في وقت تصاعدت فيه حملة التهويد والاستيطان، وبالتزامن مع توجّه الكيان الصهيوني لاعتبار القدس عاصمة ل“الشعب اليهودي”، جاءت المكافأة الأمريكية سريعة على شكل “مساعدة إضافية” بقيمة 235 مليون دولار تحت عنوان: “تمويل أنظمة اعتراض الصواريخ”، بحسب ما أعلنت، أول أمس، وزارة الحرب الصهيونية، بصفتها أداة العدوان والاحتلال والحرب والتهويد. وقال وزير الحرب إيهود باراك، في بيان، “إن مساعدة الكونغرس الأمريكي هي مرحلة إضافية في تعزيز العلاقات “الإسرائيلية” الأمريكية”. وتضاف هذه المساعدة إلى حوالي ثلاثة مليارات دولار هي قيمة المساعدة السنوية التي تمنحها الولاياتالمتحدة لكيان الاحتلال. وهذه المساعدة مخصصة بالكامل لشراء أسلحة أمريكية، بحسب بروتوكول اتفاق ثنائي موقّع في 2007 لفترة تمتد عشر سنوات. وعلى وقع هذه المكافأة، اقتحمت مجموعات من المغتصبين الصهاينة صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك من بوابة المغاربة، عبر مجموعات صغيرة تتجول في باحات ومرافق المسجد المبارك، بحراسات شُرطية معززة. وذكرت مصادر إعلامية في كيان الاحتلال، أن كبار حاخامات اليهود دعوا أنصارهم نهاية الأسبوع الماضي، إلى اجتياح المسجد الأقصى في عيد «الحانوكاة» أو الأنوار اليهودي، لإقامة طقوس وشعائر تلمودية في باحاته بهذه المناسبة، علمًا بأن هذا العيد يستمر لعدة أيام. وكان المئات من المغتصبين، قاموا ليلة الأحد الماضي بمسيرة استفزازية جابوا خلالها شوارع البلدة القديمة في القدس بمحيط المسجد الأقصى، وسط أعمال عربدة وقرعٍ للطبول، بهدف إزعاج الفلسطينيين المقدسيين، والهتاف بشعارات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين. وتعمد المغتصبون رفع أعلام كيان الاحتلال، وترديد شعارات ضد العرب والفلسطينيين، مطالبين بطرد المقدسيين وترحيلهم من المدينة المقدسة. وفي سياق الاستفزاز الصهيوني المتواصل، قام وزيران بحكومة الكيان، أول أمس الأحد، بجولة تهويدية في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بمرافقة قوة معززة من شرطة الاحتلال لتوفير الحماية والحراسة لهما. وشملت الجولة المفاجئة، لوزيري التعليم جدعون ساعر، والثقافة ليمور لفنات، البؤرة الاستيطانية الأكبر الواقعة على مدخل حي وادي حلوة في سلوان. وفي تطور لاحق، ألغى الوزيران ما تبقى من برنامج الزيارة الذي كان يشمل بؤراً استيطانية أخرى، خشية من ردود فعل الفلسطينيين. وكان وزير التعليم الصهيوني ساعر أصدر في وقت سابق، قراراً يجبر مديري المدارس على القيام بجولات في الموقع الاستيطاني في سلوان التي يسميها الصهاينة “مدينة داوود”. في المقابل، حذّرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» حكومة الاحتلال الصهيوني من التصويت على مشروع قرار يعلن القدسالمحتلة عاصمة موحدة ل»دولة يهودية»، معتبرة ذلك «عدوانًا جديدًا مباشرًا على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية». وحمّلت الحركة، في بيان صادر عنها، أول أمس، الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة عن تداعياتها في ظل استمرار انتهاكاته وجرائمه وعربدة مستوطنيه ضد الأرض والشعب الفلسطيني ومقدساته. وأكدت «حماس» على أن مدينة القدسالمحتلة «ستظل عنوان القضية الفلسطينية، وسيبقى شعبنا الفلسطيني وأهلنا في القدس متمسكين بأرضهم وحقوقهم، ولن تغيّر قرارات الاحتلال الصهيوني من الواقع والتاريخ شيئًا، وما هي إلا محاولة يائسة ستنكسر على صخرة صمود وثبات شعبنا الفلسطيني». وقالت: «إننا في حركة حماس ندعو شعبنا الفلسطيني إلى الدفاع عن مدينة القدس ومقدساتنا، كما ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى الوقوف في وجه سياسات الاحتلال وإجراءاته التهويدية».