قالت دراسة أردنية حديثة إن المواصفات الايجابية للحقيبة المدرسية يجب ألا يزيد وزنها على 10 إلى 15 في المائة من وزن الطفل، وأن تكون حمالاتها محشوة "باللباد" حتى لا تشكل عبئا على الكتفين، وأن لا تكون أعرض من الظهر أوأطول منه. وزادت بأن يكون ترتيب الكتب بحيث يكون الأثقل في الأسفل بشكل عمودي، وأن تتكون الكتب من عدة أجزاء لكي يتمكن الطالب من إحضار جزء واحد إلى الصف، وأن يتعاون المعلمون مع الطلبة بعدم إحضار جميع الكتب والدفاتر. وحذرت الدراسة، التي أجراها الخبير التربوي الأردني الدكتور غالب الفريجات، من أن الوزن الزائد في الحقيبة المدرسية يسبب أمراضا وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل وآلاما شديدة في الرقبة والذراعين والكتفين والظهر والقدمين إضافة إلى أنها تسبب ضغطا على القلب والرئتين نتيجة تشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري. مشيرة إلى أن أعراضها لا تظهر بشكل آني في مرحلة الطفولة وإنما قد تتطور مع مرور الزمن لتظهر في المستقبل، مما يتطلب التوعية بالمخاطر الصحية والنفسية المترتبة على حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة. وأظهرت الدراسة، أن هذه الأمراض الناجمة عن الوزن الزائد في الحقيبة المدرسية تستلزم عملا جراحيا. وبينت الدراسة التربوية الحديثة، أن الاستخدام غير الصحيح للحقيبة المدرسية يؤثر على حركة عظام العمود الفقري وتغيير محتويات سائل الغضاريف بين فقراته، مما يؤدي إلى الانزلاق الغضروفي وهشاشة العظام حيث أنه في نهاية سن المراهقة يكون أكثر من 50 بالمائة من الشباب عانوا آلاما في أسفل الظهر،.في حين أن الاحتمال يتناقص إلى 7 بالمائة فقط في حال حملها على كلا الكتفين. وشددت الدراسة على إجراء فحص طبي مبكر للكشف على سلامة العمود الفقري، وتفادي وضع الصفوف الابتدائية في الطوابق العليا للمدارس، وأن لا يتعدى وزن الحقيبة وهي فارغة نصف كيلو للأطفال، وكيلو واحد للبالغين وأن تلتصق بشكل كامل بظهر الطفل ولا تكون كبيرة الحجم أو تحتوي على جيوب حتى لا يضع فيها الطفل أشياء غير ضرورية. وشدد الخبير التربوي، على عدم حمل الطفل للحقيبة الثقيلة، ولا سيما في سنواته الدراسية الأولى وتعويده على حمل الحقيبة بطريقة صحيحة على الظهر وليس على أحد الجانبين وتوعيتهم بذلك، موضحا أن الدراسات الطبية أشارت إلى أن حمل الحقيبة الثقيلة لمسافات طويلة يعرض الأطفال للإصابة بمرض الاسكوليزم الذي ينتشر بنسبة واحد بالمائة ، مما قد يؤدي إلى إصابة نحو 3500 طفل بتقوس العمود الفقري. وقالت الدراسة أنه يمكن تخفيف وزن الحقيبة من خلال صياغة البرامج المدرسية لتكون لمادتين أو ثلاثة في اليوم وتقسيم الكتب المدرسية إلى فصول وتسليم الطلبة نسخة مدرسية وأخرى منزلية من الكتب واستغلال الحاسوب في التدريس وتصغير حجم الكتاب ومراعاة وزن الحقيبة ونوعيتها عند شرائها من قبل الأهل. إن حقيبة الطفل تمثل عبء كبير جدا عليه ، فغالبا ما نري الأطفال يعانون يوميا من مأساة حمل الأثقال صباحا وعند العودة من المدرسة ، معللين ذلك بجدول اليوم الدراسي المكتظ بالمواد، الأمر الذي يقوس ظهر الطفل مع الوقت ويحدث العديد من المشاكل. وفي هذا الشأن أكدت أحد الدراسات الأمريكية لجمعية العناية بالظهر الأمريكية، أن نصف أطفال المدارس معرضون للإصابة بآلام في الظهر عند بلوغهم سن الرابعة عشرة. وأشارت دراسة أخرى إلى أن الفتيات أكثر عرضة للألم من حمل الحقائب المدرسية على الكتفين ، مؤكدة أن ارتفاع