دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسام وجميع قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية إلى توحيد جبهة المقاومة، والاستعداد بكل الإمكانيات لمعركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدَّساته، بعد الكشف عن المخطَّطات الصهيونية التي تستهدف تهويد القدس وتهجير سكانها. وأكد فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في مؤتمرٍ صحفيٍّ مشتركٍ مع القيادي إسماعيل رضوان في غزة يوم الثلاثاء (24-2)؛ ضرورة أن يدفع الكيان الصهيوني الغاشم وحكومته المجرمة، ثمن الاستمرار في هذه الحماقات وهذه المخطَّطات التدميرية الإجرامية، قائلاً: لا يمكن أن نقبل أن ينعم المغتصبون الصهاينة وجنود الاحتلال المجرمون بالأمن والأمان ما لم يشعر به أهلنا وشعبنا الفلسطيني ، مؤكدين أن كافة الوسائل مشروعةٌ لحماية أهلنا ومقدساتنا . وأشار برهوم إلى أن سلطات الاحتلال الصهيوني تواصل مخطَّطاتها لتدمير حقوق شعبنا الفلسطيني والاستيلاء على أرضه وممتلكاته، وقضم مدينة القدسالمحتلة وتجريدها من كافة المعالم الإسلامية، مستخدمين في ذلك كافة الوسائل التعسفية من أجل تهويد المدينة وطرد سكانها المقدسيين الأصليين منها . واستعرض المخطَّطات الصهيونية بحق القدس؛ بدءًا من الاستيلاء على الأراضي وإقامة المستوطنات عليها، ومرورًا بالتدمير الجزئي لأسوار وبوابات الأقصى واستمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك، وما عمدوا إليه مؤخرًا بإقرارهم هدم ثمانية وثمانين منزلاً فلسطينيًّا في حي سلوان الواقع شرق سور البلدة القديمة لمدينة القدس، وتهجير ألف وخمسمائة مواطن فلسطيني مقدسي قسرًا من هذه المدينة المقدسة، والبدء في شق نفق في البلدة القديمة لربط الأحياء اليهودية بعضها ببعض. وأضاف: إلى جانب ذلك تواصل المؤسسة الصهيونية المتطرفة ذاتها أعمال الحفر الواسعة التدميرية بواسطة سلطة الآثار الصهيونية تحت أساسات مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك؛ بهدف تهويد المدينة وإفراغها من مضمونها الإسلامي . وأكد أن الخطر الذي يواجه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك دق ناقوسه، وبات المحتل الصهيوني يكثف من وتيرة تهويده للمدينة المقدسة علانيةً ووفق مخطط مُبَرْمَج ومُمَنْهَج ومرسوم بعناية فائقة للنَّيل من هُوية الأرض الفلسطينية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية . وتابع: أصبح ذلك واضحًا وماثلاً على مرأى ومسمع من العالم أجمع وأمام أعين الجميع وممن تغاضوا عبر سنواتٍ طويلة عن حقيقة ما يجري، ويستفرد بالشعب الفلسطيني وبالأرض والمقدسات، وتستمر مشاريع الاستيطان الصهيونية في مدينة القدس بهدف فرض سياسة الأمر الواقع والتغيير الديمغرافي بما يضمن تهويد المدينة ومصادرة حقنا العربي والإسلامي فيها؛ وذلك من خلال اتباع سياسة التهجير والطرد لآلاف الفلسطينيين المقدسيين من أحياء هذه المدينة، وإن هذه الإجراءات تتزامن مع مشروعات مثيلة في مناطق المدينة الشمالية، كحي الشيخ جراح وغيرها، سعيًا إلى تجريدهم من مواطنتهم المقدسية؛ للتخلص منهم عبر تهجيرهم من بيوتهم وأرضهم التي ورثوها عن أجدادهم . وتوجَّه بالتحية إلى المواطنين المقدسيين الصامدين المرابطين على ثرى القدس الحبيبة في مواجهة جبروت الاحتلال الصهيوني ومخطَّطاته التدميرية، وإلى كل الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 وفي الشتات؛ على وقفتهم الباسلة والبطولية في إفشال كل المخطَّطات الصهيونية التي تستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى، داعيًا إياهم إلى مزيدٍ من التضحية والجهاد والمقاومة للذود عن مسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم مهما بلغت التضحيات. ودعا أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وفي كافة أماكن وجوده إلى الوقوف صفًّا واحدًا وإحداث هبَّةٍ جماهيريةٍ وشعبيةٍ لا تنطفئ؛ لفضح كل جرائم الاحتلال الصهيوني والدفاع عن أرضنا المقدسة وقدسنا الحبيبة والذود عن حقنا في مدينتنا المقدسة. وقال: نجدّد عهدنا في حركة المقاومة الإسلامية حماس مع الله ثم مع شعبنا وأمتنا بأننا مستمرون في مقاومتنا بكافة أشكالها للدفاع عن قدسنا ومقدساتنا وحقوق وثوابت شعبنا، وأن نبذل الدماء والأرواح رخيصةً في سبيل تحريرها من المحتل الصهيوني الغاشم الجاثم على أرضنا طال الزمان أم قصر ، مشددًا على أن الحقوق لا تسقط بالتقادم ولا بالإرهاب، وما أُخذ بالقوة سنسترده بالقوة . وشدد على أن أية عودة إلى استمرار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني يعني شرعية استمرار هذه المشاريع الصهيونية، وتوفير غطاء للاحتلال الصهيوني للاستمرار في سياسة الاستيطان وتهويد مدينة القدس، وهو ما يمثَّل خطورةً كبيرةً على مستقبل ومصير المدينة المقدسة والقضية الفلسطينية برمتها. وطالب السلطة الفلسطينية باتخاذ قرارٍ قويٍ وشجاعٍ بإنهاء كافة أشكال التواصل والتفاوض والتنسيق مع الاحتلال الصهيوني كردٍّ أوليٍّ على هذه الممارسات، وأن يطلقوا العنان للمقاومة الفلسطينية الباسلة في الضفة الغربية للدفاع عن أهلنا ومقدساتنا، وأن يتركوا الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية تعبِّر عن سخطها ورفضها كل هذه المخططات . ودعا الأمتين العربية والإسلامية ومنظَّمة المؤتمر الإسلامي وعلماء الأمة الإسلامية وجامعة الدول العربية إلى ضرورة التحرك الفوري والعاجل والفاعل لإنقاذ مدينة القدس والمسجد الأقصى ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات التهويدية، ووقف جرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة بحق المدينة المقدسة، والوقوف أمام مسؤولياتهم، قائلاً: نحن وهم اليوم أمام تَحَدٍّ جديد يلزمهم جميعًا بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومؤازراته وتعزيز صموده والدفاع عن المقدسات؛ لأن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم، إنما لكل الأمة العربية والإسلامية .