذ سنوات، كما نددوا بعدم الوفاء بالالتزامات التي قطعها الكاتب العام للولاية في اللقاء الوحيد الذي عقده مع ممثلي القطاع، خاصة فيما يتعلق بعقد لقاءات دورية من أجل متابعة الملف المطلبي الذي تقدموا به. وأكد مصدر من المحتجين، أن مشاكل قطاع سيارات الأجرة بالمدينة تراكمت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، ولخص المصدر في تصريح ل»التجديد» أهم المشاكل، في تفريغ البند الذي ينظم العلاقة الكرائية بين المشغل وصاحب المأذونية (العقد النموذجي) من محتواه، ويتهم المهنيون الجهة المسؤولة بإبرام عقود بشكل عشوائي ودون احترام القانون، إذ بلغت رخص الثقة الممنوحة للسائقين حوالي 14 ألف رخصة، بينما لا يتجاوز الطلب 4000 سائق وعدد سيارات الأجرة التي تتحرك في المدينة 2300 سيارة. وأضاف المصدر، أن 9000 من حاملي رخص الثقة عاطلين عن العمل، وهو ما يفسر الاستغناء عن السائق لأتفه الأسباب من طرف صاحب سيارة الأجرة، وفقا لما أفاد به نفس المصدر. في سياق متصل، أكد محمد صالح الكاتب الإقليمي لقطاع سيارات الأجرة في الاتحاد الوطني للشغل، أن هذه الوقفة تأتي بعد سلسلة من الخطوات النضالية وفي غياب المخاطب، وقال في تصريح ل»التجديد»، إن القطاع ينتظر حلولا مطلع السنة القادمة من الحكومة الجديدة التي ترفع شعار محاربة الفساد وأعطت وعودا بمحاربة اقتصاد الريع، واستنكر المتحدث، الممارسات غير القانونية التي تصدر عن بعض سائقي سيارات الأجرة، كرد فعل على صمت السلطات على نشاط سيارات النقل السري والسيارات الكبيرة. من جهة أخرى، عاينت «التجديد»، حالة الفوضى التي تعرفها ساحة «لافياط» التي تعرف إقبالا كبيرا من المواطنين المتوجهين إلى مقر سكناهم في سيدي بوجيدة وباب الفتوح ليلا، إذ تنشط حركة النقل السري، ويزداد معها الممارسات غير القانونية لسائقي سيارات الأجرة، التي تحمل أكثر من ثلاثة ركاب أمام أنظار سيارات الأمن التي لا تبارح الساحة. وكذلك الشأن بالنسبة لسيارات الأجرة التي تحمل الركاب من ساحة الأطلس إلى «عوينات الحجاج»، وأكد أكثر من سائق سيارة الأجرة ل»التجديد»، أن عددا من السائقين لا يتوفرون على رخص الثقة التي تخول لهم سياقة سيارة الأجرة، يلتجئون إلى حمل الركاب بثمن المقعد الواحد في خط سير واحد مستفيدين من عدم توقيفهم أكثر من مرة من طرف الشرطة، كما هو الشأن في الخط الرابط بين «باب فتوح» و»لافياط». ولاحظت «التجديد» أن المواطنين يفاجئون بشكل يومي من تجول شرطي على سيارات الأجرة والسيارات الكبيرة في «باب الفتوح». يذكر، أنه من المتوقع أن ينعقد لقاء وطني يوم 7 يناير من السنة القادمة بالقنيطرة لتوحيد المهنيين، دعت إليه الجامعة الوطنية لمهنيي سيارات الأجرة بالمغرب.