حدة الألم يبدو أكثر ارتباطا بسن ووزن التلميذ، وأثبتت هذه الدراسة أن ألم حمل الحقائق بسيط ومؤقت. وحسب هؤلاء الباحثين فإنه بمقدور العمود الفقري أن يتحمل دون مضرة وزنا ثقيلا لمدة قصيرة، وأظهرت الدراسة أن حمل محفظة ثقيلة الوزن يؤثر كعامل مضاعف لألم الظهر وليس كعامل مولد له. ويؤكد الدكتور إبراهيم نزلين طبيب اختصاصي في علاج الظهر والعمود الفقري والعظام والمفاصل، أن نسبة 60 في المئة من التلاميذ تشتكي من الألم على مستوى الظهر، أي أن هناك تلميذاً من أصل ثلاثة يكون ظهره معرضا للخطر، مضيفا أن الفتيات يعتبرن الأكثر عرضة للشعور بالألم مقارنة مع الفتيان، لأن أجسادهن تكون أقل مقاومة. ويرجع الطبيب الأسباب الرئيسية للألم الذي يتعرض له الظهر، بالأساس إلى الوزن الثقيل للمحفظة، وحملها بطريقة غير سليمة كأن توضع على كتف واحد أو رفعها عند صعود الأدراج بيد واحدة، وقد يكون المشكلة في المحفظة في حد ذاتها، التي تكون ثقيلة أصلا أو أنها تصنف من النوع غير الجيد. ويقول الأخصائي: "نستقبل دائما أطفال المستوى السنة الأولى إعدادي، إذ تسببت سنوات التعليم الأساسي، التي قضوها في حمل المحفظة الثقيلة، في الألم الفظيع بسبب تفتت الغضروف المتواجد بين عظام العمود الفقري، بالإضافة إلى اعوجاج هذا الأخير، في هذه الفترة، وبعد كل تلك السنوات التي تعد فترة مهمة لنمو الطفل، يشعر الطفل بألم لا يستطيع مقاومته، ولذلك يأخذه الأبوان إلى الطبيب المختص، وللأسف يكون ذلك بعد فوات الأوان، أي بعد أن ينمو الطفل بشكل غير سليم". ثقل جسدي ونفسي وفي بحث قدمته الأكاديمية الأميركية للطب البدني وإعادة التأهيل الصحي اكتشفت أن الطلبة الذين يحملون حقائب تحتوي على أوزان تشكل 25 في المائة من وزنه تظهر عليه مشكلات أثناء أدائه أعماله العادية والطبيعية مثل صعود السلالم أو حتى فتح الباب وهو ما يضاعف احتمالات ترنحه وسقوطه على الأرض. وعلى العكس فإن الأطفال الذين يحملون أوزاناً تشكل 15 في المئة من وزنهم يحافظون على توازنهم ويؤدون أعمالهم الطبيعية باعتدال. تدابير وقائية ولتفادي هذه الآلام يشدد الباحثون على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية عند التلاميذ، مثل التخفيف من السمنة وتوفير حمية غذائية مناسبة، ومحاربة الكسل والخمول وعدم الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو التليفزيون. لذلك تراعي الدول الأوروبية على ألا يزيد وزن الحقيبة المدرسية عن 2 كيلوجرام على الأكثر ، فى الوقت الذي يحمل فيه الطفل العربي من 6 سنوات 15 كيلو من الكتب يومياً ، ويؤكد الخبراء أن الوزن غير المؤذي للطفل هو ما لا يزيد عن 10% من وزن الطفل. وأكدت الدراسات الدولية أن وزن الحقيبة المدرسية المناسبة للطفل يجب أن يقدر وفقًا لوزن الطفل نفسه وللتغلب على هذه المعاناة يجب أن يختار الآباء الحقيبة المناسبة للطفل وفقًاً للمواصفات الصحية التالية: 1 أن تكون ذات دعامة قطنية سميكة من الناحية الخلفية وذلك لتوفير الدعم للعمود الفقري. 2 أن يكون لها حمالات أكتاف قطنية عريضة كي لا تؤذي الكتفين. 3 مزودة بحزام متصل بالحمالات يربط حول الخضر لتوزيع الوزن على أجزاء الجسم. 4 أن تكون المواد الداخلة في تصنيع الحقيبة ذات وزن خفيف. 5 مراعاة حجم الحقيبة بالنسبة لعمر الطفل. ولا يجب أن تنساق الأم وراء رغبة طفلها فى اقتناء حقيبة تلائم الموضة لتجنب أضرار العمود الفقري للطفل ، كما ان وضع الزمزمية حول الرقبة قد يؤدي الي الألم المزمن لأربطة وعضلات الرقبة.