شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس يوم الأربعاء 28 دجنبر 2011، تنظيم المهرجان التضامني الثالث لذكرى محرقة غزة تحت شعار «حتى لا ننسى...!»، وأجمع المشاركون في المهرجان على ضرورة أن تبقى محرقة غزة حاضرة في عقول الجميع صغارا وكبارا تؤرخ لجرائم وإرهاب الصهاينة، ورفع الطلاب شعارات تعبر عن انحيازهم لخيار المقاومة وتشجب التطبيع بكافة أشكاله. وأكد خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، خلال كلمة في المهرجان، أن المحاصرين في غزة والمقاومة في فلسطين وجنوب لبنان قدموا للشعوب العربية القوة للنهوض من جديد ومقاومة الفساد والاستبداد، وقال أمام جماهير غفيرة من طلبة المركب الجامعي ظهر المهراز، نعم للمصالحة الفلسطينية لكن على أساس كل فلسطين وكل شبر من أراضيها. وأشار السفياني في المهرجان الذي نظمته منظمة التجديد الطلابي فرع فاس، أن الإرهاب الصهيوني يحاول الاستفراد بالقضية الفلسطينية ويسخر عملائه في الدول العربية من أجل التطبيع، واستنكر الذين يحاولون إيهامنا أن محرقة اليهود في شرق أوروبا هي المحرقة الوحيدة التي وجدت على مر التاريخ رغم أننا «لسنا مسؤولين عنها وربما كنا أكبر ضحاياها». من جهته، أكد الداعية الإسلامي محمد بوشداق، أن حصار غزة جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي، وتسائل عن مصير الذين يحاصرون أو يشاركون في محاصرة شعب بأكمله، في الوقت الذي ورد في الحديث النبوي الشريف أن حصار قطة يستوجب النار، وشدد في كلمته، على أن الصراع مع اليهود والصهاينة ذو أبعاد حضارية، وأجمع الأخطاء التي ارتكبها العرب في تدبيرهم للقضية الفلسطينية، في ادعائهم بأن الصراع هو صراع فلسطين-إسرائيل ذو بعد عربي، واعتقادهم بأن أمريكا راعية السلام، بينما الصواب أن «أمريكا راعية الإرهاب»، ثم قولهم -أي العرب- بأن إسرائيل قوة لا تقهر وشوكة لا تكسر. ودعا المتحدث في ختام كلمته الطلبة إلى البحث في تاريخ اليهود وما جبلوا عليه من عدوان وإرهاب. وفي سياق متصل، أفاد طارق خايف الله الكاتب المحلي لمنظمة التجديد الطلابي بفاس، أن تنظيم المهرجان يسير في اتجاه بث روح القضية في نفوس الطلبة ويبرهن أن الأمة الإسلامية أمة حرة لا تقبل الذل والهوان، وقال المسؤول الطلابي إن الطلبة الأحرار سوف يستمرون في خط الكفاح والمقاومة والنضال البناء من أجل تحصين الحقوق المشروعة للأمة، ودعا إلى محاسبة»المهرولين والمطبعين» المغاربة الذي يستقبلون الوفود الصهيونية في بعض التظاهرات كما حصل في جامعة الأخوين بداية الموسم الحالي. من جهة أخرى، شهد المهرجان التضامني في دورته الثالثة تقديم الفنان الساخر مسرور المراكشي لوحات فكاهية حول التطبيع مع الكيان الصهيوني والواقع العربي في ظل ثورات الشعوب، إلى جانب بسط رواق تعريفي بمحرقة غزة وعرض مواضيع حول القضية الفلسطينية، كما اختتم المهرجان بمسيرة حاشدة في اتجاه ساحة 20 يناير أمام الحي الجامعي ذكور، رفع خلالها المتظاهرون شعارات تحيي المقاومة الفلسطينية وتستنكر التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتدعوا إلى مقاطعة المنتوجات الصهيو-أمريكية وتطالب بفتح المعبر وكسر الحصار على قطاع غزة.